كشف الدكتور مصطفى بركات أستاذ الوثائق والمكتبات بكلية الآداب جامعة بنى سويف عن وثيقة صهيونية بعنوان "إستراتيجية إسرائيلية للثمانينات" نشرها المفكر الفرنسى، روجيه جارودى، فى كتابه "الأساطير" كما نشرت عام 1982 فى مجلة "كيفونيم" التى تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية. وأكد بركات ل "المصريون" أن الوثيقة ذكرت الأحداث التى تشهدها مصر الآن، وقدمت تحليلاً لرؤية إسرائيل الإستراتيجية للمنطقة العربية والإسلامية وكيفية العمل على تفتيت دولها حتى تضمن لنفسها البقاء وسط كيانات ضعيفة متصارعة. وأشار إلى أن الوثيقة أوضحت أن العالم العربى والإسلامى تم تقسيمه إلى 19 دولة تتكون جميعها فى صورة خليط من الأقليات والطوائف المختلفة التى تعادى كل منها الأخرى وعليه فإن الدول العربية والإسلامية معرضة لخطر التفتيت العرقى والاجتماعى والدخول فى حروب أهلية. وكشفت الوثيقة أيضا أن الملايين من سكان مصر على حافة الجوع ونصفهم يعانون من البطالة لأن الدولة المصرية فى حالة إفلاس تام لولا المساعدات الخارجية الأمريكية التى تحصل عليها بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل وبخلاف الجيش ليس هناك أى قطاع داخل مصر يتمتع بقدر من الانضباط. وقالت الوثيقة إنه سيأتى اليوم الذى تُنهك فيه قوة هذا الجيش فى الصراعات الداخلية التى تحتاج لتدخل القوات المسلحة لنزع فتيل أزمتها، مشيرة إلى أن مصر لا تشكل أى خطر عسكرى إستراتيجى على المدى البعيد نتيجة لتفككها الداخلى، ومن الممكن إعادتها إلى الوضع التى كانت عليه بعد حرب يونيه 1967بطرق عديدة. وشددت الوثيقة على أن المصريين لن يلتزموا باتفاقية السلام مع إسرائيل وسوف يفعلون كل ما فى وسعهم لكى يعودوا لأحضان العالم العربى وسوف نضطر كإسرائيليين للعمل لإعادة سيناء إلى ما كانت عليه. وأكدت أن أسطورة مصر القومية والزعيمة للدول العربية قد تبددت عام 56 وتأكد زوالها عام 67 وأن مصر وبطبيعتها وتركيباتها السياسية الحالية عبارة عن جثة هامدة فعلا، وذلك بعد سقوطها نتيجة للتفرقة بين المسلمين والمسيحيين، والتى سوف تزداد حدتها فى المستقبل. وكشفت الوثيقة عن أن تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف إسرائيل السياسى لأن مصر المفككة والمقسمة إلى عناصر سيادية متعددة لن تشكل أى تهديد على إسرائيل بل ستكون ضمانًا للسلام لفترة طويلة.