"هدفكم تشتموا في مصر وقيادة مصر وشعب مصر، عشان تحللوا القرشين، إنتوا بتخدوا فلوس عشان تشتموا البلد وعايزين تدمروا البلد، اعملوا حاجة لله عشان بلدكم وضحوا عشان بلدكم". هذا كان رد إعلامي متوتر وعصبي وعدواني وكاريكاتوري، من على منصة فضائية مملوكة لرجل أعمال هُندس ماليًا داخل حضانات مبارك.. على تصريحات لعالم الفضاء المصري بوكالة "ناسا" عصام حجي لإحدى الفضائيات العربية، ألمح فيها إلى أنه بصدد البحث عن "بديل" ينافس السيسي في الانتخابات الرئاسية عام 2018. هذا الإعلامي، ومنذ التحاقه بالصحافة، هو الأشهر بين زملائه بأنه "أداة سلطوية" وعصا الأجهزة الأمنية الغليظة.. على النحو الذي بات مستقرًا في الضمير العام، بأنه يعبر عن وجهة النظر الأمنية الرسمية فيما يتعلق ببعض القضايا، واستخدامه في تنظيم حفلات تعذيب ليلية على فضائية رجل الأعمال الطفيلي، لكل صاحب رأي مستقل، يعبر عن عدم رضاه عن أداء السلطة.. بلغت حد استباحة الأعراض ونشر صور إباحية "مزعومة" للسياسيين، والتحريض على قطع الأرزاق.. وتتواتر معلومات بين الصحفيين، تشير إلى أن الجناح الأقوى داخل السلطة "مبسوطة" منه، وتتابعه بإعجاب شديد كل ليلة، وتعتبره نموذجًا مشرفًا ل"الإعلامي الوطني".. وتنصح المقربين منها والمؤسسات التابعة لها، أن تستمع إليه وحده "لا شريك له"! ما جعل بعض من كانوا جزءًا من السلطة، وقرروا فض الارتباط بها، يتوقعون أن يكون هذا الإعلامي "الكاريكاتوري"، هو المصدر الرئيسي للمعلومات الذي تعتمد عليه السلطة، وتتلقى كلامه وكأنه "وحي" ونصائحه وكأنها "نبوءة".. وأن "غمزة عينه" الشهيرة ببلاهتها، دلالة على أنه "واد صايع" يلتقطها وهي طائرة.. وأنه "كنز إستراتيجي" يستحيل خوض حروب الجيل الرابع بدونه وبدون "غمزة عينه" البلهاء. استنادًا إلى مكانته تلك، فإنه يخشي، أن يكون رده الذي أشرت إليه في مستهل المقال على د. عصام حجي، يمثل وجهة نظر السلطة: لن نسمح ب"بديل" ينافس السيسي في انتخابات عام 2018! هذا الإعلامي قد يتخذه البعض مادة للتندر والسخرية، وهو تصور مخل، لمنزلته لدى صناع القرار.. فهو رغم كل أخطائه التي ورطت مصر في مشاكل ماسة بمصالحها العليا وأمنها القومي، وآخرها قضية "ريجيني".. فإنه ظل باقيًا في مكانه معلنًا "يا صخرة ما يهزك ريح".. يخرج من مصر ويعود رغم صدور أحكام بحبسه، مصحوبًا بسلامات جنرالات المطار والتشريفة الرئاسة.. ومن هنا ليس من الحكمة، التعاطي معه من خلال هيئته الكاريكاتورية التي يظهر عليها كل ليلة.. وإنما من خلال سيرته وثقة النظام في "قدرته الخارقة".. وتمسكه به كأداة توصيل ما يريده "دليفري" إلى المنازل. وعليه.. فإن رده على "حجي" يعتبر خطيرًا.. وإشارة إلى نية ل"تأميم" انتخابات الرئاسة القادمة.. وتظل عملية التأميم قيد القص واللصق والتفصيل على المقاس.. وهي مهمة ميسورة خاصة وأن محال الترزية كلها في الجيب. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.