فقدت مصر أحد أبرز علمائها الذين رفعوا إسمها فى سماء العلم وسجل العلماء على مستوى العالم وهو الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء الفيمتو حيث قام باختراع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فمتوثانية وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية . د. زويل حصل على العديد من الأوسمة والنياشين والجوائز العالمية لأبحاثه الرائدة في علوم الليزر وعلم الفيمتو التي حاز بسببها على 31 جائزة دولية منها: جائزة ماكس بلانك وهي الأولى في ألمانيا, جائزة وولش الأمريكية, جائزة هاريون هاو الأمريكية, جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم , جائزة هوكست الألمانية , ميدالية أكاديمية العلوم والفنون الهولندية, جائزة الامتياز باسم ليوناردو دا فينشي وغيرها الكثير والكثير من الجوائز والتكريمات . هذه حقائق تاريخية وعلمية سوف يسجلها التاريخ لأحمد زويل سواء اتفقنا أو اختلفنا حول شخصه أو حول (المشروع المصرى للنهضة العلمية ) والمعروف بإسم جامعة زويل . على الجانب الآخر , أطالب بإعادة النظر فى مشروع جامعة زويل من كافة جوانبه , وهذا ليس معناه المطالبة بوقف المشروع أو منع استكمال الحلم الكبير الذى حلم به المصريون فى تحقيق نهضة علمية كبيرة تعيد لمصر مكانتها المفقودة على مستوى العالم . ولذلك أطالب كافة مؤسسة الدولة وفى مقدمتها مؤسسة الرئاسة وكافة الجهات الرسمية المعنية بهذه القضية أن تقوم بتوضيح أبعاد هذا المشروع القومى غير الواضحة حتى الآن بالنسبة للغالبية العظمى من المصريين , وكذلك الموقف المالى لهذه المؤسسة البحثية والعلمية ؟ وما أنفق عليها حتى الآن ؟ ورصيدها الحالى داخل البنوك ؟. وأتمنى أن تكون هناك اجابات شافية ووافية حول خطة الجامعة الحالية والمستقبلية خاصة بعد وفاة د. أحمد زويل ؟وما الذى قدمته لمصر حتى الآن ؟ وهل سيتم اختصار المشروع فى الجامعة فقط وبعض المراكز البحثية الملحقة بها ؟ . كما نريد أن يعرف الرأى العام الحقيقة حول علاقة الجامعة بالكيان الصهيونى خاصة فيما يتعلق بتعاون زويل العلمى مع اسرائيل وتكريمه فيها وتعاونه مع أفراد أو جهات تابعة لها ؟ . وأعتقد أن من حق الرأى العام أن يعرف طبيعة وحقيقة الشخصيات المشاركة بشكل أساسى مع زويل فى هذا المشروع الكبير ومنهم شخصيات مصرية وأجنبيه أختارها زويل بنفسه وهو الأمر الذى يضع مشروع مصر للنهضة العلمية محل تساؤل ؟ . وفى هذا السياق , نريد أن نعرف تفاصيل خريطة البحث العلمى لهذه الجامعة أو المدينة العلمية خاصة أن من وضع أهدافها واستراتيجيتها مجموعة من العلماء المغتربين أو الأجانب ولذلك أتصور أنه من المهم جداً طمأنة الرأى العام فيما يتعلق بها الجانب المثير للشك والتساؤلات لنعرف هل الأولويات فيها ستكون للمشروعات العلمية والبحثية التى تريدها هذه المؤسسات الأجنبية التى تنتمى اليها المجموعة التى وضعت خطتها أم لخطة التنمية الإقتصادية والعلمية التى تنتظرها مصر من وراء هذا المشروع ؟!!! .
وهنا أستشهد ببعض مما ورد فى دراسة مهمة صدرت عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بعنوان " اقتصاديات البحث العلمى والتكنولوجيا " والتى أكدت أن جامعة زويل تقدم مقررات علمية فى التخصصات الاتية : هندسة تقنية النانو, الهندسة البيئية , هندسة الطاقة المتجددة , علوم النانو , علوم الطب الحيوى , علوم المواد , علوم اجتماعية, وفيزياء الارض والكون , والى جوار الجامعة تضم مدينة زويل 7 معاهد بحثية أولها معهد حلمى للعلوم الطبيعية والذى يضم مركز دراسات الشيخوخة والأمراض المصاحبة لها مركز علوم الجينوم ومركز التميز لأبحاث الخلايا الجذعية والطب المتجدد والثانى معهد علوم النانو والمعلومات والذى يضم مركز أجهزة اليكترونيات النانو ومركز تكنولوجيا النانو ومركز علوم المواد والمعهد الثالث هو معهد التصوير والمرئيات الذى يضم مركزا واحدا للتصوير والتصنيع ثم معهد علوم الاقتصاد والشئون الدولية ومعهد العلوم الأساسية الذى يضم مركزا واحدا للفيزياء النظرية والسادس هو معهد الطاقة والبيئة والفضاء ومركزه للفوتونات والمواد الذكية واخيرا معهد التعليم الافتراضى الذى يضم مركزا لبحوث تقنيات التعليم . ولذلك نؤكد أن التخصصات المذكورة سابقا تطرح التساؤل ذاته مرة اخرى من الذى حدد هذه المجالات كى تكون محور استراتيجية البحث العلمى المصرى فى اطار '' المشروع القومى للنهضة العلمية '' والى أى درجة تخدم هذه المجالات خصوصية تطور الإنتاجية فى مصر ومعالجة القضايا التنموية ذات البعد الداخلى مع العلم بأن جزءا كبيرا منها يرتبط بأبحاث هى من الأحدث فى العالم وبالتالى تبقى استفادة الاقتصاد والمجتمع المصرى منها محل شك فى المرحلة الحالية أو حتى فى المستقبل القريب , فهل الاولويات البحثية الطبية فى مصر حاليا هى لأمراض الشيخوخة والخلايا الجذعية أو أن الاولويات العلمية المحلية ترتبط بنتائج أبحاث فيزياء الارض والكون او بأجهزة واليكترونات النانو او الفوتونات والمواد الذكية وهل سنرى أى انعكاس للإنفاق المفترض على تلك المجالات على انتاجية القطاعات الصناعية والزراعية المحلية وبالتالى على نمو الاقتصاد القومى ؟!! . وفى النهاية نقول : رحم الله د. زويل وغفر له , ونؤكد أن ما سبق أن كشفناه من حقائق وما طرحناه من تساؤلات ليس تشكيكا فى شخص العالم الكبير الذى فقدناه ولا فى المشروع الكبير الذى حلمنا بأن يحقق لمصر نقلة علمية تليق بها وبمكانتها التاريخية . وانما أردنا أن تكون هناك مصارحة ومكاشفة حتى يحقق هذا المشروع الهدف الذى أنشىء من أجله .