أقال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس الجمعة، ثلاثة من كبار مسئولي الأمن والمخابرات في بغداد من مناصبهم بعد اعتداء في الكرادة أوقع 292 قتيلا يوم الأحد، وبعد ساعات على هجومين جديدين أوديا بحياة 40 شخصا وتبناهما تنظيم «الدولة الإسلامية. وأعلن العبادي إقالة المسئولين الأمنيين بعد ساعات على اعتداء في مدينة بلد في محافظة صلاح الدين (70 كيلومترا شمال بغداد) أسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل. وأدى هذا الهجوم – الذي استهدف مرقد محمد ابن الإمام الهادي المعروف ب»سبع الدجيل» – إلى سقوط أكثر من 50 جريحا. وقال مكتب رئيس الحكومة في بيان له إن «رئيس الوزراء أصدر اليوم (أمس) الجمعة أمرا بإعفاء قائد عمليات بغداد من منصبه، وإعفاء مسؤولي الأمن والاستخبارات في بغداد من مناصبهم». وقائد عمليات بغداد هو الفريق عبد الأمير الشمري. وأوضح مصدر مقرب من العبادي أن المسؤوليْن الآخريْن اللذين تم إعفاؤهما، هما رئيس استخبارات بغداد في وزارة الداخلية، والمسؤول عن أمن العاصمة في مكتب مستشار الأمن الوطني. وجاء قرار العبادي بعد أيام على إعلان وزير الداخلية العراقي محمد الغبان استقالته، موضحا أنه أقدم على هذه الخطوة بسبب «تقاطع الصلاحيات الأمنية وعدم التنسيق الموحد للأجهزة الأمنية»، مشيرا إلى «خلل أساسي» في هذا القطاع. وقبل العبادي استقالته. وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان لها إن قصفا بقذائف الهاون استهدف المرقد الشيعي في مدينة بلد فجرا قبل أن تقتحمه مجموعة من المسلحين الانتحاريين مطلقين النار في كل الاتجاهات. وأوضح البيان، الصادر عن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، ان اثنين من الانتحاريين فجرا نفسيهما في سوق تجاري قريب من المرقد، في حين تم قتل الانتحاري الثالث وتفكيك حزامه الناسف. وتبنى «الدولة الإسلامية» الهجومين، بحسب ما أوردت وكالة «أعماق» التي تنقل أخبار التنظيم الإسلامي الذي غالبا ما يستهدف المدنيين الشيعة في العراق. وقالت الوكالة الجمعة: «هاجم خمسة انغماسيين (انتحاريين) من الدولة الإسلامية قبل منتصف ليلة الجمعة تجمعا للحشد الشيعي عند مرقد محمد بن علي الهادي في قضاء بلد بصلاح الدين». وذكرت الوكالة أن «الانغماسيين أطلقوا النار على التجمع، فاستقدمت الميليشيات الشيعية تعزيزات عسكرية واندلعت مواجهات عنيفة انتهت بتفجير الانغماسيين لأحزمتهم الناسفة». ووقع الهجوم بعد خمسة أيام على المجزرة التي وقعت في بغداد حيث تم تفجير حافلة ركاب صغيرة في شارع مكتظ في حي الكرادة الشيعي عشية عيد الفطر، ما تسبب بمقتل حوالى 300 شخص. وتبنى تنظيم الدولة الاعتداء الانتحاري غضب العراقيين الذين يعتبرون حكومتهم غير قادرة على حماية المدنيين وعلى تطبيق إجراءات أمنية فعالة. وأمس أعلن مجلس محافظة صلاح الدين الحداد لمدة 3 أيام على أرواح ضحايا الهجوم الذي استهدف مرقد الإمام محمد. وفي صلاح الدين أوعز زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ل»سرايا السلام» (ذراعه المسلحة) بالتوجه إلى قضاء بلد لحماية مرقد سيد محمد. ودعا الصدر سراياه «للتوجه إلى المكان للقيام باللازم، ولكن عدم الصدام مع أحد، لأن هدف السرايا الأول هو حماية المقدسات وحماية أرواح الأبرياء من الشعب العراقي المظلوم».