بداية أود أن أشكر الأستاذ جمال سلطان علي مقال إهدار المال العام وأود أن أشارك هنا بنفس ردي علي مقال مماثل للأستاذ محمد عوض ... فنحن نحتاج إلي مثل هذ المقال الذي لخص حالنا الاقتصادي المزري وواجهنا بأنفسنا ...... واجهنا بواقع مرير مرير مرير .....فساد وقح بالمليارات يتبختر في السلطة من أطرافها إلي أعمق الجذور .... محسوبية مقيتة تقتل آلاف المرات كل ذي حق وتصدمه بضعفه في الغابة .... جوع كافر - يبيع فيه الاب أولاده - و لا نريد ان نعترف حتي بوجوده .... وغني فاحش نسمع عنه ونتحسر لأننا لم نكن ذوي (فهلوة) و(حداقة) مثل أصحابه ..... أصبحنا أخيرا فئتين .... فئة فقيرة تفترسها السرطانات و الامراض الفتاكة - ومعلوم هو من سببها - وتحيطها قسوة العيش من كل جانب ....... وفئة تسبح في رغد من الكافيار وما لذ وطاب وأفراح بالملايين و قصور وجواري و .. و .... وهي بالطبع الفئة التي تعلو علي أنقاض جماجمنا .. ولاتتورع في أن تتاجر في شرفنا وآمالنا - (عقبال عندكوا ما هيا بقت الحكومة والحكومة بقت هيا ) - وصحتنا وكل عزيز لدينا هذا إن كان قد تبقي لدينا عزيز .. ولا ضرر أن ينضم لهذه الفئة بعض رجال الدين الخانعين لزوم (التحابيش) علي شاكلة الشيخ طاطاوي ليدافع عنهم عند اللزوم ............ من ترك هذه الطغمة الفاسدة لتستعبدنا ... من من من من ؟؟؟؟ هل ساءلتم أنفسكم ... من تركهم يتحكموا في أقواتنا وأعمارنا بهذا الشكل المقيت .... من أدار وجهه لهم وفضل أن (يمشي جوا الحيط ) ... من الذي عد هذا هو قدر كل المصريين .... أقدرنا وقدر أجيالنا أن نري البلد تباع ثم لا تجد حتي من يبكيها .... هل تحجرت القلوب؟؟؟؟؟؟ هل انعدمت الشهامة؟؟؟؟؟ ... هل سلبتنا من أنفسنا حرب المصلحة الشخصية أو الفئوية (سواء إخوان أو يساريين أو بتنجانيين ) ؟؟؟؟؟..... هل عدم هذا الشعب العظيم - الذي قاوم كل احتلال ودحره علي مر التاريخ - هل عدم من محارب أو حتي صارخ في وجه الظلم ????... هل أمرنا ديننا أن نبيع أنفسنا ونقنع بفتات الفتات؟؟؟؟؟؟ .. كيف ... كيف يا شعب مصر كيف تتركها للذئاب تنهش فيها من كل النواحي (اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو سياسية )؟؟؟؟ ..... أنتم .. أيها المصريون ... أنتم من باعها بثمن بخس .... أنتم من رضي لها بالذل لأنه رضي أولا أن يذل علي محيطه وقبل بالهوان ... فهانت عليه الامة ... انظروا علام صارت بلد النيل .... ذئابا تمرح وأغنام لا تجد الكلأ ... قاس أنا نعم مع أنني أحدكم مصري أبا عن جد ... ولكنها قسوة المكاشفة .... واقسم لكم أن طغاة هذا البلد لا يعاملونا إلا كأغنام ... لقد أسقطونا من حساباتهم .. لم نعد سوي عدد وسوي كومة قمامة تنتظر التطهير .... كلنا نعاني من ازدواجية حقيرة ... كلنا لدينا المعلن وغير المعلن .... وكلاهما جاهز حسب الظرف والحاجة .... كلنا يسار وكلنا إخوان وللأسف كلنا وطني ......كلنا نكذب علي أنفسنا عندما نهرب من المواجهة وننتظر الحل القادم من السماء ...... وإن وعيتم قليلا لعلمتم أنه لن يأتي إلا بكم وفقط ...... لن يأتي الحل إلا عند اتحادنا كلنا بلا استثناء ....لن يأتي الحل إلا عند اقتناعنا بأهمية التوحد أمام إنقاذ الأمة ... أنقذوها بالله عليكم من أجل استمرار بسمة أطفالنا البريئة ... تلك البسمة التي ستوأد سريعا عند نمو مدركاته واكتشافه أنه خارج التاريخ فعلا ... وأنه جاء لهذا الزمن لكي يصيح بنعم ويصرخ داخله بلا ويموت كمدا في النهاية ..... اعذروني يا إخوتي ..... ولكني أفرغ شحنة غضب طويلة .... وأدعوكم لكي نتحاور جميعا (من بالداخل ومن بالخارج - أقباط ومسلمين - أخوان ويسار ووطني لو كان قد تبقي به ذرة وطنيه ) تعالوا نتحاور عن ماهية الحل !!!!!! ...... وكيف ننقذ مصر ؟؟؟؟؟..... تعالوا نتحاور بهدوء .... وبدون نعرات فارغة ودفاع أعمي عن عصبيات تعداها الزمن .... لابد أن نفيق جميعا .. لابد أن ننفض تراب الخنوع المتراكم علي جباهنا منذ عقود ...... ألا يوجد ببر مصر مخلص حقيقي لهذا البلد ؟؟؟؟ أعلم أن هناك أستاذة أفاضل يحاولون أمثال ابراهيم عيسي وجمال سلطان و عبد الحليم قنديل و جورج اسحق وعصام العريان و بلال فضل و .. و ... و ... ولكن هل من يد واحدة ؟؟؟؟؟؟؟ [email protected] مهندس / شريف حمدي