أوصت دراسة جامعية نوقشت بكلية الدعوة بجامعة الأزهر، بضرورة الاستفادة من مجلة "المنار الجديد", وأن تكون من المصادر التي يرجع إليها الباحثون في قضايا الدعوة والثقافة الإسلامية. ومجلةَ "المنارِ الجديد" هي مجلة فصلية أسسها الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير جريدة "المصريون"، وهي عبارة عن مقالات وأبحاث في فلسفة الدين وشئون الاجتماع والعمران. وأكدت الرسالة الجامعية التى حصل بها الباحث محمد إسماعيل محمد سيد أحمد، على درجة الماجستير بتقدير ممتاز، عن رسالته " مجلةُ المنارِ الجديدِ وأثرُها في نشرِ الثقافةِ الإسلاميةِ فى الفترة من (1998-2010م)"دراسةٌ تحليليةٌ"، من قسم الثقافة الإسلامية، بكلية الدعوة، جامعة الأزهر، تعد تجربة إعلامية إسلامية لها أثرها الواضح الذي يستحق إلقاء الضوء عليه، لإسهامها في وضع حلولٍ لمشكلاتٍ سياسيةٍ, وفكريةٍ, وشرعية تنهض بالعمل الدعوى في المجتمع الإسلامي. وأوضح الباحث أسباب اختيار موضوع رسالته وهى مجلة "المنار الجديد" لأهميتها الكبيرة بالنسبة للدعاة إلى الله تعالى, فهي وسيلة مهمة في تبليغِ الدعوة, ونشرِ مفاهيم الإسلام إلى الشريحة المثقفة في المجتمع, فبها يستطيع الداعية نشرَ علمه, والردَ على الشبهات التي تثار حول الإسلام, وأصوله, بأسلوب علمي دقيق يعتمد التوثيقَ, والبعدَ عن الارتجال والأسلوبِ الوعظي الذي يعتمده في الخطب, والمواعظ، كما أن مجلةَ المنارِ الجديد تجربة إعلامية إسلامية لها أثرها الواضح الذي يستحق إلقاء الضوء عليه، لإسهامها في وضع حلولٍ لمشكلاتٍ سياسيةٍ, وفكريةٍ, وشرعية تنهض بالعمل الدعوى في المجتمع الإسلامي. وأضاف أن "المنار الجديد" تعتبر وعاءً ثقافيًا مهمًا جدًا ينقل المنتج الثقافي, وينشره, ويرسخه في عقول القراء, لشمولها على موضوعات خاصة بالفكر, والنظم, والقيم, ونقد لبعض التراث الإنساني, وهذه هي أركان الثقافة الإسلامية. وتناول الباحث فى دراسته جميع أعداد المجلة التي صدرت خلال الفترة من يناير (1998م) سنة نشأتِها وصدورِها, وحتى سبتمبر (2010م) وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات كما يلي: أولًا: النتائج: - اتسعت "المنار الجديد" للرأي, والرأي الآخر, ولم يقتْصرْ مجالُ الكتابة فيها على طيف ثقافي, أو سياسي بعينه, وكانت جسرًا لتلاقي الأفكار بين الإسلاميين, وبعضِهم البعض, وبينهم وبين كافة الأطياف الفكرية. - تناولت المجلة كثيرًا من القضايا المهمةِ التي تشغل الرأي العام سواءً كانت شرعيةً, أو سياسيةً, أو دعويةً, أو ثقافيةً, بالنقد, والتحليل, ووقفتْ على وجه الخلل فيها, ووصفتْ العلاج لها. - اتسمت هذه المجلةُ بالاستقلالية, وبالجرأةِ في عرض الموضوعات, وبالوسطيةِ في المعالجة, وبالمعاصرةِ في تناول القضايا. - استخدمت الأسلوب الراقي في الرد على المخالفين, ولم تتسم بالشدة على المخالف, أو استخدام الألفاظ النابية. - من الإيجابيات الهيئة الاستشارية التي ترجع إليها المجلة, ومن الإيجابيات أيضًا أنها لم تكن من المصريين فقط. ثانيًا: أهم التوصيات: - ينبغي الاستفادة من مجلة المنار الجديد, وأن تكون من المصادر التي يرجع إليها الباحثون في قضايا الدعوة والثقافة الإسلامية. ومن ثم ينبغي أن تعنى كليات جامعة الأزهر عموما, وكليتا الدعوة الإسلامية, وأصول الدين خصوصا باقتناء نسخة على الأقل من هذه المجلة الإسلامية الهامة بمكتباتها؛ حتى يتمكن الباحثون من الرجوع إليها دون صعوبة, أو مشقة. - ينبغي الاهتمام, والعناية بمزيد من الدراسات حولَ الصحف, والمجلات التي تحمل في طياتها طابعَ التغريب, وتحاولُ بث آرائها المخالفةِ لتعاليم الإسلام؛ حتى يكون القارئ على بينة من خباياها, ومؤامراتِها؛ ليتجنبها. ينبغي التنسيق, والتعاون بين القائمين على المجلات الإسلامية, وتبادلٌ الخبراتِ, والاستشاراتِ، وكذلك إقامةُ المؤتمراتِ، والاجتماعاتِ من أجل النهوض بالإعلام الإسلامي. - يجب تقويةُ العلاقةِ بين المجلات الإسلامية, وبين العلماء, وطلبةِ العلم, والجهاتِ العلمية, والدعوية، والمراكزِ الثقافية, والعلمية الأكاديمية, وألا يسود بين العلماءِ, وطلبةِ العلم أن المجلاتِ ما هي إلا وسيلةٌ من وسائلِ الترفِ الثقافي. يذكر أن الرسالة أشرف عليها د. شرف الدين أحمد آدم، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المساعد بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، وناقشها أ.د عبد الصبور فاضل، أستاذ الصحافة وعميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، أ.د محمود محمد الصاوى، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر.