كشفت مصادر أمنية تركية، اليوم السبت، النقاب عن انتهاء عملية توقيف العناصر التي سيطرت على مقر رئاسة الأركان في العاصمة أنقرة، خلال محاولة انقلاب فاشلة نفذها مجموعة محدودة من الجيش، تابعة لمنظمة "الكيان الموازي" الإرهابية التي يتزعمها فتح الله غولن. وأوضحت المصادر للأناضول، والتي فضلت عدم كشف هويتها، أن قوات الأمن تجري عملية تفتيش دقيقة في مقر الأركان، مشيرةً أن ثلاثة مدعين عامين من مكتب التحقيقات المتعلقة بالجرائم المرتكبة ضد النظام الدستوري، بالنيابة العامة بأنقرة، وصلوا المقر، لاستلام المتهمين بعد أن سلّموا أنفسهم لعناصر القوات الخاصة. وأشارت أن القوات الخاصة نقلت المتهمين إلى حافلات خاصة، وسط تدابير أمنية مشددة اتخذتها فرق مكافحة الشغب في محيط المكان، مؤكدةً أن من بين من سلّموا أنفسهم، 13 ضابطًا من القوات البحرية. إلى ذلك، استسلمت مجموعة أخرى من الجنود المشاركة في محاولة الانقلاب، لعناصر القوات الخاصة، بينما كانت الحافلات تنتظر أمام مقر الأركان، تحسباً لتوقيفات أخرى، مبينة أن قوى الأمن اقتادت الجنود الذي لم يكونوا يرتدون بزاتهم العسكرية إلى الحافلات تمهيداً لنقلهم إلى مكان أخر. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء أمس، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع ل"منظمة الكيان الموازي" الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشرطين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.