وقف الزوج البائس (م.و) أمام محكمة الأسرة بزنانيري قائلًا: "أنا موظف بسيط وتعرفت على زوجتي (ه.أ) أثناء عملي، حينما تقدمت هي لإنهاء بعض الأوراق بمكتبي بالشركة التي أعمل بها". كنت وقتها أبحث عن زوجة تشاركني حياتي وتملأها بعد سنوات من الانتظار والوحدة، فحينما رأيتها شعرت أني عثرت على ضالتي، وفكرت أن تكون هي الزوجة التي طال بحثي عنها. وتمنيت أن ألقى القبول منها، وأن يتم الزواج في أقرب فرصة ممكنة، ولكني كنت أخشى الرفض؛ نظرًا لما تمتلكه من مواصفات متعددة يتمناها كثير من الشباب في زوجات المستقبل، بالإضافة إلى مستواها المادي المرتفع و"شياكتها" وأناقتها، فكنت أتوقع الرفض لكنها فاجأتني بالموافقة والترحاب. طرت فرحًا، وظننت وقتها أني أمسكت النجوم بيدي، وقبل أن استمتع ولو قليلًا بوهم الفرح والسعادة، فاجأتني العروس بأنها مدخنة ولا تستطيع الإقلاع حاليًا، مضيفة أنها تنتوى تدريب نفسها على التخلص منه في أقرب وقت ممكن، وأنها ستبذل أقصى ما في وسعها لإسعادي. المفاجأة كانت صادمة، سيطرت حتى على قدرتي عن الاسترسال في الحديث معها أو مناقشتها، واعتذرت لها طالبًا فرصة استعيد فيها ترتيب أموري وأراجع قراراتي. وانقطع الاتصال بيننا فترة قصيرة فكرت خلالها تفكيرًا طويلًا ومضنيًا؛ كانت نتيجته العزم على التراجع، وحاولت كثيرًا تنفيذ ما أملاه علي عقلي، ولكني لم أستطع ووجدت نفسي أعاود الاتصال بها، وأستكمل إجراءات الزواج، وكأنها لم تعترف لي بشيء؛ أملًا في التغيير، وشجعني على ذلك وعودها لي بالإقلاع. وأسرعت لإنهاء التشطيبات اللازمة لعش الزوجية، وتمكنت من الانتهاء من كل التجهيزات في وقت قصير. وتم الزفاف خلال أسابيع قليلة انطلقنا بعدها إلى بيت الزوجية، وعشنا معًا أيامًا جميلة لم ألاحظ فيها على زوجتي ما يوحي بأنها إنسانة عنيدة، ولكن بعد مرور شهور طويلة على الزواج لم أرَ زوجتي تقوم بمحاولات جادة للإقلاع عن التدخين كما وعدت. بل وجدتها تصر على الاستمرار في التدخين واكتشفت أن وعودها لي كانت وعودًا زائفة وصارت تتهمني أني متحكم في كل شيء في حياتها، زاعمة أننا اتفقنا قبل الزواج أن اتركها تعمل ما يحلو لها وإلا أكون متخلفًا ورجعيًا، قائلة: "لقد تزوجتني وأنت تعلم أني مدخنة". وأضاف الزوج: الزوجة المدخنة زوجة تعد من وجهة نظر الغالبية العظمى منفلتة أخلاقيًا، فهذه هي ثقافة مجتمعنا المصري التي نشأنا وتربينا عليها، فأنا فعلًا تزوجتها بكامل رغبتي وأنا أعلم أنها مدخنة. لكننا اتفقنا أن تقلل من التدخين، وأن تدرب نفسها على الإقلاع والتخلص نهائيًا من هذه العادة السيئة المدمرة للصحة والمال، وما ألقى في نفسي الطمأنينة وشجعني على عدم التراجع عن الارتباط بها. ولكنها لم تقلع عن التدخين ولم تحاول فخيرتها بالبقاء معي أو التدخين، فتخلت عني وعن بيتها واختارت السعي وراء أهوائها، وأسرعت إلى محكمة الأسرة تطلب الخلع مرددة "أن التدخين حرية شخصية".