قالت سمية الغنوشي، ابنة مؤسس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، إن هناك محاولات للغرب لشيطنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرة أن محاولة الانقلاب الفاشلة كشفت الكثير من الأقنعة. وكتبت "الغنوشي" في مقال بموقع "هافنجتون بوست": من المفارقة الساخرة، أن الخبراء والمحللين والمعلقين الغربيين الذين توقعوا الإطاحة بحزب العدالة والتنمية، في الانتخابات التركية الماضية شعروا بالإحباط بعد انتصار الحزب الحاكم". وتابعت: "بدلاً من التعبير عن موقف واضح نابع من المبادئ ضد الانقلابات العسكرية، وفي صالح الديمقراطية والإرادة الشعبية، اختار هؤلاء الانحياز إلى جانب الانقلابيين بينما كانوا يقصفون البرلمان التركي بطائرات إف 16، ويطلقون النار على متظاهرين سلميين". ولفتت الغنوشي إلى مقال للكاتب مايكل روبين كتبه بمجلة فورين بوليسي ليلة الانقلاب 15 يوليو الماضي تحت عنوان "لا يجب أن يلوم أردوغان أحدا إلا نفسه بشأن الانقلاب". وأردفت الغنوشي: “لقد سعوا مبتهجين إلى البحث عن تفسير خطة إسقاط حكومة ديمقراطية منتخبة، عندما كان الانقلاب قيد التنفيذ، موجهين مشاعر الاحتقار للرئيس المنتخب بدل من الجنرالات والجنود الذين تآمروا للإطاحة به". ونوهت إلى مقال آخر بصحيفة الإندبندنت للكاتب روبرت فيسك صباح اليوم التالي للانقلاب بعنوان "الانقلاب في تركيا ربما فشل، لكن التاريخ يقول لنا إنه لن يمر وقت طويل حتى نجاح انقلاب آخر". وواصلت ابنة السياسي التونسي: “عندما دُحر الانقلاب، ضد كل الاحتمالات، تحولت النغمة إلى النحيب على الديمقراطية، وورطتها المروعة تحت قيادة "المتغطرس" و"الاستبدادي" أردوغان، وتحذيرات قاتمة حول انزلاق حتمي نحو القمع والطغيان". أحد المعلقين بصحيفة صنداي تايمز أشار لمخططي الانقلاب بصفات مثل "حراس العلمانية" و"قوى التقدم والمعاصرة"، لكنه وبخهم لاختيار شهر يوليو، التي يكون فيها الناس خاملين بفعل الحرارة الشديدة، معتبرًا أن حدوث الانقلاب في سبتمبر كان سيسفر عن النتيجة المرغوبة. وقد يكون أردوغان ارتكب أخطاء هائلة، لكن الأمر الذي لا يقبل الجدل، والكلام لابنة الغنوشي" أن سلطته تستند على شرعية انتخابية وشعبية. ورأت الكاتبة أن أردوغان فعل أكثر من أي قائد تركي آخر في التاريخ الحديث فيما يتعلق بالعملية الديمقراطية لبلاده، وتقوية المؤسسات المدنية، وترسيخ سلطة الشعب ضد الهيمنة العسكرية. وزادت بقولها: “التناقض أنه لا يوجد قائد آخر في الشرق الأوسط يتعرض لعملية شيطنة أكثر من أردوغان، رغم كونه أحد الرؤساء القلائل الذي انتخب ديمقراطيًا بشكل حقيقي في هذا الجزء من العالم، أما الزعماء الآخرون فهم يتأرجحون بين كونهم طغاة أو جنرالات متعطشين للدماء فيتم استثناؤهم من مشاعر الازدراء والمخططات والخطط التآمرية". ورأت سمية الغنوشي أن الغرب يكيل بمكيالين في معايير حقوق الإنسان، حيث يتساهلون فيها عندما يتعلق الأمر بالحلفاء والأصدقاء. ويستخدمونها كعصا لإخافة المنافسين والأعداء. وفسرت ذلك بقولها: “الذم الذي يتعرض له أردوغان اليوم ليس بسبب أنه ديمقراطي أو طاغية، ولكن لأنه لا ينصاع لإملاءات الغرب".