شن مشايخ الطرق الصوفية وأعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية، هجوما على شيخ الطريقة العزمية، علاء الدين ماضى أبوالعزائم، لإعلانه تنظيم احتفالية «فى حب مصر»، أمس الأول، باسم الصوفية، مؤكدين أن مشاركته باسم الصوفية أساءت للتصوف، الشيخ طارق الرفاعى شيخ الرفاعية، أكبر طريقة صوفية فى مصر. وأكد فى تصريحات خاصة ل«الشروق» أن الطرق الصوفية بعيدة عن الحياة السياسية ولا يمكن أن تظهر أو تعلن عن نفسها سياسيا ككيان موحد فى وقت وجيز، مضيفا «الإخوان المسلمين يلعبون سياسة منذ أكثر من 83 سنة ونحن منذ 6 أشهر، فماذا تنتظرون من الصوفية»، وأشار إلى أنه حتى موقف مشايخ الطرق من الثورة لم يكن واضحا حتى تنحى مبارك عن الحكم. وتابع «وأنا على المستوى الشخصى لم أتواجد فى الثورة سوى يوم واحد ولم أدع أبناء الطريقة للنزول»، وأكد الرفاعى أن الصوفية يرفضون فكرة التجمع لأهداف سياسية، مشيرا إلى أن تجمعات الصوفية لا يمكن أن تحدث إلا فى الاحتفالات الخاصة بهم، كمولد الحسين أو السيدة زينب. وأضاف «لو كانت هناك أضرحة لشهداء الثورة لتواجد الأتباع والمريدين بالملايين»، مشيرا إلى أن الأتباع والمريدين كانوا سيقيمون لهم الموالد ليذكروا الناس ببطولاتهم التى أنجحت الثورة على حد قوله، وقال الرفاعى «ليس كل أتباع الطرق يفتقرون للوعى السياسى، موضحا أن الطرق الصوفية ينقصها الأهداف والإمكانات والتنظيم، مضيفا «وحتى تتوافر هذه المتطلبات، لا يستطع أحد أن يحشد الصوفية سوى فى الموالد والاحتفالات الصوفية فقط»، بينما قال عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، محمود أبوالفيض، إن المشاركة الضعيفة كانت متوقعة، وأن الطرق الصوفية المشاركة لا تعبر إلا عن نفسها، وأن جموع الصوفية رفضوا مثل هذه التنظيمات. وأكد أبوالفيض أنه نتيجة لموقف المجلس الأعلى للطرق الصوفية ومقاطعته لهذه الاحتفالية، لرأب الصدع بين الفصائل والتيارات الإسلامية، وحتى لا توضع الصوفية فى مواجهة مع السلفية، بحسب أبوالفيض، قال «وجدنا اتصالات من ممثلين للتيارات السلفية تشيد بالموقف الصوفى لحماية التيارات من الفتن خاصة وأن جميعها إسلامية». وكشف أبوالفيض عن وجود مبادرة ستتم بين التيارات السلفية والطرق الصوفية لتقريب وجهات النظر والوقوف على القواسم المشتركة وحماية مصر من الفتن ونبذ الخلافات، مشيرا إلى أن الأطراف جميعها أبدت استعدادها المشاركة تحت رعاية الأزهر وشيخه أحمد الطيب. من جانبه أشار عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية ورائد العشيرة المحمدية، عصام زكى إبراهيم، إلى أن اللقاءات التى ستجمع التيارات السلفية والطرق الصوفية ستكون أهدافها تجميع القلوب والفكر. ووصف عصام زكى أحداث جمعة «فى حب مصر» بالمهزلة، مضيفا: لم تكن هذه الاحتفالية لا فى حب مصر ولا فى حب إسرائيل وكانت مهزلة بكل المقاييس». واستنكر عصام زكى تنظيم ثلاث طرق صوفية لهذه الاحتفالية، مشيرا إلى أن هذه الاحتفالية انتقصت وأساءت للتصوف، متهما مشايخ الطرق المشاركة فيها بالبحث عن الشهرة وتحقيق المصالح الشخصية ومناصب دنيوية، مضيفا «أدى ذلك الأسلوب إلى عزوف الطرق الصوفية والبالغ عددها أكثر من 76 طريقة تتبع المشيخة العامة للطرق الصوفية عن المشاركة فى هذه التجمعات، لأن كل ذلك انحراف عن المنهج الصوفى», وختم عصام زكى حديثه الذى وجهه لمشايخ الطرق الذين شاركوا فى الاحتفال «اتقوا الله ورسوله فينا وفى التصوف، كفاية حرام عليكم ما فعلتموه سابقا وما تفعلوه الآن».