«مولخو» يعمل محاميًا لرجل الأعمال الهارب «حسين سالم».. ويتولى مسئولية الاتصالات السياسية والأمنية مع مصر زيارة سامح شكري وزير الخارجية لإسرائيل، هي الأولى من نوعها التي يقوم بها وزير خارجية مصري منذ تسع سنوات أثارت تساؤلات حول هوية الشخص الذي لعب الدور الأساسي في إتمامها، وهو المحامي إسحاق مولخو. رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالشكر إلى مولخو، عبر تدوينة على حسابه على موقع "تويتر"، قائلاً: "شكرًا للمحامي إسحاق مولخو الذي أسهم كثيرا في تحقيق تلك الزيارة"، ليكشف بذلك عن الدور الذي لعبه الأخير في الترتيب للزيارة التي أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية بمصر وإسرائيل. فمن هو إسحاق مولخو؟ ولد في عام 1945، والده رافائيل مولخو مؤسس أحد أهم البنوك في إسرائيل، وهو أحد المقربين من نتنياهو، ومبعوثه الشخصي للشئون السياسية، وأهم المفاوضين الإسرائيليين في عدد من الملفات المهمة. درس القانون في الجامعة العبرية، ثم عمل ما يقرب من عامين فى شركة محاماة كبيرة فى الولاياتالمتحدة، ثم عاد إلى إسرائيل، وانضم إلى مكتب محاماة "أرين شمرون"، وهو متزوج ولديه ولدان. بدأ عمله كمحامٍ في إسرائيل عام 1970، وكان مولخو مستشار نتنياهو فى ولايته الأولى مع دورى جولد، وأصبح مولخو أول ممثل عن حكومة نتنياهو الأولى فى عام 1996، ولعب دورًا هامًا فى صياغة اتفاقية الخليل. وحتى عام 2010 كان يعمل مولخو فى الحكومة الإسرائيلية متطوعًا، حتى تم تعيينه بشكل رسمى عام 2010 كممثل لرئيس الوزراء، وتم تحديد مسئولياته، وهى إدارة الاتصالات السياسية مع الحكومة الأمريكية والحكومات الأخرى والسلطة الفلسطينية بشأن المسائل المتعلقة بالعلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمسائل الدبلوماسية كذلك، على أن يقدم تقريرا إلى رئيس الوزراء ووزير الخارجية قبل رحيله، وبعد إنهاء الاجتماع. ويعد أهم الملفات التى يتفاوض حولها مولخو مع مصر ملف قضية الغاز، حيث يصل في بعض الأوقات إلى القاهرة بمفرده دون أن يرافقه ممثلون عن وزارة الطاقة أو شركة الكهرباء الإسرائيلية. كما أنه المحامي الخاص برجل الأعمال المصري حسين سالم. فى مايو 2011، عين مولخو مع ديفيد مدين، كمسئول عن المحادثات بشأن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير وقتذاك جلعاد شاليط، كما تفاوض مع مصر حول إطلاق سراح الإسرائيلي إيلان جرابيل الذى ألقى القبض عليه فى القاهرة فى عام 2012. وتفاوض مولخو أيضًا على الإفراج مبكرًا عن الجاسوس الإسرائيلي عودة ترابين، وعندما فشلت المفاوضات كان يتابع أيضًا الإفراج عنه فى موعده. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التى نشرت بعضًا من الرسائل السرية لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، فإن آخر رسالة تلقتها عن سيناء بعنوان "مولخو والتوترات فى سيناء"، فى إشارة إلى كبير مستشارى الأمن الإسرائيلى إسحاق مولخو. وأضافت أن محتويات الرسالة حُجبت تمامًا، وهو ما يعنى أن مولخو يلعب دورا كبيرا فى التنسيق الأمنى بين مصر وإسرائيل فى سيناء. كما لعب دورًا في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل بعد سنوات من سحب السفير المصري بإسرائيل، ونتج عن ذلك تعيين السفير المصري حازم خيرت سفيرًا في تل أبيب، كما يترأس الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة بشأن المفاوضات غير المباشرة مع "حماس".