زعم الباحث الإسرائيلى جيرشون باسكين، بأنه سيكون هناك دور للرئيس عبد الفتاح السيسى في إعادة وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان لأضواء المشهد السياسى فى منطقة الشرق الأوسط. ونقل باسكين، في مقاله له نشرته صحيفة جيروزاليم بوست بعنوان "السيسى وسيط سلام"، عن تصريحات ليبرمان قوله: "مصر هى الحليف الأهم والأكثر جدية فى الشرق الأوسط، وبين الدول العربية. لقد استثمرت الكثير من الجهد لبناء الثقة والعلاقات التعاونية". وعلقت الصحيفة: "إنه تصريح مثير للاهتمام من رجل هدد بقصف السد العالي عام 1998 انتقامًا من الدعم المصري لياسر عرفات". وتابعت: "لكن عرفات لم يعد موجودًا في السلطة وكذلك حسنى مبارك، ولم يعد ليبرمان مثل سابق عهده". ونقل الباحث عن مصدر بالمخابرات المصرية قوله: "في عيون الحكومة المصرية، فإن ليبرمان هو الأكثر برجماتية فى الحكومة الإسرائيلية ويمكننا أن نعمل معه". وتطرق المقال إلى تاريخ العلاقات المصرية الإسرائيلية، منذ زيارة السادات التاريخية للكنيست فى نوفمبر 1977، وما أتبعها من غضب عربى بقيادة ياسر عرفات، ونقل مقر الجامعة العربية خارج القاهرة، ما جعل مصر آنذاك دولة "منبوذة" فى العالمين العربى والإسلامي، بحسب وصفه. وتبدل الأمر عام 1982، عندما أُجبر عرفات على مغادرة بيروت، حيث توقف فى القاهرة خلال طريقه إلى تونس، واحتضن الرئيس الأسبق حسنى مبارك الذى كان نائبا للسادات، مجددا السلام مع مصر، رغم أنها نفس الدولة التى أبرمت المعاهدة مع إسرائيل. ولفت الكاتب إلى صمود معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل رغم اغتيال السادات والحروب المتكررة بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين إسرائيل ولبنان، وصعود حماس للسلطة فى غزة، وصعود وأفول الإخوان المسلمين فى مصر. ومع التحدي الذي يواجه السيادة المصرية من الإرهابيين فى سيناء، وافقت إسرائيل على الطلبات المصرية بنشر قوات أكبر وأسلحة أكثر فى سيناء، بينها طائرات هليكوبتر هجومية. باسكين رأى أن التعاون الأمنى والاستخبارى المصرى الإسرائيلي يمثل دعامة أساسية للعلاقات، وجوهرا لأمن الجانبين. ومضى يقول: "حماس عدو مشترك، مثلها مثل فروع التطرف الإسلامي الأخرى فى المنطقة. مثل هذه التهديدات المشتركة امتد نطاق تواجدها إلى ما وراء حدود إسرائيل". مصر صاحبة مكانة أساسية فى الشرق الأوسط اليوم، حتى مع اقتصادها المتعثر، وحربها الصعبة للغاية ضد داعش وسائر الإرهابيين في سيناء، لكنها تتفهم أن بإمكانها لعب دور لا يمكن الاستغناء عنه فى المضي قدمًا لاستقرار أكثر نطاقًا. وتمثل مصر شريان حياة بالنسبة لغزة، وهى الحقيقة التى تعرفها حماس، وأدى إغلاق القاهرة لكل أنفاق التهريب بين سيناء والقطاع الفلسطينى فى إحداث شلل للاقتصاد الغزاوي، وفقدت حماس مصدرها الرئيسى للدخل، وفقًا للمقال. وواصل قائلاً: "علاوة على ذلك، تواصل مصر إغلاقها لمعبر رفح بشكل شبه دائم، ويدفع شعب غزة ثمن فشل وأكاذيب حكومتهم". واستطرد: اتهمت مصر حماس بالتعاون مع الإرهابيين المناهضين للحكومة المصرية، لكن قادة الحركة الفلسطينية ذهبوا إلى القاهرة وأقسموا للمسئولين على أنهم لا يساعدون في أي حرب ضد مصر، لكنهم كانوا يكذبون، وقدمت المخابرات المصرية الدليل". وأوضحت مصر إغلاق المعبر سيستمر معظم الوقت ما لم توافق حماس على إعادة نشر قوات السلطة الفلسطينية عبر الحدود، بحسب باسكين. بيد أن حماس لا توافق على ذلك، رغم كونه مطلبًا مشتركًا بين القاهرة والسلطة الفلسطينية بأن تكون غزة والضفة الغربية تحت قيادة سلطة واحدة، وأردف الكاتب:"مصر شأنها شأن إسرائيل ترغب فى رؤية نهاية لحركة حماس فى غزة". الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى اتصالات مستمرة مع السيسى ويرى مصر حليفا ثابتا للشعب الفلسطيني، ومع ذلك يعرف عباس أيضا أنه لن يحصل على أى خصومات من السيسى فيما يتعلق بالتنازلات التى سيتعين على الفلسطينيين التضحية بها مقابل أى اتفاق مع إسرائيل، مثل استمرار التعاون الأمنى مع إسرائيل فى الضفة الغربية، بحسب المقال. ويبدو أن المصريين لديهم خطة يعملون على تنفيذها، حيث أعلن السيسى فى البداية السيسى استعداد القاهرة للتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، ثم زار وزير الخارجية سامح شكرى الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى رام الله، واستمع إليه بإنصات شديد،، وسأله بعض الأسئلة الصعبة، ثم عاد إلى القاهرة، وسافر بعدها إلى تل أبيب واستمع باهتمام إلى نتنياهو، وسأله بعض الأسئلة الصعبة، وعاد أدراجه إلى القاهرة. وواصل الباحث الإسرائيلى مقاله: "السيسى أعلن بعد ذلك أنه سيدعو نتنياهو وعباس للاجتماع به فى القاهرة. من وجهة نظري، فإن مصر بعد الاستماع إلى الجانبين تتأهب حاليا لإخبار كل طرف ماذا يتعين عليه فعله، بما يتضمن تجديد المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة بعون من القاهرة، مع حضور إضافى للأردن على مائدة المفاوضات، ما يمثل تأسيسا لرباعى إقليمي". وأضاف باسكين: "المثير للاهتمام، عندما تحدثت عن هذا مع العديد من المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، سمعت نفس الكلمات حيث قالوا: "يمكن أن نقول لا لجون كيرى ولأوباما، لكننا لا نستطيع أن نقولها للسيسي". واختتم باسكين مقالته قائلا: "سنرى إذا كان ذلك صحيحا".