الأحد 2 يونيو 2024 ... نشرة أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة    الهدوء يسود المخابز بجنوب سيناء في ثاني أيام تطبق قرار تحريك سعر الرغيف    نائب «المجتمعات العمرانية» يستعرض المشروعات القومية لمدن 6 أكتوبر بالشيخ زايد (تفاصيل)    وزير النقل يشهد استقبال عدد من السفن بمحطة تحيا مصر متعددة الأغراض بميناء الاسكندرية    البرلمان العربي يستنكر محاولة إسرائيل تصنيف الأونروا كمنظمة إرهابية    بعد دعوته للحديث.. كم مرة تكلم نتنياهو أمام الكونجرس؟ وماذا قال؟    حزب الله يشن هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر كتيبة إسرائيلية في الجولان    وسام أبو علي: أريد التسجيل ضد الزمالك.. ضغطت للانضمام للأهلي.. وهذا سر احتفالي    لاعب الدحيل ليس آخرهم.. الأهلي يبحث عن «مزدوجي الجنسية» لحل مشكلة الأجانب    محامي الشيبي: عقوبة اتحاد الكرة استفزت موكلي.. وتم إخفاء قرار الانضباط    «هل اللي خلقه مخلقش غيره؟».. شوبير عن عودة نجم الزمالك السابق    إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية بالمنيا خلال ساعات    محافظ شمال سيناء يتفقد امتحانات الثانوية الأزهرية بمعاهد العريش    إحالة تشكيل عصابي لسرقة الدرجات النارية بالقطامية للمحاكمة    ل برج الجوزاء والعقرب والسرطان.. من أكثرهم تعاسة في الزواج 2024؟    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر بل هو مستحب    قبل عيد الأضحى 2024.. أيهما أفضل الأضحية أم الصدقة؟ (الإفتاء توضح)    غرفة الرعاية الصحية: تعاون وثيق بين القطاع الخاص ووزارة الصحة في صياغة قانون المنشآت الصحية    بجلسته العامة اليوم.. مجلس النواب يناقش موازنة 24/25 بمقره في العاصمة الإدارية    "العميد متفهم".. نجم الزمالك السابق يتحدث عن مكسب صلاح ومشاركة الشناوي أمام بوركينا    احمد مجاهد يكشف حقيقة ترشحه لرئاسة اتحاد الكرة    وزيرا دفاع كوريا الجنوبية وأمريكا يدينان استفزازات كوريا الشمالية" الطائشة"    مسبار صيني يهبط على الجانب البعيد من القمر    جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ غارات على أهداف في لبنان    10 يونيو.. معارضة الفنان أحمد جلال على حكم حبسه في قضية مخدرات    هربا من مشاجرة.. التحقيق في واقعة قفز شاب من الطابق الرابع بأكتوبر    فصائل عراقية: قصفنا هدفا حيويا في مدينة إيلات جنوب إسرائيل بواسطة الطائرات المسيرة    استحداث جائزة جديدة باسم "الرواد" بجامعة القاهرة.. التفاصيل وقيمتها المادية    بحضور البابا تواضروس.. احتفالية "أم الدنيا" في عيد دخول السيد المسيح أرض مصر    مى عز الدين تطلب من جمهورها الدعاء لوالدتها بالشفاء العاجل    العليا للحج والعمرة: انتظام أعمال تفويج حجاج السياحة وتكاتف لإنجاح الموسم    جامعة المنيا تفوز بثلاثة مراكز مُتقدمة على مستوى الجامعات المصرية - تعرف عليها    هل يجوز أن اعتمر عن نفسي واحج عن غيري؟.. الإفتاء توضح    مقترح برلماني لإلغاء درجات "الحافز الرياضي" لطلاب الثانوية    طريقة عمل الكيكة الباردة بدون فرن في خطوات سريعة.. «أفضل حل بالصيف»    منحة عيد الأضحى 2024 للموظفين.. اعرف قيمتها وموعد صرفها    ما هي محظورات الحج المتعلقة بالنساء والرجال؟.. أبرزها «ارتداء النقاب»    «الإفتاء» توضح حكم التصوير أثناء الحج والعمرة.. مشروط    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    مواعيد قطارات عيد الأضحى المقرر تشغيلها لتخفيف الزحام    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى بولاق الدكرور دون إصابات    وزير الري يؤكد عمق العلاقات المصرية التنزانية على الأصعدة كافة    «أوقاف شمال سيناء» تنظم ندوة «أسئلة مفتوحة عن مناسك الحج والعمرة» بالعريش    إضافة 3 مواد جدد.. كيف سيتم تطوير المرحلة الإعدادية؟    ورشة حكي «رحلة العائلة المقدسة» ومحطات الأنبياء في مصر بالمتحف القومي للحضارة.. الثلاثاء    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 2 يونيو 2024    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    أحمد موسى: الدولة تتحمل 105 قروش في الرغيف حتى بعد الزيادة الأخيرة    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    قصواء الخلالى ترد على تصريحات وزير التموين: "محدش بقى عنده بط ووز يأكله عيش"    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    ألمانيا تعلن عن نظام جديد لجلب العمال المهرة دون شرط التعاقد مع الشركات    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان المسلمون... سنوات من الجمر
ياما دقت على الراس طبول
نشر في التغيير يوم 03 - 10 - 2013

يقول المثل المصري "ياما دقت على الرأس طبول" وهو ما اعاد تكراره قادة جماعة الإخوان والمنتمين إليها ومن لا زالوا احياء أو خارج معتقلات انقلاب يوليو/تموز الماضي، فور اصدار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة حكماً بحظر أنشطة الجماعة والتحفظ على أموالها والعقارات المملوكة لها أو لأفرادها.
المتشائمون عقب هذا القرار اقتبسوا ما قاله بنو اسرائيل لنبيهم موسى عليه السلام "قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا" وذلك لما سمعوا ما قرارت الجنرال عبد الفتاح السيسي بحق مؤيدي الشرعية والتي تشبه الى حد بعيد ما قام به فرعون مصر، الذي كان قبل مجيء موسى عليه السلام يستضعف بني اسرائيل، ويقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم.
أما المتفائلون ومنهم الكاتب الأمريكي "جاكسون ديل" فتوقعوا عودة الحكم الإسلامي لمصر آجلا أو عاجلا، لأن مثل هذه الأوضاع ليست بجديدة على العالم فى الخمسين عاما الماضية .
مستشهداً بتجارب بيونس آيريس و بانكوك, وقال أن المحصلة النهائية في كل هذه الحالة كانت سيئة حيث تلتها أعمال عنف أو حرب أهلية,وانتهاكات واسعه لحقوق الانسان، وفي النهاية من أزيح من السلطة عاد اليها مرة أخرى .
سنوات من الجمر:
في عام 1980م ألقى الشيخ محمد قطب محاضرة في مؤتمر رابطة الشباب المسلم العربي بأمريكا، حول الخطط والبرامج التربوية للشباب، وبعد فراغه باغته سؤال يقول : إلى متى يا شيخ ونحن نربي ثم يأتي طاغية بانقلاب عسكري أو بالبوليس ويحصد جهود أربعين أو خمسين سنة بين عشية وضحاها؟
فأجابه الشيخ : يبدو لي أنك من مصر يا بُني. دعنا نفترض جدلا أننا نحن الإسلاميين وصلنا للحكم في مصر ! .هل تعرف من هو العدو الذي سيواجهنا ؟
فأجاب السائل: أمريكا..إسرائيل..روسيا..، ولكن الشيخ أوضح : لا لا لا .بعد أن يتم قطع القمح والأرز والنفط والسلاح عنا ؛ سيخرج ملايين الرعاع الذين لم تتم تربيتهم إلى الشوارع، يقولون: نريد خبز ، لا نريد إسلاماً..!
وشدد : ما لم يقوى الإيمان في قلوب أتباع ديننا ونزرع نبات أكلنا ونصنع سلاحنا وكساءنا ودواءنا، فلن ننتصر لهذا حرص أعداء الأمة على عرقلة أي داعية أو جماعة لديها رؤية واضحة لمتطلبات النصر.
في سياق ذلك يمكن القول أن ثورة 25 يناير لم يقم بها سواد الشعب المصري كما يظن البعض، فالثورة التي استمرت أسابيع في الميادين لم تطرق بابا ولم تدخل من الشباك، واستمرت في الميادين بينما الشعب يتابع ذلك كله على شاشات الإعلام، متابعاً حياته اليومية وكأن شيئا لم يكن..!
كان إذن حتما ولابد أن تأتي الثورة إلى الشعب في حالة امتنع هو أن يأتي إليها، وتلك كانت مشكلة جماهير بني إسرائيل الذين كان شعارهم دوماً " فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ "..!
الجماهير التي لم تشارك في ثورة 25 يناير والتي وصفها حبيب العادلي وزير داخلية المخلوع بأنهم مجموعة "حرامية" جاءت من العشوائيات، تفطنت – ولو متأخرا- لكل ألاعيب وتحركات نظام مبارك، وهي تقف اليوم لكل مخططات ذلك النظام الذي حقق انقلابا عسكرياً بالمرصاد.
وخدعة حركة تمرد التي انطلت على عقول الكثيرين في وقتها، بات عدد لا يستهان به يعلم يقيناً أنها هي صنيعة المخابرات العسكرية، و ليست سوى واجهة لتنفيذ انقلاب العسكر الذي لم يستسغ افتكاك السلطة منه.
نصيحة للإسلاميين:
تفطن من استرد وعيه بعد انقلاب يوليو الماضي أن عسكر كامب ديفيد كانوا دوما عاشقين للسلطة والنفوذ منذ الانقلاب الذي قام به البكباشي جمال عبد الناصر عام 1954 ضد اللواء محمد نجيب حينما أراد تسليم السلطة للمدنيين.
وفي المرة اليتيمة بعد انقلاب قام به الضابط "محمد علي" على سلطة الخلافة، قامت نخبة الشعب بثورة غير مكتملة في يناير 2011، حينها وجد العسكر أنفسهم مجبرين للانحناء في وجه العاصفة الشعبية حتى هدأت، بعد وعود "مخلبية" بتحقيق أمنيتها بالعيش والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وفي سياق ذلك وجه الكاتب الأمريكي "جاكسون ديل" نصيحته للإسلاميين بالقول: لا يجب أن يخفى عليكم أن ما يحدث فى مصر يشبه الأحداث التي وقعت في كل من الارجنتين وفينزويلا وتركيا و تايلاند و دول اخرى من التى نصبت رئيسا جديدا بعد عقود من سلطة الفرد .
واضاف : حكومة الرئيس محمد مرسى تختلف بعض الشيء عن الحكومة التي كان يرأسها جون بيرون فى الأرجنتين , أو هوجو تشافيز فى فينزويلا و تاكسين شيناواترا فى تايلاند، كما تعتبر التجاوزات التي وقعت فيها حكومة مرسى في مصر أقل بكثير من تلك التي وقعت فيها نظيراتها في فنزويلا وتشيلي، بل إن الرئيس مرسي لم يقم بإنشاء ميليشيات او فرق إعدام ولكن ما يؤخذ على حكومته فشلها فى احتضان المعارضة والسعي للاستحواذ .
كما حذر "جاكسون ديل" العلمانيون في مصر بأنهم من الممكن أن يتوقعوا شيئا مختلفا عن الديمقراطية التي يتمنونها، وأضاف الكاتب بأن الفرحين بعودة العسكريين لديهم وجهتا نظر أن يشاركوهم أجندتهم دعمهم في القضاء على خصومهم السياسيين وهذا لن يحدث، فالقادة العسكريون لا يجيدون فنون الحوار مثل إجادتهم "القوة ".
واختتم "جاكسون" نصائحه متوقعا أن يكون الخاسر الأكبر في الانقلاب على الرئيس محمد مرسي من دعو إلى هذ الانقلاب.
مجرد تصفية
من جانبه اعتبر المحامي وعضو لجنة الحريات بنقابة المحامين سيد حامد الحكم الانقلابي بحل الجماعة مجرد تصفية حسابات سياسية، كما أنه غير نهائي لأنه صادر من محكمة درجة أولى "ستنظر القضية من جديد إذا ما طعنت الجماعة في الحكم".
وسعى العسكر قبل قرار حل جماعة الإخوان المسلمين إلى إعادة الكفة إلى ما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير، وطوروا أساليبهم من تعطيل لمؤسسات الدولة ومحاولة تفكيك ما تم انتخابه منها.
وقام العسكر ببث أوامر في كل مفاصل الدولة بالارتخاء الوظيفي، حتى أن وزارة سيادية مثل الداخلية في عهد الرئيس مرسي كانت تعتبر نفسها في إجازة لمدة 4 سنوات مدفوعة الأجر، وكان شعار الضباط في أقسام الشرطة للمواطنين "شطبنا".!
ولم تكن الضربات التي وجهها العسكر للجماعة سوى ضريبة الثقة التي حازتها بعد ذلك من الشعب، حيث التف الشعب مرة ثانية بعد التيه الإعلامي الذي استمر عاماً كاملاً، وتعمد تشويه الثورة من خلال تشويه الجماعة.
وفي ذلك يقول الخبير العسكري العميد متقاعد صفوت الزيات "إذا أردنا أن نلخص مشهد تظاهرات اليوم وعدد المسيرات وعدد المحافظات فسندرك أننا أمام حشود غير مسبوقه وتحرك غير عشوائى واختيار منظم لاماكن التجمع واختيار الطرق".
وحول قدرة جماعة الإخوان على إشعال شرارة الشارع الثوري يضيف الزيات "الخريطة كما قلنا قبل ذلك تتسع وتتزايد رقعتها وتشهد قدره عاليه على عودة التنظيم الجماعى لقادة التظاهرات والتنسيق الواضح فيما بين المسيرات وبعضها".
ويؤكد العميد الزيات فشل الانقلاب في اختراق صفوف الثورة العائدة من التيه، ويقول "شاهدنا بام اعييننا عشرات الالاف يحيطون بالكليه الحربية. ومثلهم عند قصر القبه ومحيط رابعة العدوية. واماكن اخرى كثيرة في القاهره والجيزة وحدهما. ورأينا اليوم ثمرة التنسيق الجماعى لطلبة الجامعات وحضورهم اليوم كان بارازا. وهو ما أثر اليوم في الاعداد التى قفز مؤشرها ليصبح كما كان قبل مقتلة رابعه وفض الاعتصام".
تراجع أمريكي:
وكما "لا يفل الحديد إلا الحديد" ، لا تسقط ثورة إلا بانقلاب، وهو ما حدث في 3 يوليو، عبر طرق متوازية مختلفة حقّق للعسكر انقلابا على الشرعية، مدعوماً في الظاهر بغضبة شعبية صنعتها مخابرات السيسي على أداء الرئيس، واتهامات معلبة بتبعيته لجماعته وانصياعه لها وان من يحكم في الحقيقة هو المرشد .
الخيوط كانت واضحة وغير معقدة فقط لمن لم تنطلي عليهم خدعة 30يونيو، وجميعها كانت تمر بين أصابع العسكر ومنها إلى أنظمة التآمر الخليجية، وتمتد إلى يد الولايات المتحدة الأمريكية ثم تنتهي أخيرا في يد تل أبيب.
ولكن قد تأتي رياح الثورة بما لا يشتهي الانقلاب، يؤكد ذلك العميد صفوت الزيات، بالقول "أستطيع اليوم أن أقول أن المنحى بدأ يتخذ شكل الثورة الايجابي. ويتبلور في قدره عالية على التنظيم. وهذا ما سيجعل كثير من الامور تتغير."
وفيما ينتظر العالم ويترقب ما ستسفر عنه الجمعة القادمة التي ستكون اكثر حشد وأعدادا واكثر تنظيما وهذا كله يسبق يوم 6 اكتوبر، يقول الزيات " سيجبر العالم كله على الانتباه لمصر. وستتغير الاولويات على موائد السياسيين. بل وستجبر دولة مثل امريكا على العودة الى صيغة ان ما جرى كان انقلاب وما شابه".
ويشهد العالم قبل اعتصام رابعة والنهضة وبعد ارتكاب المذبحة بحق المعتصمين، أن تيار الشرعية بمختلف اطيافه لم يلجأ الى العنف ولم يطلق رصاصة واحدة صوب مجند مصري، وفي هذا يقول الزيات "أشيد بكل مصري رفض أن يحمل السلاح وكظم غيظه من تصرفات بعض قادة الانقلاب وادعوهم الى التمسك بالسلميه مهما حاولو توريطهم فالصبر صبر ساعه ".
وحول استفزاز الانقلاب لسلمية الثورة يقول العميد الزيات "ارى ان هدم المساجد واحراقها بل وقصفها امر لا يرضى عنه اغلب قادة الجيش المصري .وصدقنى ان التظاهرات الحاشده واستمرار الثوره هو الامر الذي يريده اغلب قادة الجيش لانهم مصريون يحلمون كما الجميع بتطهير الفساد من مؤسسة العسكر".
فاتورة الحرية:
ممدوح منير المتحدث الإعلامي باسم حزب الحرية والعدالة بالمحلة الكبرى أكد توقع الجميع لقرار حل الجماعة في ظل الإجراءات القمعية والملاحقات الأمنية التي طالت محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
واستبعد عدم قدرة نظام الانقلاب على التصعيد أكثر من ذلك، معتبرا قرار حل الجماعة مجرد إجراء شكلي ودعائي للتسويق أمام الرأي العام الخارجي، مشيرا إلى أن حرق مئات المصابين أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة "أقسى وأشد إجراما من قرار حل الجماعة".
وأبدى اعتقاده بأن قادة الانقلاب "مصممون على إنهاء أي أمل في التوصل لحل للأزمة التي أوقعوا مصر بها "لكن الشعب المصري يعلق آمالا كبيرة على أن جميع هذه الأوضاع الاستثنائية ستنتهي بعد انتهاء الانقلاب وعودة الشرعية".
وتحملت جماعة الإخوان المسلمين بمرور الوقت فاتورة الحرية الدموية، وانضم لها من قطاعات الشعب الغير مسيسة من تسرب إليهم الوعي أخيرا، وظهر حراك شبابي وطلابي لا ينتمي إلى الإخوان، وان حاول الإعلام أن يظهره كذلك.
ومرة أخرى بعد انقلاب 1954 اكتشف العسكر أن روشتة الأستاذ حسنين هيكل عفا عليها الزمن وغير مجدية، فإن كان التاريخ يعيد نفسه في العناوين إلا أن التفاصيل المتغيرة تصنع نهايات غير متوقعة، وبهذه العملية الانقلابية المطبوخة أمريكياً والمُتبلة صهيونياً، وجد العسكر أنفسهم في طريق مسدودة، وهم في كل يوم يزدادون اختناقا.
ويقيناً أنهم لن يخرجوا من هذه الوضعية إلا وهم محدودبو الظهر، بعدما فضح الشعب مدبري الانقلاب في كل أنحاء العالم وحشرهم في الزاوية، وهم يتلقون الضربة النوعية تلو الضربة، وأمّا مسألة سقوطهم وعودة الشرعية إلى الشعب فهي مسألة وقت فحسب.
وبعد تبدد الدهشة جراء صدمة مشاركة حزب النور التابع للدعوة السلفية التي يترأسها د.ياسر برهامي في الانقلاب، وجدت حركة الإخوان المسلمين نفسها رأس حربة - رغما عنها- ووجها لوجه مع الانقلاب، ولن يمنحها القدر هذه المرة مرونة المناورة والتراجع إلى الحائط.
لأن ذلك سيعتبر بمثابة التولي يوم الزحف، فسقط شهداء الجماعة بالمئات واحرقت مقراتهم ومنازلهم، بل وجثامين شهدائهم جنبا إلى جنب مع جثامين شهداء قطاعات كبيرة من الشعب، انضمت إلى اعتصامات رابعة والنهضة واختلطت الأمنيات بالدماء.
حملة اعتقالات:
وفي مرحلة أخرى وجه الانقلاب منصته الإعلامية ضد الشرعية، وكشروا عن أنيابهم وشرعوا في ملء السجون بالإخوان وغيرهم، فتيقنت الجماعة التي تقود سفينة الشرعية، أن أي تراجع عن الثبات والصمود والوقوف في الميدان سيكلف الشعب -وليس الجماعة وحدها- ملاحقات وسجونا وعذابات لعشرات السنين.
واستخدم العسكر حزب التجمع اليساري -المعروف بعدائه الشديد للإسلام- في اقامة دعوى مستعجلة طالب فيها بحظر أنشطة تنظيم الإخوان المسلمين بمصر وجمعية الإخوان المسلمين وأي مؤسسة متفرعة منها أو تابعة لها، أو أي مؤسسة تم تأسيسها بأموالها، أو تتلقى أي دعم مالي أو غيره منها.
لكن جماعة الإخوان المسلمين لم تعلق بشكل رسمي حتى اللحظة على قرار المحكمة التي ترأسها المستشار محمد السيد، في حين أبدت عدة أحزاب يسارية -منها التجمع الناصري والتحالف الشعبي- سعادتها بالحكم، بينما سارعت عدة أحزاب ليبرالية ومنظمات حقوقية إلى إدانة الحكم، واعتبرته مسيسا.
كما أيقنت الجماعة رغم القبض المسرحي الذي يصاحبه شو إعلامي على قيادتها الواحد تلو الآخر، أن التراجع الذي تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية عبر وكلائها الانقلابيين، ومحاولة كسر الصمود وفتح قنوات تفاوض، إذا حصل فلن تقوم للشعب قائمة بعد اليوم، ولذلك فضّلوا الموت في ميدان رابعة العدوية وفي كل ميادين الثورة على الموت بطريقة القطرة القطرة في سجون الجلادين.
وبالتالي وصلت الرسالة إلى واشنطن وتل أبيب والاتحاد الأوروبي مجتمعين، ومفادها "لا تنتظروا منا تراجعا عن الشرعية أو السلمية، لا تنتظروا تراجعاً يمنح وكلائكم الانقلابيين شرعية لتشحنوا به رصيدكم في مجال الخيانة".
ورغم مساوئ سياسات الانقلاب القمعية وانسداد أفقه إلا انه لا زال يسير قدما إلى آخر الطريق، وهو ما سيؤدي به حتماً إلى محاكمات ثورية تنتهي بأعواد المشانق، ولأن الغباء لا يحمل هوية ولا جواز مرور، فمن المؤكد أن هذا الانقلاب ستدوسه جماهير الثورة بأقدامها كما فعلت نخبتها في 25 يناير ولو جزئياً.
وبعد فضح وجه الانقلاب القبيح، أصبح بين يدي من استرد وعيه من الشعب اليوم مؤشراً لا يخطئ لقياس درجة الخيانة، ومن وجده الشعب في هذه المرحلة يسوق للخيانة جهرا أو سرا، فلن يتسامح معه وسيرمي به في مزبلة التاريخ، بعد محاكمته أمام قضاة وطنيون لا ينتمون إلى عهد "الشموخ" الزنداوي..!
من جانبه، قال رئيس حزب التجمع سيد عبد العال "إنه يهدي هذا الحكم العظيم إلى الشعب المصري الذي ناضل ضد نظام مبارك الاستبدادي أو النظام الاحتياطي له وهم الإخوان المسلمون".!
وأكد عقب صدور الحكم أن حزبه "فخور بأنه صاحب هذه الدعوى، وأنه سيحتفل بهذا الانتصار عبر مواصلة النضال السياسي والثقافي والفكري".
وقال إن الحكم أثبت أن قضاء مصر ما زال شامخا عظيما "يبحث عن تطبيق صحيح القانون، بما يتماشى مع مصالح الشعب المصري"، مردداً كلمات رددها الجنرال السيسي من قبل "أنه من غير المعقول أن تكون هناك جماعة تحض على الإرهاب والعنف وتمثل خطرا على المواطنين"، وربما سبق فرعون السيسي بخطوة سجلها التاريخ {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}.!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.