قال الدكتور على عزت محافظ الأقصر ل"المصريون" إن المشهد السياسى الآن يتسم بقدر من الضبابية وليس فى أحسن حالته وأن ما تحقق فى العام الماضى شىء عظيم لايمكن لأى عاقل أن يتجاهله أو بمعنى آخر لا يستطيع أحد يقول إن مصر قبل 25 يناير أفضل مما نحن فيه الآن والانقسام الحاد فى المجتمع المصرى ما بين معسكر يقول إن الثورة حققت كثيرا من أهدافها والأخر يقول العكس. وقال دعنى أقول إن أبرز ما تم على مدار عام تخلصنا من النظام السابق وأسقطنا كابوس التوريث وتوافقنا على خريطة طريق بموجب الإعلان الدستورى الذى تم الاستفتاء عليه فى مارس الماضى وبموجب هذه الخارطة اتفقنا على إجراء انتخابات برلمانية انتهينا من انتخابات مجلس الشعب والتى تمت بشفافية ونزاهة وإقبال من الناخبين غير مسبوق وإصدار قانون للأحزاب السياسية وظهور عديد من الأحزاب ذات المرجعية الإسلاميه وبدأت جلسات مجلس الشعب فى ظل أغلبية من التيار الإسلامى وسيعكف على إصدار دستور جديد ورئيس منتخب ونحن نسير بخطى ثابتة نحو التحول الديمقراطى. وعن الأصوات التى تنادى بتسليم السلطة للمدنين فورا وإبعاد المجلس العسكرى وعودة الجيش إلى ثكناته أوضح المحافظ أن هذه المقولة كلام فارغ وتنم عن قدر كبير من عدم الوعى السياسى والمسألة ليست بالبساطة التى يروج لها البعض إن تسلم السلطة للمدنيين وأن يعود العسكر إلى ثكناتهم ، هذه الشعارات هى وصفة للفوضى والدخول فى نفق مظلم ، فإننا ارتضينا بخارطة الطريق وأمامنا أمثلة أخرى يجب أن نتعلم منها ، فوجهة النظر القائلة بسقوط العسكر وتسليم السلطة للمدنيين تتجاهل حقيقة أن هناك أغلبية تؤيد الجانب الآخر وهو خارطة الطريق وأمامنا أمثلة : مثل تجربة البرازيل ، والتجربة التركية ، فمن المستحيل أن بين عشية وضحاها نطالب المؤسسة العسكرية بالرحيل ، هذا الكلام لا يصح وذلك لأن هناك تحديات داخلية وخارجية ، ويجب أن نفهم أن عملية التحول الديمقراطى تستغرق سواء كنا بصدد أجندة إصلاح سياسى أو إصلاح اقتصادى أو إصلاح اجتماعى ، فمصر غير مؤهلة من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية بأن نتحول بهذه الطريقة أن تتم . وعن عودة الثقة بين رجل الشارع ورجل الشرطة أضاف أنه يرى أن أزمة الثقة تقل حدتها مع الوقت ، ويمكن إعادة هيكلة جهاز الشرطة التى بدأت منذ عدة أشهر ثم الحملات التى شاهدتها القرى والمحافظات مع تولى وزير جديد بالداخلية وسلوك رجل الشرطة بالشارع الذى أصبح أسلوبا جديد ا ومغاير لما كان عليه قبل الثورة ، كل هذه الأمور تسهم بشكل أو بآخر فى عودة الثقة بين رجل الشارع ، وهذا أيضاً بعدًا آخر يتمثل فى أن المواطن يدرى بأن الشرطة ليست كلها شر وأن الأمن من الحقوق الأساسية للإنسان وأنه لا يمكن التمتع بهذا الأمن إلا إذا كان رجل الشرطة يتعامل باحترام وآدمية . وأشار عزت إلى أن التمويل الأجنبى والمنح لمنظمات المجتمع المدنى موجودة ومن المفروض أن تكون هناك ضوابط للتحكم فى هذا التمويل لأن الغرب له دوافعه الخاصة فى هذا الشأن التى نعلمها جميعا. أما عن زيارة مرشد الأخوان المسلمين للأقصر فقال أنا تشرفت بزيارة المرشد العام للإخوان المسلمين فى مكتبى والأقصر وكان حريصا وزار المعابد الفرعونية وكان حريصا أمام أهالى الأقصر وخاصة بعد حصول حزب الحرية والعدالة على الأغلبيه وصعود التيار الإسلامى فى مصر وأن ما يتردد بشأن موقفهم من السياحة غير صحيح وهم مؤمنون أن السياحة قطاع مهم فى الاقتصاد المصرى. وعن صعود التيار الإسلامى قال دعونا نتفق أن صعود التيار الإسلامى فى مصر بجميع اتجاهاته يمثل هاجسا للغرب ولديهم شعور فى الغرب أن التيار الإسلامى لهذه المرحلة أو لاحقا أن يكون له نوع من التنسيق مع نظم إسلامية أخرى فى المنطقة مثل إيران وهذا ما يرفضه الغرب وأمريكا لأنه ضد مصلحتهم ويعلمون أن تأثير مصر الثقافى يتجاوز حدودها بكثير وأن فى جوار مباشر مع شبه الجزيرة العربية التى تمثل أهمية إستراتيجية للغرب وأمريكا ولابد أن نتفهم رد الفعل الهستيرى للغرب وأمريكا لصعود التيار الإسلامى فى مصر وكيف يكون شكل الحكم فى مصر لأن فى ذهنهم ثورة الخمينى وتجربة بن لادن على الرغم أنهم هم الذين صنعوه ويمثل هاجسا دينيا رهيبا ومخيفا لديهم. وعن الحل الأمثل لأزمة البنزين قال فى وجهة نظرى إن الأزمة ليست أزمة امتداد إنما هى أزمة سلوك لدخول السوق فئة جشعة من المنتفعين سواء فى مجال البوتاجاز أو الوقود بأنواعه وعلى شاكلتها الدقيق فلابد من إعادة النظر فى مسألة الدعم إن آجلا أو عاجلا لمصلحة مصر والفقراء. و عما تم إنجازة فى الأقصر أشار إلى أن طريق الكورنيش بشكله الحضارى المبهر تقريبا انتهى وطريق الكباش الفرعونى جارى العمل به وتذليل الصعوبات المالية التى تواجه وسيفتتح قريبا فى احتفالية عالمية تتناسب والحدث وتم استكمال ثقافة الأقصر الكبير وقصر بهاء طاهر وافتتاح المخبر الإلكترونى فى وجود وزير التموين للمساهمة على أزمة الخبز لإنتاجه العالى. وختم نعتز بشهداء الثورة ونقدر دورهم الجليل الذى كان له كبير الأثر فيما نحن فيه الآن وقيام ثورة 25 يناير المجيدة التى أطاحت بالنظام السابق وما تبعها من إيجابيات كما سبق أن ذكرت كما أننى أريد أن أقول إنه لولا الثورة لن أكون محافظة الأقصر ولا غيرى ممن ينتمون إلى وزارة الخارجية والسلك الدبلوماسى لأننى أول محافظ من وزارة الخارجية فى تاريخ الإدارة المحلية لان الرئيس السابق كان عندما يلتقى بنا يقول متهكما وساخرًا أنتم بتوع الخارجية بهوات واكسلنسات ومتنفعوش تشتغلوا محافظين ومتفهموش فى مشاكل المحليات.