ما رأيته وأراه كل يوم من لعنات مبارك التى اورثنا إياها يجعلنى أكرهه كره جبريل عليه السلام لفرعون عليه لعنة الله فقد قال جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم " لو رأيتنى وأنا أدس الطين فى فم فرعون وهو يغرق مخافة أن يقول كلمة ينال بها رحمة الله بغضا له فقد أبغضته عندما قال انا ربكم الأعلى" فانا ابغض مبارك لدرجة أنى لا اتمنى له توبة ولا ادرى إن كان هذا جائز أو لا ولكن هذا ما اراه فى قلبى. عبقرية هذا الرجل فى قدرته على تغيير المجتمع المصرى الى هذه الدرجة فى ثلاثين سنة يجب ان تدرس فى الجامعات فأظن انه احدث تغييرا فى الشعب المصرى لم يستطع الفاطميون "الشيعة" ان يحدثوه بعد سنين حكمهم فهم لم يتركوا فى مصر إلا بقايا صوفية من السهل التخلص منها أما مبارك فلا اظن انه من السهل التخلص من سوء الاخلاق الممنهج الذى ورثناه عنه. عندما يقتل 74 ويجرح 2000 مصرى حميَّة لعبارة رفعت فى مباراة كرة قدم كتب عليها " بلد امبالة مفيهاش رجالة " فى نفس الوقت الذى لا يقبل فيه شباب وعلماء داخل الازهر وخارجه وجود شرط ان يكون شيخ الازهر "مصرى" فى قانون الازهر الجديد ويردون على شيخ الازهر "دعها فإنها منتنة"-اى العصبية لغير الاسلام لمن لايعرف الحديث- ساعتها تدرك الفارق بين فئتين من الشعب المصرى تربت احداهما على "زى ما قال الريس منتخب مصر كويس" اما الاخرى فقد تربت على قال الله وقال الرسول. عندما لا ينتهى اى تجمع لمشجعى الكرة إلا وقد حدث من الإثم والفجور ما أدناه اختلاط وتحرشات واعتداء على الاعراض باليد واللسان وسب بعبارات بذيئة وسب لدين الله – المباريات التى تمر (بسلام) مثالا- وما أقصاه القتل والجرح – أحداث الامس واحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود والسفارة امثلة- فى نفس الوقت الذى يتجمع فيه الملايين من كل محافظات مصر ولا ترى عينك إلا صلاة ولا تسمع أذنك إلا خيرا ويمر اليوم بسلام ودون مشكلات ساعتها ايضا تدرك الفارق بين من ابتلاه الله بلعنة مبارك وبين من نجاه الله منها. عندما تجد اصدقاءك قد انقسموا الى فئتين متضادتين احدهما يقضى ساعات كل يوم فى الحديث عن الكرة ومشاهدتها ومتابعة اخبار اللاعبين والفرق مع شوبير وغيره وعلى يالاكورة وكورابيا وغيره من المواقع ويسبون بعضهم بعضا وقد يقاطعون بعضهم بعضا تعصبا لفريق او للاعب هو نفسه يترك فريقه الى الفريق المنافس اذا عرض عليه مرتب اكبر والفئة الاخرى يتداعون بينهم الى درس علم فى العزيز بالله او غيره من المساجد العامرة او يتبادلون الاشرطة ومن بعدها الاسطوانات لدروس العلم الشرعى ويهتمون لامور أمتهم المستضعفة فى كل بقاع الارض ساعتها ايضا تدرك الفارق بين من ابتلاه الله بلعنة مبارك وبين من نجاه الله منها. عندما تكون فى الصف الاول الاعدادى من عشرين سنة عشية مباراة بين الاهلى والزمالك ويأتيك نبأ ان زميل لك فى المدرسة هو اكبر اخوته قد قتل اباه نفسه صعقا بالكهرباء بعد أن ضرب بيده على شاشة التليفزيون بعد المباراة حنقا على خسارة فريقه فكسرت يده الشاشة ومات صعقا وفى نفس الوقت يأتيك نبأ استشهاد عمك الشاب الذى ترك كل ما يملك فى مصر وذهب يجاهد مع المسلمين فى البوسنة ساعتها تبدأ تعى الفارق بين من ابتلاه الله بلعنة مبارك وبين من نجاه الله منها. عندما تستمع الى أكبر قاضيين فى مصر "قاضى مبارك ورئيس العليا للانتخابات" يتكلمون بعربية تحس وانت تستمع اليها انك ترجم بالحجارة ولا يضبطون كلمتين كما قالتهما العرب وفى نفس اليوم تجد برنامج على قناة دينية يستضيف اربعة اطفال أكبرهم ابن عشر سنين يقول كل منهم خطبة لمدة نصف ساعة إرتجالا ولا يلحن فى كلمة بل والأنكى انك بعد ذلك تركب السيارة وتفتح البى بى سى العربية فتجدها تتصل بواحد من الحكومة الصهيونية "ليس عربيا" للتعليق على موضوع ما فيتكلم لمدة عشر دقائق بعربية صحيحة ولا يلحن فى كلمة فيضيق صدرك كأنك تصَّعَّد فى السماء وترجع لتنام وانت تخشى على نفسك الموت كمدا ساعتها تدرك ماذا فعل بنا مبارك. عندما يكون مفتى مصر حتى الان صوفى يحكى عن الامام بن حجر انه كان يبيع الحشيش أمام المسجد ويقول ان النقاب بدعة ليست من الدين وشيخ الازهر صوفى آخر يقول بجواز الربا وفتاوى اخرى لم يقل بها أحد من أهل القبلة تعلم ان التخلص من إرث مبارك ليس بالسهل. عندما تسمع من احد علماء الازهر الثقات انه اعترض على خطيب ازهرى بأنه يستشهد بحديث موضوع فرد عليه "يعنى اية موضوع مش النبى اللى وضعه" تعلم ايضا ان التخلص من إرث مبارك ليس باليسير. إنا لله وإنا إليه راجعون محمد عبد العزيز مهندس تخطيط قطر