اعتبرت سمية الغنوشى، الكاتبة والباحثة في الشرق الأوسط فشل انقلاب تركيا قد ألقى بالرعب فى قلوب الأنظمة العربية . وقالت الغنوشى، فى مقالة لها بصحيفة هافينتجون بوست، بأنه من عادة الانقلابيين التسلل تحت جنح الظلام والاستيلاء على مقرات السيادة الرئيسية، ومنها تلاوة البيان رقم واحد، والإعلان عن نهاية الحكم المدني، ثم تنصيب واجهات ورقية يتحكم فيها الجنرالات من وراء حجاب. وأضافت الغنوشى بأن هناك سلسلة من الإجراءات الإصلاحية التي شرع فيها أردوغان تحت عنوان التقيد بالتوجه الأوروبي، وإن لم تكتمل بعد، قد نجحت في الحد من جبروت الجيش وسطوته على الحياة المدنية. وتابعت الغنوشى قائلة " انقلاب عساكر تركيا الفاشل عرّى نفاق وكذب الكثير من الليبراليين واليساريين في المنطقة وخارجها، ممن يتغنون ليلًا ونهارًا بفضائل الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وسلطة الشعب، وإرادته، ثم يصطفون مصفقين مهللين لشرذمة من العساكر الانقلابيين الأجلاف". وأختتم الغنوشى مقالتها مستشهدة بالثورة التونسية حيث وضعت الشعوب العربية في قلب الحراك السياسي، وبينت سطوة الشعوب وقوتها في مواجهة الحكام المستبدين لافتة إلى إن إطاحة الانقلاب العسكري الغادر عبر ملحمة الشعب التركي التي سطرها بدمائه وأصواته الهادرة في الشوارع والساحات، قد أعادت شعوب المنطقة إلى قلب المعادلة السياسية، ومنحتها جرعة هائلة من الأمل والثقة في قدرتها على افتكاك زمام الأمور مجددًا، وتحديد مصيرها، ونحت مستقبلها.