من منتجع بولو بتركيا، وقبل أيام من حلول الذكرى الثالثة ل"فض" رابعة العدوية، أحيا نشطاء فعاليات "مخيم رابعة الأول"، في محاولة لتفعيل دور الفن لتخليد الذكرى. ومخيم رابعة الأول، أعلن عن تدشينه نشطاء من جنسيات مختلفة، من المهتمين بالتعريف ب"أحداث رابعة"، والتي خلفت مئات الضحايا بين مصاب وجريح، في ميداني رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013. المخيم، الذي يبدو من اسمه أنه لن يكون الأول، يتشابه مع الحملة التي انطلقت العام الماضي تحت مسمى "قصة رابعة" في التعريف بأحداثها، يسعى وفق منظميه إلى "رسم رؤية جديدة للمستقبل، بعد 3 أعوام منها". و"قصة رابعة" حملة تسعى إلى تعريف العالم بضحاياها التي قُتل فيها أكثر من ألف شخص، وتوضيح ملابساتها ونشر صور توثقها من كل جوانبها، بحسب ما أعلنت الحملة في موقعها وصفحات التواصل الاجتماعي. وشارك في مخيم رابعة الأول، نشطاء من جنسيات مختلفة، بجانب محاضرين وفنانين، وضم مجموعة من الفقرات من بينها ورش عمل، دارت حول وسائل نشر قضية رابعة والتعريف بها في الخارج، وكيفية تفعيل الحراك الثوري في تحقيق نتائج أفضل للثورة، وتفعيل دور الفن لتخليد الذكرى، إضافة إلى عدد من اللقاءات مع بعض الباحثين العرب وندوات ثقافية. ولم يلقَ المخيم دعمًا إخوانيًا كافيًا عبر منصات الجماعة الإعلامية، كما غاب عن تدوينات وتغريدات قادتها. وتنوعت التعليقات المصاحبة للمنشورات الخاصة بالصفحة الرسمية للمخيم على موقع "فيس بوك" بين تأييد الفكرة وانتقادها، حيث يرى المؤيدون أنها سبيل للتعريف الدولي بالقضية، في حين رأى الطرف الآخر أن هناك من هم أولى من الأسر المتوسطة والفقيرة التي تأذت من أحداث ما بعد الإطاحة بمرسي. سلمى أشرف، مسئولة الملف المصري في منظمة "هيومن رايتس مونيتور"، غير حكومية معنية بالشأن الحقوقي، وواحدة من ضمن الداعمين للفكرة، قالت إن "البرنامج عبارة عن مخيم، والمشاركون فيه صحفيون وحقوقيون وأبناء وأخوات شهداء ومعتقلين سابقين، كلهم كانوا شهودًا على رابعة". وأضافت أشرف، في تصريحات ل"المصريون"، أن "البرنامج كان غنيًا جدًا، وتم تصويره في منطقة بولو التركية، وأعمار المشاركين كانت متفاوتة وكلهم شباب". وحول اختيار فكرة البرنامج، أوضحت أنها "كانت جديدة وبعيدة عن النمطية في إحياء رابعة كل سنة، وأعتقد أن البرنامج سيكون ناجحًا جدًا وسينال إعجاب الجميع". وتابعت: "مهما قولنا لن نوفي الشهداء حقهم لكن هذه كانت محاولة منا لإحياء ذكرى رابعة بشهدائها بمعتقليها بكل تفاصيل حدثت خلالها".