أول ماجستير دولي لذوي الهمم بالتعاون مع ألمانيا.. إنجاز أكاديمي جديد لجامعة المنصورة    وزارة الأوقاف تعلن: صك الأضحية 2025 ب7000 جنيه للمستورد و9500 جنيه للبلدي    أدرعي: هاجمنا بنى تحتية تابعة للحوثيين على بعد 2000 كيلومتر من إسرائيل    مصر تفوز بكأس البطولة الأفريقية للووشو كونغ فو بعد حصد 50 ميدالية    منتخب سلاح الشيش رجال يحقق المركز الرابع بكأس العالم في كندا    إصابة عامل برش خرطوش في مشاجرة بين أبناء عمومة في سوهاج    هل بدأ الصيف؟ بيان الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة (عودة ارتفاع درجات الحرارة)    إبداع وتنوع فني في ورش الملتقى 21 لشباب المحافظات الحدودية بدمياط    ميرز يتعهد بإصلاح الاقتصاد الألماني قبل توليه منصب المستشار    مصر أكتوبر يواصل دعم ذوي الهمم عبر ورش عمل لتأهيل المتعاملين    المغرب وموريتانيا يبحثان ترسيخ أسس التعاون جنوب-جنوب ومواجهة التحديات التنموية    وزير الرياضة يهنئ المصارعة بعد حصد 62 ميدالية في البطولة الأفريقية    البابا تواضروس : 15 مليون قبطي يعيشوا بجانب إخوتنا المسلمين 90 مليون    تصعيد عسكري في غزة وسط انهيار إنساني... آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة    كشف غموض سقوط عامل بمطعم شهير في باب الشعرية    التصريح بدفن جثتين طفلتين شقيقتين انهار عليهما جدار بقنا    شولتز: ألمانيا ستواصل دعمها لأوكرانيا بالتنسيق مع شركائها الأوروبيين    مكتبة الإسكندرية تعرض "أوبريت البروكة" لسيد درويش نهاية مايو الجاري    مي عمر ومحمد سامي في عزاء زوج كارول سماحة    «حتى أفراد عائلته».. 5 أشياء لا يجب على الشخص أن يخبر بها الآخرين عن شريكه    أسرار حب الأبنودى للسوايسة    رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني: الاحتلال يسيطر على كل كبيرة وصغيرة في غزة    «القفازات إذا لزم الأمر».. مؤتمر توعوي في الإسكندرية لنظافة اليدين| صور    محافظ سوهاج: مستشفى المراغة المركزي الجديد الأكبر على مستوى المحافظة بتكلفة 1.2 مليار جنيه    جامعة العريش تستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية    أسعار النفط تتراجع 2.51%.. وبرنت يسجل أقل من 60 دولاراً للبرميل    الرئيس عبد الفتاح السيسي يصل مقر بطولة العالم العسكرية للفروسية رقم 25 بالعاصمة الإدارية "بث مباشر"    عاد من الاعتزال ليصنع المعجزات.. كيف انتشل رانييري روما من الهبوط؟    الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاقتراض لتأدية فريضة الحج    أمين الفتوى يوضح حكم رفع الأذان قبل دخول الوقت: له شروط وهذا الأمر لا يجوز شرعًا    خوفا من الإلحاد.. ندوة حول «البناء الفكري وتصحيح المفاهيم» بحضور قيادات القليوبية    زراعة الشيوخ توصي بسرعة تعديل قانون التعاونيات الزراعية    سفير العراق يشيد بدور مصر فى دعم العراق.. ويؤكد: نسعى لبناء عاصمة إدارية    وفاة نجم "طيور الظلام" الفنان نعيم عيسى بعد صراع مع المرض    وزير العمل: وقعنا اتفاقية ب10 ملايين جنيه لتدريب وتأهيل العمال    محافظ القاهرة يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الثاني| صور    «هكتبلك كل حاجة عشان الولاد».. السجن 10 سنوات لمتهم بإنهاء حياة زوجته ب22 طعنة    وصلت لحد تضليل الناخبين الأمريكيين باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي.. «التصدي للشائعات» تناقش مراجعة وتنفيذ خطط الرصد    ما حكم نسيان البسملة في قراءة الفاتحة أثناء الصلاة؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    سفيرة الاتحاد الأوروبي ومدير مكتب الأمم المتحدة للسكان يشيدا باستراتيجية مصر لدعم الصحة والسكان    وضع السم في الكشري.. إحالة متهم بقتل سائق وسرقته في الإسكندرية للمفتي    الغرف السياحية: التأشيرة الإلكترونية ستؤدى إلى زيادة كبيرة في أعداد السائحين    حقيقة تعثر مفاوضات الزمالك مع كريم البركاوي (خاص)    الخميس.. انطلاق مؤتمر وحدة الأشعة التداخلية بمستشفيات جامعة عين شمس    وزير التعليم العالي يُكرّم سامح حسين: الفن الهادف يصنع جيلًا واعيًا    «اللعيبة كانت في السجن».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على كولر    لمدة 20 يوما.. علق كلي لمنزل كوبرى الأباجية إتجاه صلاح سالم بالقاهرة    إعلام إسرائيلى: الحكومة تقرر عدم تشكيل لجنة تحقيق فى أحداث 7 أكتوبر    هيئة الصرف تنظم حملة توعية للمزارعين فى إقليم مصر الوسطى بالفيوم    العملات المشفرة تتراجع.. و"بيتكوين" تحت مستوى 95 ألف دولار    قطاع الرعاية الأساسية يتابع جودة الخدمات الصحية بوحدات طب الأسرة فى أسوان    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    فيديو.. ترامب يكشف عن نيته بناء قاعة رقص عالمية في البيت الأبيض    جوري بكر في بلاغها ضد طليقها: "نشب بيننا خلاف على مصروفات ابننا"    محمود ناجي حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري    نتنياهو: خطة غزة الجديدة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات لاحتلال الأراضى    ارتفعت 3 جنيهات، أسعار الدواجن اليوم الإثنين 5-5-2025 في محافظة الفيوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بروفايل| من هو " فتح الله كولن" مهندس الانقلاب الفاشل بتركيا؟
والذى اتهمه أردوغان رسميًا بالوقوف وراء الواقعة
نشر في الشعب يوم 16 - 07 - 2016

اتهم الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، غريمة، فتح الله كولن، بإنه المدبر والعقل الأول فى محاولة الانقلاب العسكرى الفاشلة التى طالت البلاد، مساء أمس الجمعة.
وسلطت الحملة التي تقوم بها السلطات التركية ضد ما يعرف في تركيا ب "الكيان الموازي" الضوء على شخصية فتح الله كولن مؤسس "حركة الخدمة" ذات الانتشار داخل تركيا وخارجها.
ففي تطورات الحملة التي تشنها الحكومة التركية، لملاحقة عناصر الكيان الموازي، أصدرت محكمة الصلح الجزائية الأولى في إسطنبول، يوم الجمعة، 19 ديسمبر، قراراً بإلقاء القبض على "فتح الله كولن"، واصفتا إياه ب "المشتبه به" وذلك في إطار تحقيقاتها مع عناصر الكيان الموازي التي تشرف عليها النيابة العامة التركية بمدينة اسطنبول. وكانت النيابة العامة بإسطنبول، قد طالبت من القضاء، في وقت سابق بإصدار مذكرة اعتقال، بحق "كولن" المقيم في الولايات المتحدة، في إطار قضية الجماعة التي يتزعمها.
من هو فتح الله كولن؟
ولد "كولن" في قرية بمحافظة أرضروم شرق البلاد يوم 27 أبريل1941. وتلقى تعليما دينيا منذ صباه، إضافة لعلم الفلسفة وغيرها، كما اطلع على الثقافة الغربية وأفكارها وفلسفاتها إلى جانب الفلسفة الشرقية. وفي أثناء دراسته تعرف على رسائل النور التي ألفها سعيد النورسي (أحد أبرز علماء الإصلاح الديني والاجتماعي في عصره) وتأثر بكتاباته وسيرته الشخصية حتى أنه عزف عن الزواج تشبهاً به وتفرغاً للدعوة.
وفي العشرين من عمره، عُين كولن إمام جامع في مدينة إدرنة (شمال غرب) لكنه بدأ عمله الدعوي في مدينة إزمير، وانطلق بعدها ليعمل واعظا يلقي الخطب والمواعظ في جوامع غرب الأناضول، كما رتب محاضرات علمية ودينية واجتماعية وفلسفية وفكرية.
وخلال النصف الثاني من القرن الماضي، كان كولن من الرواد الذين كونوا الجيل الثاني من الحركة النورسية بعد تفرقها، منشئاً ما سمي لاحقاً بحركة "الخدمة" أو "جماعة كولن" التي تعتبر أحد أهم وأقوى فرق الجماعة الأم.
ويعرف عن كولن تبحره في العلوم الإسلامية المختلفة، وبراعته في الخطابة، إضافة إلى غزارة إنتاجه العلمي، حيث ألف أكثر من سبعين كتاباً، ترجمت إلى 39 لغة في مقدمتها العربية والإنجليزية والفرنسية والصينية والألمانية والألبانية. وأغلب كتب كولن تدور حول التصوف في الإسلام ومعنى التدين، والتحديات التي تواجه الإسلام اليوم.
ومن أبرز ما يثير الاستغراب حول مواقف فتح الله كولن، هو موقفه عندما كانت الجماعات والحركات الإسلامية تحتج على حظر الحجاب في الجامعات في ثمانينات القرن الماضي، قال فتح الله كولن إن لبس الحجاب ليس من أصول الإسلام، بل هي قضية فرعية، وطلب من الطالبات خلع الحجاب لمواصلة دراستهن.
يعيش كولِن، الان، في منفى اختياري في ولاية بنسلفانيا الأميركية حيث يترأس شبكة ضخمة غير رسمية من المدارس والمراكز البحثية والشركات ووسائل الإعلام في خمس قارات.
وقد أنشأ أنصاره وأتباعه ما يقرب من مئة مدرسة مستقلة في الولايات المتحدة وحدها، كما اكتسبت الحركة زخماً قوياً في أوروبا منذ تأسست أولى مدارس كولِن في شتوتغارت بألمانيا في عام 1995.
ماهى حركة كولن؟
هي جماعة إسلامية تنسب للحركة الصوفية، قام كولن بتشكيل نواتها الأولى أوائل عام 1970 بمدينة إزمير، قبل أن تتوسع لتصبح حركة لها أتباعها داخل تركيا وخارجها. وتعتمد في مرجعيتها على الفكر والقائد معا، وأهم ما يطبعها أنها اجتماعية وقومية، تركز على مسلمي تركيا وتنزوي عن باقي الهويات الإسلامية، ولديها انفتاح على الغرب خاصة.
وتهتم حركه كولن بالدرجة الأولى بالتعليم وإنشاء المدارس بمختلف مستوياتها داخل وخارج تركيا، إضافة لإنشاء مؤسسات اقتصادية وإعلامية وطبية وثقافية وإغاثية، وتعتبر هذا وسيلة لإعداد كوادر يتولون عدة مهمات في الدولة مستقبلا، حتى تبقى الحكومات دائما تبقى تحت وصايتها. وتركز الجماعة على التعليم الحداثي في جميع المستويات، ولها مدارس ومعاهد منتشرة في جميع القارات، كما أن لها أنشطة ثقافية تنتقدها الجماعات الإسلامية الأخرى، كتلك التي تسمى "أولمبياد اللغة التركية"، وهي عبارة عن حفلات تقام في تركيا سنويا ويتسابق فيها طلاب مدارس الجماعة وطالباتها من مختلف دول العالم بالأغاني والرقصات التركية.
خمسة عوامل تمثل اهداف جماعة كولن
يرى الباحث العربي، حسين الرواشدة، في بحث له عن الجماعة، بأن جماعة "كولن" تشكل خطرا لافتاً على الدول العربية، مشيرا الى انها في الجانب الديني تقدم تصوراً مختلفاً للدين يقوم على "التقية" لتحقيق اهدافها دون النظر لأحكام الحلال والحرام (الحجاب ودفع الرشوة مثلاً) الأمر الذي يثير مزيداً من الأسئلة حول "تحولاتها" على صعيد الانتشار في البلدان العربية، وخاصة بعد "صراعها الاخير مع اردوغان.
ويوضح الرواشدة، بأنه حين ندقق في طبيعة الجماعة وانتشارها، نكتشف من خلال قراءة فاحصة
لأهدافها وتجربتها ان ثمة خمسة عوامل –على الاقل- تقف وراءه:

أولاً: تمييع حالة "التدين" لمواجهة حركة الدين في المجال السياسي والعام، فهي كحركة صوفية تتبنى فكرة "الاسلام الروحي" وتعتقد أنها تستطيع من خلال التغلغل في المجال الاجتماعي الى ان تصل لمرحلة "التمكين" السياسي، وهذا ما حدث تماماً في تجربتها الحالية.
ثانياً: نزع حالة "العداء الديني" في عالمنا العربي والاسلامي للمشروع الصهيوني وتعميم "التطبيع" مع المحتل تحت ذريعة ان الوقت غير مناسب لمواجهته واستعدائه، وقد تمثلت هذه النزعة في تبرع "جولن" السخي لأحد المدارس التبشيرية (2 مليار دولار) ولقاءاته مع الحاخامات، وفي علاقة الجامعات التي انشأتها "الجماعة" مع الجامعات الإسرائيلية، وفي ادانة كولن لسحب السفير التركي من تل ابيب، وفي رفضه لسفينة "مرمرة" حين توجهت لمساندة أهل غزة المحاصرة.
ثالثاً: التأسيس لمجال ديني وسياسي خارج تركيا لخدمة الحركة مستقبلا إذا ما تجاوزت مرحلة " التمكين" وسيطرت (كما كانت تخطط) على مفاصل الدولة التركية، وهذا المجال بدأته في الدول التي يوجد فيها مسلمون من أصول تركية او غير عربية، ثم وصلت للمغرب العربي وانتهت بالمشرق العربي.
رابعاً: استخدام مناطق النفوذ الديني والثقافي بما تمثله من شخصيات دينية وسياسية للاستقواء على المشروع الذي يمثله اردوغان، وتوظيف ذلك في معركة "الصراع" على السلطة بين "الخدمة" و"حزب العدالة والتنمية" أو بين العثمانيّة التي يدعو اليها اردوغان وتركيا "القوميّة" التي يبشر بها فتح الله كولن.
خامساً: تخويف العالم العربي من خطر الاسلام السياسي، واستخدام ذلك كمظلة للعبور والتغلغل من جهة، وتطمين الدوائر السياسية العربية بأنها جماعة دعوية ترفع شعار "الاسلام الاجتماعي" من جهة اخرى، ثم اغراء المجتمعات العربية بالمشتركات والمصالح التي تحملها كبديل "للاسلام السياسي" الذي اصبح غير مرغوب فيه "ومطلوباً" في هذه المرحلة.

كولن وجماعته والسياسية
رغم عدم انخراط كولن في الحياة السياسية بشكل مباشر وإصراره على وصف جماعته أنها ''فوق السياسة'' وتركيز اهتمامه بالمدارس وغيرها، فإنه اجتمع بانتظام مع شخصيات سياسية بارزة في مختلف الحكومات التي حكمت تركيا.ولا يرفض كولن الجمهورية بل يرى لها أصلا قرآنيا، ويعرفها بأنها شكل الإدارة الذي يملك فيه الشعب حق الانتخاب والشورى. واتخذت أفكاره جانبين: الابتعاد عن العمل السياسي المباشر، وعدم انعزاله وترك الساحة فارغة.
وبزغ نجمه في تركيا بعد انقلاب عام 1980 الذي أيده ومدح قياداته العسكرية، بينما وجدت فيه القوى الحاكمة بديلاً للإسلام السياسي، لكن شهر العسل لم يدم فتمت ملاحقته لسنوات عدة بتهمة تهديد النظام العلماني ومحاولة إقامة نظام إسلامي، إلى أن ترك تركيا عام 1999 متذرعاً بالعلاج واستقر في ولاية بنسلفانيا الأميركية منذ ذلك الوقت.
ولا يفضل كولن تطبيق الشريعة في تركيا، لأنه يرى أن القسم الأكبر من قواعد الشريعة تتعلق بالحياة الخاصة للناس بينما القسم الأصغر منها يتعلق بإدارة الدولة وشؤونها، وفق تصوره. ويشير الكاتب التركي، إسماعيل ياشا، في مقال له، بأن جماعة كولن كانت تقول "أعوذ بالله من السياسة"، وأما اليوم فالسياسة تقول "أعوذ بالله من الجماعة".. هكذا يُقال هذه الأيام في تركيا، في إشارة إلى تورط الجماعة في السياسة من رأسها إلى أخمص قدميها. وتستغل الجماعة السياسة وعلاقاتها مع الأحزاب والحكومات لصالح مشروعها، وهو التغلغل في أجهزة الدولة ومؤسساتها وكذلك للحفاظ على مصالحها.
ويلفت "ياشا" الى ان الجماعة لها مواقف سياسية تتناسب مع آرائها ومنهجها وتخدم مشروعها ومصالحها، وتعبر عنها من خلال وسائل الإعلام التي تملكها. وفي هذا السياق، تؤيد الحكومة في بعض سياساتها وتنتقدها في أخرى. ومن أبرز الانتقادات التي توجهها إلى حكومة أردوغان في الآونة الأخيرة عدم نجاحها في صياغة دستور جديد وكذلك انفتاحها الواسع على العالم العربي و"دخولها مستنقع الشرق الأوسط". مفيدا بأن جماعة كولن تتهم حكومة أردوغان بإثارة المشاكل مع تل أبيب، وترى أن إثارة التوتر في العلاقات مع إسرائيل في الوقت الراهن ليس في صالح تركيا ويبعدها عن المعسكر الغربي ويقربها من إيران وروسيا والشرق الأوسط، كما تتهمها بمحاباة إيران والابتعاد عن الواقعية في السياسة الخارجية وتبني أسلوب المغامرة في سوريا ومصر.
علاقة كولن بأربكان
لم تكن علاقة كولن برئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان أبدا علاقة ثقة أو تعاون، لأنهما ينحدران من مدرستين مختلفتين، ففي حين يدعم أربكان الاتحاد مع العالم الإسلامي، فإن كولن يركز على هوية الإسلام القومي التركي الأناضولي وضرورة إقامة الحوار مع باقي الديانات خاصة المسيحية واليهودية.
والموقف الوحيد المسجل للقاء الرجلين كان عام 1996 قبل أن يصبح أربكان رئيسا للوزراء، في حفل توزيع جوائز لمسابقات الرياضيات الذي نظمته مدرسة ثانوية تابعة لحركة كولن، وأثنى وقتها أربكان في خطابه على جهود كولن وحركته في تربية الأجيال بتركيا.
لكن مفترق الطرق النهائي ما بين الرجلين تزامن مع انقلاب الجيش التركي على حكومة أربكان. لأن كولن أراد أن يتخطى هذه المرحلة بأقل خسارة ممكنة، فبدل الدخول في التضامن مع حزب الرفاه وبعض المجموعات الإسلامية التي كانت أول من تعرض للضربة القوية من الجيش، حاول إعلان نفسه مختلفا عنها وبعيدا عنها.
علاقة كولن بأردوغان
"اللهمّ أحرِقْ بيوتَهم، وخرِّبْ ديارَهم" كان هذا جزءا من تعليق كولن على قرار حكومة رجب طيب أردوغان إلغاء ما يُسمّى "المدارس التحضيريّة" التي تدير جماعة كولن الكثير منها، وفصل عدد من ضباط الشرطة. ويُعد هذا إعلانا بوصول العلاقة بين الرجلين -اللذين لم يلتقيا أبدا- إلى نقطة المفاصلة بعد أن دعم كولن حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان في انتخابات عام 2007.
ويعزو الكثيرون هذا الدعم كون كولن رأى في أردوغان الشخصية القوية التي ستعزز قوته أيضا في مختلف مجالات نشاطاته خاصة داخل تركيا. لكن عدة أسباب بدأت تشكل تصدعات في هذا التحالف، منها القضية الكردية وكيفية حلها، والتي كان الرجلان يختلفان تماما .حولها وأدت لتعقيد العلاقة بينهما إضافة لاختلافات أخرى
نفوذ الجماعة داخل مؤسسات الحكومة التركية
خلق أتباع حركة كولِن ما يُعَدّ فعلياً دولة داخل الدولة التركية، ورسخوا وجودهم بقوة في الشرطة والقضاء والجهاز البيروقراطي للدولة. وينكر أتباع حركة كولن أنهم يسيطرون على الشرطة التركية، ولكن كما قال سفير الولايات المتحدة إلى تركيا في عام 2009: "لم نجد شخصاً واحداً يشكك في هذه الحقيقة".
ويضمن نفوذ الحركة داخل السلطة القضائية عدم الطعن في تجاوزات أعضائها. ويشير مراقبون الى انه وفي قضية جيدة التوثيق تم ضبط أحد ضباط الصف في قاعدة عسكرية وهو يزرع بتكليف من حركة كولِن بعض المستندات من أجل إحراج ضباط عسكريين. وسرعان ما وجد النائب العسكري الذي يحقق في هذه القضية نفسه في السجن باتهامات ملفقة، في حين أعيد الجاني إلى مركزه السابق.
وفي قضية أخرى وُجِّهَت إلى أحد كبار قادة الشرطة، الذي كان مقرباً من الحركة وكتب مؤلفاً عن أنشطتها، تهمة التعاون مع جماعات اليسار المتشدد التي أمضى قسماً كبيراً من حياته المهنية في ملاحقة أفرادها؛ وانتهت به الحال هو أيضاً إلى السجن.
تستخدم حركة كولِن هذه المحاكمات لحبس المنتقدين وإحلال الموالين لها في مناصب الدولة المهمة.
ويبدو أن الهدف النهائي لكل هذا يتلخص في إعادة تشكيل المجتمع التركي على نفس هيئة الحركة المحافظة دينيا. وكانت وسائل الإعلام الموالية لحركة كولِن شديدة النشاط في تعزيز هذه الغاية، فأفرزت تياراً مستمراً من المعلومات المضللة عن المتهمين في المحاكمات التي حركها أنصار حركة كولِن في حين بذلت قصارى جهدها في التستر على آثام الشرطة وخطاياها.
موقف كولن تجاه القضية الفلسطينية
وصفت الصحف التركية، في خبر لها، جاء على اثر العملية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتي حدثت مؤخرا، كلمة "كولن"، بالظهور الذي كان بعد غيابٍ طويل. مشيرة الى ان ما جاء في حديثه عن اسرائيل ب "الحديث المودب". وذكرت صحيفة يني عقد في خبر لها؛ ان "فتح الله كولن الذي دعا للمسلمين بكل حرقة، يظهر أدباً في حديثه عن اسرائيل".
وكان "فتح الله كولن" وبعد كثرة الاقاويل عن صمته على ظلم العدوان الإسرائيلي تجاه ما يحدث في غزة، قرر أن يخرج من دائرة صمته ليتحدث عما يحدث في غزة، فقام وهو -الذى دائما ما ينتقد تركيا في تصريحاته ولا يدين العدوان الاسرائيلي بأي شكل من الاشكال في التصريح الذى أدلى به- بإرسال برقية تعزية لأهالي الشهداء، وبالدعاء الى الله لإنهاء العنف والمجازر التي تُرتكب في غزة.
ويقول "كولن" في الرسالة التي وجهها أثناء حديثه: "لقد تم إبلاغي بما يحدث في غزة من قصف وعدوان أثناء قيامي بالاعتكاف"، ولقد علمت بما يحدث في غزه من قصف وعنف وظلم العدوان الإسرائيلي للأطفال الابرياء في هذا الشهر المبارك وهذه الايام المباركة. ولا يمكن لأي ضمير ان يقبل قتل وسفك دماء الاطفال والنساء دون وجه حق. وإن الاوجاع التي يشهدها الشعب الفلسطيني القائم تحت الظلم والقهر ليس بالشيء الهين على كل من يحمل ذرة إنسانية.

ومن خلال الرسالة التي أراد بها إدانة العدوان الصهيوني قام "كولن" بانتقاد تركيا، قائلاً "أشعر بأننا بدأنا نفقد قوتنا وهويتنا وأختل توازننا بين الدول". متمنياً: من الله تعالى أن يرحم كل من فقد حياته في هذا العدوان الصارخ وأن يُلهم ذويه الصبر والسلوان. مشيراً الى ان: كل ما يمكننا فعله الآن هو التضرع الى الله والدعاء من أجل فك الكرب عن أخواتنا الفلسطينيين ونشر السلام في أرجاء العالم الاسلامي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.