أثارت حفلات الرقص المعروفة بال"بول بارتي" التي انتشرت في مصر خلال الفترة الأخيرة، غضب العديد من فئات المجتمع المصري. وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" العديد من الصور لشباب وفتيات خلال حفل ال"بول بارتي" التقطت خلسة، وقال مشاركون فيها إنها كانت خلال وقفة عيد الفطر. وقال باسم حلقة، الخبير السياحي ورئيس المجلس التأسيسي لنقابة السياحيين المهنية، إن مثل هذه الحفلات لا تليق بالمجتمع المصري وهذا نتاج انعدام التربية في كثير من المدارس وإهمال الإعلام في نشر القيم الصحيحة وتعريف المجتمع بالضوابط والقوانين وانتشار هذه الحفلات ليس لها علاقة بجذب السياحة. وأشار حلقة إلى أن هذه الحفلات ليس لها ضوابط تحكمها؛ لأنها بالأساس لا تعبر عن الذوق العام والعادات المجتمعية، ونفى أن تكون وزارة السياحة لها يد في نشر هذه الحفلات كترويج للسياحة الخارجية. وأكد حلقة، أن هذه الحفلات تقام داخل الفنادق والفيلات الخاصة، وأن نقابة السياحيين ليس لها سلطة على مثل هذه الفنادق والنوادي، وأن سلطتها خاصة بأعضائها، وهم من يتحملون مسئولية هذه الأعمال المنافية للآداب.
بدوره، قال العميد محمود القطري، الخبير الأمني، إن انتشار حفلات ال"بول بارتي" داخل المجتمع المصري مخالف للقانون، ومدللاً على تقاعس رجال الشرطة في البحث عن الجريمة. وأضاف ل"المصريون"، أن سبب انتشار هذه الحفلات غياب وعي المجتمع والأسرة، والتعليم ودور وزارة الأوقاف في تقديم النصيحة وانتشار الفقر بين أفراد المجتمع وعدم محاسبة ولي الأمر لأبنائه، بالإضافة إلى هدم المنظومة الأخلاقية داخل المجتمع. وتابع: "انتشار هذه الحفلات ينبئ بانهيار ثقافة المجتمع المصري، كما أن هذه الحفلات تتم داخل أماكن عامة وليست مغلقة، مما يدل على عدم وجود أجهزة رقابية من جانب وزارة الداخلية لمراقبة الوضع الأمني داخل البلاد". وأشار الخبير الأمني، إلى أن هذه الحفلات يرتكب فيها العديد من الجرائم المنافية للآداب، ولفت إلى أن هذه الحفلات من الممكن أن يحدث فيها "جنس جماعي" على حد قوله, وهذا يدخل تحت نطاق التحريض على "الدعارة "، مما يعارض القانون والعرف داخل المجتمع. ونوه القطري، بأن دور الشرطة أن تتبع هذه الأعمال وتقبض على منظميها ولكن الأمن الوقائي ضعيف في البحث عن هذه الأعمال مع أنها تتم في العلن, مؤكدًا أن دور الشرطة منع الجريمة داخل المجتمع المصري والتي ماتت منذ فترة كبيرة. وطالب جهاز الشرطة بمكافحة الجريمة سواء تم الإبلاغ عنها أو لا, لأن هذه الحفلات يتم فيها تناول المخدرات والمسكرات, والمخدرات التي يعاقب عليها القانون. وقال اللواء عبدالطيف البديني، الخبير الأمني، إن انتشار هذه الحفلات نتيجة انتشار الانحلال الأخلاقي في المجتمع المصري وعدم مراقبة العائلة وانهيار قيم الأسرة. وأضاف "المحزن في هذه الحفلات أن يسمح بإقامتها في الأماكن السياحية والفيلات الخاصة, وظهورها أخيرًا في التجمع الخامس"، مشيرًا إلى أن ما يحدث داخل هذه الحفلات منافٍ للآداب, بجانب وجود "خمور ومخدرات". وأشار الخبير الأمني إلى أن معظم رواد هذه الأماكن شباب تحت سن ال"العشرين"، وهذا يدل على غياب المؤسسات الدينية في وعي الشباب بتجنب المحرمات. وأكد عبدالطيف، أن ضابط الشرطة في الفترة الأخيرة مسكين في التعامل مع هذه الأعمال المنافية للآداب، مشيرًا إلى أن ضابط الشرطة عندما يتم مهاجمة هذه الأوكار, يقال له "أنت مش عارف أنا ابن مين" ويتهم بالتعدي على الحريات. وطالب الجهات السيادية بالتدخل السريع لمنع هذه الحفلات المتنافية مع الأخلاق، خاصة أننا نعيش في بلد مسلمة لها عاداتها وتقاليدها.