خطيئة الأولتراس وخطايا زاهر

ملايين من الآراء والتحليلات المدمرة، الموجهة والسطحية.. واستعداد متواصل عبر برامج "الشيطان شو" آسف "التوك شو" لكل مظاهر الحرب الأهلية.. عن جد استعداد جاد لمستقبل أكثر جدبا وإظلاما.. وسط حالة غير مسبوقة من التعصب والانهيار الأخلاقى فى تاريخ الأمم المتحضرة أو الأقل تحضرا أو المتخلفة أو الأكثر تخلفا.
نعم.. قد يكون هناك من استخدم أو اغتنم حالة التعصب الكروى الجماهيرى لأغراض سياسية.. لكن السؤال الأهم: من المسئول عن مذبحة بورسعيد، ومن المسئول عن مقتل عشرات الأبرياء من أبناء الشعب المصرى؟ ومن المسئول عن إيصال ملعب كرة القدم إلى هذا الحال؟.
الإجابة.. (1) مجلس سمير زاهر.. (2) روابط ما يسمى بالأولتراس الملطخة أيديهم بدماء زملائهم الأبرياء.. (3) برامج "الشياطين شو" سواء الرياضية أوغيرها.. (4) من يطلق على شخص قتل نتمنى من الله له الرحمه لقب (شهيد).
اتحاد الكرة المسئول الأول لأنه على مدار العام ونصف العام الماضية ترك الحبل على الغارب حتى استفحل أمر روابط ما يسمى الأولتراس (لا تنسى الواو ممكن حد فيهم يضربك)، وحتى يحضر معنا القارئ ويستحضر تركيزه، نذكر بعناوين اللافتات التى رفعتها جماهير الأولتراس (أوعى تنسى الواو) وهى لافتات تحمل عبارات يعاقب عليها الفيفا وكل الأديان السماوية، كما أنها لافتات يستحيل أن تراها فى أى دولة فى العالم تسعى بقوة لارتقاء مرتبة التخلف!!.
نعتذر عن ما جاء من ألفاظ فى هذه اللافتات والتى ظهرت فى ملاعب مصر بمقاس 35 مترا طول فى 5 متر عرض، وجميعها لما يسمى بروابط أولتراس (الواو) وسنبدأ بأولتراس أهلاوى:
(هنفتح صفحة جديدة لما تاخد رأى رتيبه)، (خليك ورا الأقرع وغله هتفضل طول عمرك زلو)، (شلح الجلابية واحتفل بالمئوية)، (أسطورة الملاليم)، (رامى سعيد لا بيحل ولا بيربط......... نعتذر عن الباقى)، (أعظم نادى فى الكون – وصور لمدرج كامل بقشر الموز لشيكابالا)، (لن نتراجع عن الدورى مثلما فعل السفهاء – يعنى الزمالكاوية)، (لافتات يعف اللسان عن ذكرها تشبه الزمالك بالكلاب والفئران والشحاتين)، (هنفضل فاكرين عاركم ليوم الدين.. انسحاب الداخلية يوم 28) وأخيرا وليس آخرا (بلد الباله.. مجبتش رجاله)..
أما جماهير الوايت نايتس (برضه أولتراس بالواو) فردت أو أخذت المبادرة: (مثلث الدعارة.. الأهلى ومتعب وياره)، (متعب للأهلى ويارا للجميع)، (زى ما خلعنا عميل كوهين.. هنحرر فلسطين)، (ياللى بتسأل عن الحياء.. البس بنطلونك)، (كان ياما كان.. كان فيه زمان.. فرسان احتلوا وكر الشيطان – وطبعا الشيطان الأهلى)، (أربع حروف كتبوا الإنجاز – حكام)، (يا لجنة الحكام الأهلى بيدفع كام)، (ولتذهب إلى اللومان يا هادم الأهرام)، (أدخلتم الأوباش فى مئويتنا وتركتم من كان سبب فرحتنا)..
أما جماهير الأولتراس إسماعيلاوى فالجميع يعلم كيف باتت هذه الجماهير متعصبة، وماذا فعلت فى حسنى عبدربه وبيت عبدالله السعيد ورفعت لافتة كبيرة جدا نعتت فيها الزمالك (بنادى الزباله)، ناهيك عن أن جمهور الأهلى (ضرب) الداخلية فى موقعة كيما أسوان وجرح العشرات من رجال الأمن.
هذا قليل من كثير فعلته روابط ما يسمى الأولتراس (بالواو علشان فعلا بيزعلوا).. وهذا كثير من كثير مما تركه اتحاد الكرة دون أن يحرك ساكنا على مدار موسم ونصف الموسم.. لا لا لا.. اتحاد الكرة تحرك عندما رفع جمهور الأهلى مؤخرا لافتة كبيرة وقد كتب لسمير زاهر رئيس الاتحاد عليها كلمة من أربعة حروف أولها كاف وآخره برضه كاف!!.. عندها قامت الدنيا ولم تقعد.
روابط الأولتراس هاجمت شيكابالا بشكل عنصرى (قشر الموز صور اللافتات باستاد القاهرة معنا) ، وهتكت أعراض البعض وسبت السيدة الفاضلة والدة حسام وإبراهيم حسن (ابن رتيبه)، وأقحمت السياسة فى كرة القدم (وجميعها مخالفات تعاقب عليها الفيفا)، وسبت الداخلية والخارجية وهددت بتحرير فلسطين.. كل ذلك واتحاد الكرة (الذى يرى ويشاهد ويسمع) لم يتحرك إلا تحركا محدودا عندما جاء الدور فى السب والشتم على سمير زاهر فى الكلمة الشهيرة (التى تبدأ بكاف وتنتهى بكاف وتتألف من أربعة حروف).
الخلاصة
ما حدث فى موقعة بورسعيد المشئومة هو مقدمة أكبر وأوضح لما خفى كان أوضع.. وعلينا أن ننتظر الأسوأ فى قادم الأيام.. طالما هناك وسائل إعلام سطحية وجاهلة وتافهة، وإعلاميون أعتذر لمفردات اللغة إذا وصفتهم بأنهم منافقون.
ما حدث فى موقعة بورسعيد الكروية البحرية المجيدة.. وما رأيناه من مشاهد للضرب والقتل – دون مبرر واحد (منطقى أو غير منطقى) - لا يحدث – إلا بفعل قوة قاهرة – فى أعتى بلاد العالم تخلفا وجهلا وتخليا عن الحدود الدنيا للمبادئ الإنسانية السامية أو المنحطة.
ما حدث من مشاهد شنيعة شىء تخجل منه شعوب العالم الوضيعة.
** كلمة أخيرة.. شىء مؤسف ما وصلنا إليه.. فلم يعد لدينا كمصريين مكان فى قاع ........... العالم!!