مرت الأيام وستردد الدنيا مع المرددين عما قريب لبيك اللهم لبيك، فقد هلت علينا النفحات الربانية من الشهور الكريمة، غير أنها عادت و مظاهر الفساد والإنحلال مازالت موجودة فى بلادنا، فلعنة الله على الاستعمار الذى غرس فى أمتنا الاسلامية الفجور والانحلال والذل والهوان. وصدق قائلهم " كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع. ياسيادة الرئيس:إن الجبين ليندى مماشاع من فساد وإنحلال وانتشار الملاهى الليلية،والكباريهات وفتيات الليل، واللفتات المعلقة عليهامصرح عليها بتقديم الخمورفى شوارع بلد الأزهر الشريف مثل الهرم وجامعة الدول العربية وغيره من الشوارع.فقد أصبحت كل هذه الاماكن مرتعا للمفسدين، وابوابها مفتوحة لكل طارق وزائر، ومازالت محلات بيع الخمور تستقبل فى الليل والنهارروادها ليجرعوا السموم التى تذهب بأثمن ما من الله على عباده وهو العقل. لقدانتشرت فيها موائد الميسر والقمار فهى ممدودة لكل مقامر يجلس اليها عامر الجيوب ويغادرها خاوى الوفاض، ولا يتم ذلك الا على حساب الأب الهرم العاجز عن الكسب، والأم المنكوبة، والزوجة المسكينة، والاطفال الابرياء. ياسيادة الرئيس: فى أى بلد نعيش ٍِِ؟ وبأى شرع نحكم؟أفى أمةمسلمة عربية أم فى أمة وثنية؟ ألم تعلموا أنكم عما قريب ستقفوت بين يدى الله عزوجل فيسالكم عن رعيتكم، ماذا فعلتم لهم؟ وسيسألكم عن إنتشار الفساد والانحلال ، وإنتشار هذه الاماكن. ماذا أنتم مجيبون؟ ياسيادة الرئيس: ليست مصرفى إيمانها وموقعها ومنزلتها، كهذه الشعوب التى رضيت أن تبنى سياستها على غير أساس الاسلام الحنيف من دول الغرب. لاتظن أن الشعبالمصرى ضعيف إن وجد القائد، لكن لو سرت به فى طريق الفضيلة والخلق والاسلام الصحيح لوجدت منهم شعبا هو أبسل الشعوب، يجود بالنفس والمال فى حماية عقيدته، والذود عنها، والسير وراءكم الى النهاية فى سبيل هذا الاصلاح. فاعلنوها باسم القرآن الكريم، وارفعواها راية ترفرف عليها روح رسول الله " ص "، وتهب عليها نسمات النصر والتاييد من الله. وتذكروا بأن الله حذرنا من تفشى هذه الامور فينا فقال تعالى:" ولاتقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا" وقال تعالى:" يا أيها الذين امنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون" . أبعد هذه الاوامر الرادعة من الله كلام آخر، وتشريع آخر. لقد ارتفعت الاصوات من كل مكان بوجوب تدخل الحكومات لوضع حد لهذه الاباحية، وهذا الفجور. لقد إنتقل هذا الفجور لكل بيت وأصبح الرجل الآمن فى بيته، المحافظ على أولاده يرى عما يحدث فى هذه الاماكن عبر شاشات التليفزيون، وأصبحت حكومتناالتابعه للغرب تتباهى بذلك وظنت بأنها معمرة فى الارض ." يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وماهو بمزحزحه من العذاب أن يعمر". ونسيت بأن الله يمهل ولايهمل. ياقادتنا: من حق هذا الوطن علينا العمل من أجله فان الوقت لايحتمل الإبطاء، والظروف تلح فى وجوب الإسراع بالعلاج. وإن مظاهر الفساد فى حياة الامة الأسلاميةفى كل نواحيها أوضح من أن يتناولها بيان، أو يفصلها قول. فالجهل والرذيلة والفقر والضعف الخلقى والصحى والثقافى امراض متفشية فى كل مكان. إن الدواء بين أيدينا ينتظر أن تمتد له يد جريئة مخلصة لتأخذه، وليس ذلك الدواء إلا تعاليم الاسلام، وتشريع القرآن الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه. ولنا فى ماليزيا المثل الأعلى حينما أخذت بتعاليم الاسلام نهضت وتقدمت وأصبحت من دول النمور الاسيوية . ياسيادة الرئيس: أعلنها مدوية على رؤوس الأشهاد تكن لك زخرا يوم القيامة، وكفارة لما مضى، أصلحوا منابع الثقافة، وأصلحوا القانون وحاربوا هذه المنكرات الموجودة على ارض الإسلام تفزوا فى الدنيا وتسعدوا فى الاخرة. ياشيخ الأزهر الشريف: إن لكل دعوة أئمة يهدون اليها، وينهضون بها، وإنما ينجحون اذا امنوا هم بدعوتهم وعملوا بأحكامهم، وكانواأنفسهم أول المنفذين لها. وبدون هذه القدوة لاتفيد العظة ،ولاتتمكن الغيرة، ولاتنجح الدعوة. إن هذه الاماكن إحراج غريب لشعب مسلم يؤمن بالله ورسوله .وواجب على العلماء وذوى الرأى أن يقدموا لأميرهم النصيحة، وأن يطلبوا منه ان يحرم ما حرم الله على عباده، وان يطلبوا ومن ورائهم الامة بتحريم الخمور، والقضاء على الدعارة والفجور وتطبيق الشريعة الاسلامية ، ومصادرة الصحف الماجنة الخليعة التى يتشرب روحها أبناؤنا الاطهار وفتياتنا الصغار، فتفسد عقولهم وارواحهم وعواطفهم وشعورهم سواء كانت اجنبية او مصرية،ولنهتم بتهذيب الاغانى والاناشيد، فأثرها فى تكوين الشعب الروحى جدخطير. ياعلمائنا: أخاطبكم بلغةالعمامة، بلغة الدين،بلغة التقاليد، بلغة الشرف، إن مجتمعاتنا الأسلامية كما تعلمون تحطمت فيها المقاييس الخلقية، وتدهورت مستوى الفضائل تدهورا يدعوا الى الاسف الشديد، وتظاهرت عليها معاول الهدم من كل جانب، فالشبان والشابات والاسر والافراد محطمة تحطيما يدعوا الى منتهى السرعة فى الاصلاح والترميم، ولن يأتى الاصلاح الا من اناسا عرفوا الله، وعملوا بالشريعة. إن القران نفىالايمان عمن لم يرض باحكام الله رضا يزيل الحرج عن صدره، ويملا قلبه طمانينة، ويصف بالنفاق من يصد عن الداعى الى الله ورسوله .ان الدين لايحتمل هذه البوائق، ولاهذه الاباحية الجامعة، ولاهذه الشهوات التى لا تقف عن حد، انما يحتمل عمل صالح، وخلق فاضل كريم. وليكن لنا فى شيخ الازهر محمد مصطفى المراغى المثل الأعلى عام1938م حينما قال:" إضعاف سلطان الدين على النفوس والتفريق بين قواعده و"نتزاع سلطانه على الحياه يضعف نفس المسلم ويبعده عن دينه ويضعف خلقه ويجعله اهلا للذلة والاستكانة. والمؤمن محكوم له بالعزة فى الله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين اولئك الذين يحاولون ابعاد الدين عن الحياة الاجتماعية ويحاولون اخفاء شعاره ومظاهرة هم فى الواقع اعداء الاسلام ". فكيف بنا ونحن أمةدينهاالاسلام ، وتشريعها كما هو مذكور فى القوانين قائم على الشريعة الاسلامية وهذه المحرمات تنتهك بيننا، بل ونحن صامتون عليها،أصبحنا نراها ولا يتمعر وجهنا لله،ولاتنتفض قلوبنا رعبا من أن تحل علينا صاعقة من السماء، أوأن ينزل عليناغضب من الله لايفرق بين مطيع وعاصى. قال تعالى:" واتقوا فتنة لا تصبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب". بقيت بعد ذلك كله ناحية هامة يتوقف عليها نجاح هذه المقاصد، وتحقيق تلكم الغايات للتصدى لهذا الفساد، وهى وجوب تضافر جهود الامة لتحقيق هذه الغايات من التمسك بالفضيلة، والحكم بشرع الله ويكون سيرها صفا واحدا الى الهدف المنشود. "إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص" عبده مصطفى دسوقي دراسات عليا في التاريخ – جامعة القاهرة