سلطت صحيفة "نيو تايمز" الأمريكية، الضوء على الانقلاب الأخير الذي شهدته تركيا، مؤكدةً على وجود اختلاف بشان الاتهامات التي وجهها الرئيس رجب طيب أردوغان للداعية الإسلامي فتح الله كولن بقيادته الانقلاب. ووصفت الصحيفة، الداعية "جولن" بالمهدي المنتظر الذي كان يترجاه مجموعات كبيرة من الأتراك لإنهاء حكم "أردوغان"، مشيرةً إلى أن أردوغان سارع إلى إحباط انقلاب كان يدبر له من قبل جماعة جولن التي استطاعت خلال السنوات الأخيرة التغلغل داخل أجهزة الجيش والشرطة والمخابرات. وقالت الصحيفة نقلًا عن أنصاره: "جولن" نراه أنه سينقذ العالم الإسلامي وفى نهاية المطاف سينقذ العالم نفسه، فهو يرى الرسول محمد في أحلامه ويتقلى الأوامر منه. وتوضح اصحيفة أنه بعيدًا عن الافكار التي تسيطر على اتباع "جولن"، والذي يعتبرونه المهدى المنتظر إلا أن حركته كانت لها خصائص مميزة عن أية حركة أخرى، من بينها التسلسل الهرمي لتوجيهها، فهي كالهرم أئمة المستويات العليا يعطون الأوامر لأئمة المستوى الثاني، الذين يعطون الأوامر لأئمة المستوى الثالث، ويسير الأمر كذلك وصولًا إلى القاعدة الشعبية. وتشمل أنشطة الجماعة فتح المدارس وإدارة الجمعيات الخيرية التي تقدم الخدمات الاجتماعية للفقراء، والحفاظ على مراكز الحوار التى تدعو للمحبة والتسامح والسلام، إلا أنها تعاني من جانب مظلم فقد تتسلل أعضاء الحركة إلى مؤسسات الدولة فى تركيا مثل الشرطة والقضاء والجيش، عبر إخفاء هويتهم والصعود من خلال هذه المؤسسات من أجل الاستيلاء على سلطة الدولة. وتابع: بحلول عام 2012، تم قمع الحرس العلماني القديم وأصبح أتباع كولن وحزب العدالة والتنمية بمفردهم في إدارة تركيا، استغرق الأمر أقل من عامين قبل انعدام الثقة والعداء بين الجماعتين الإسلاميتين في نهاية المطاف. واستطردت: وفى ديسمبر 2013 وصل هذا التوتر لذروته، عندما قام أتباع كولن من ضباط الشرطة والمدعين العامين باعتقال العشرات من المسئولين الحكوميين أثناء التحقيق في قضية فساد، على أمل إسقاط أردوغان، الذي أدان التحقيقات ووصفها بأنها "محاولة انقلاب"، وفى ذلك الوقت، بدا هذا الاتهام وكأنه مبالغة لخدمة مصالحه الشخصية.