في عام 1982 نشرت مجلة " كيفونيم" التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية، وثيقة بعنوان "إستراتيجية إسرائيلية للثمانينات". ولقد نشرت الوثيقة باللغة العبرية، وتم ترجمتها إلى اللغة العربية ذكرت فيه: ? في مصر توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون الأغلبية في مصر العليا، حوالي 8 مليون نسمة. وكان السادات قد أعرب في خطابه فى مايو من عام 1980 عن خشيته من أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة أى دولة لبنانية مسيحية جديدة في مصر ? والملايين من السكان على حافة الجوع نصفهم يعانون من البطالة وقلة السكن فى ظروف تعد أعلى نسبة تكدس سكاني في العالم . ? وبخلاف الجيش فليس هناك أي قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية. ? والدولة فى حالة دائمة من الإفلاس بدون المساعدات الخارجية الأمريكية التي خصصت لها بعد اتفاقية السلام . ? ان استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطي يجب ان أن يكون هدفا أساسيا من الدرجة الاولى اليوم.... ان المصريين لن يلتزموا باتفاقية السلام بعد إعادة سيناء، وسوف يفعلون كل ما في وسعهم لكي يعودوا الي أحضان العالم العربي، وسوف نضطر إلي العمل لإعادة الأوضاع في سيناء الى ما كانت عليه .... ? إن مصر لا تشكل خطرا عسكريا استراتيجيا على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلي، ومن الممكن إعادتها إلي الوضع الذي كانت عليه بعد حرب يونيه 1967 بطرق عديدة . ? إن أسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبددت في عام 1956 وتأكد زوالها في عام 1967 . ? إن مصر بطبيعتها وبتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هي بمثابة جثة هامدة فعلا بعد سقوطها، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتي سوف تزداد حدتها في المستقبل. إن تفتيت مصر الى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف إسرائيل السياسي في الثمانينات على جبهتها الغربية . ? ان مصر المفككة والمقسمة الي عناصر سيادية متعددة، على عكس ماهى عليه الآن، سوف لا تشكل أي تهديد لإسرائيل بل ستكون ضمانا للزمن والسلام لفترة طويلة، وهذا الامر هو اليوم متناول أيدينا . ? إن دول مثل ليبيا والسودان والدول الأبعد منها سوف لا يكون لها وجود بصورتها الحالية، بل ستنضم الى حالة التفكك والسقوط التى ستتعرض لها مصر. فإذا ما تفككت مصر فستتفكك سائر الدول الاخري، ان فكرة انشاء دولة قبطية مسيحية فى مصر العليا الى جانب عدد من الدويلات الضعيفة التى تتمتع بالسيادة الاقليمية فى مصر بعكس السلطة والسيادة المركزية الموجودة اليوم هى وسيلتنا لاحداث هذا التطور التاريخى. ان التفتت للبنان الى خمس مقاطعات اقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربى بما فى ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية . انتهت الوثيقة وهي تكشف أطماع إسرائيل التي لا تنتهي في مصر وخصوصا سيناء والتي ستظل الشغل الشاغل لها، ورغبتها في تقسيم مصر وتفكيكها بين المسلمين والأقباط. هذه الوثيقة صدرت في بداية حكم مبارك عندما كانت قوية مستقرة تبدأ مرحلة البناء بعد سنوات الحرب الطويلة وبداية عصر السلام والانفتاح، وهذا رأي إسرائيل في مصر فما بالك رأيها بعد ثلاثون عاما من حكم مبارك وتدهور الحالة الاقتصادية والصحية والتعليمية لنا. إن صرخات الثوار في مصر والتي تطالب بإلغاء معاهدة كامب ديفيد هي مخاطرة غير محسوبة العواقب في الوقت الحالي فالجيش في حالة ترتيب البيت من الداخل والحفاظ عليه والحفاظ علي الثورة أيضا من الثورة المضادة والتي تنتهز أي فرصة للقضاء عليها.. فأي جيش هذا يستطيع أن يدافع عن وطنه والبلد بها حالة عارمة من الفوضى والانهيار الاقتصادي ومن حالة انفلات أمني غير معروفة الأسباب.. فكما يقول المثل "صاحب بالين كذاب". إسرائيل وافقت علي المعاهدة لتحقيق الاستقرار داخليا حتى تستطيع بناء دولة قوية لها تأثير كبير داخل وخارج المنطقة ويكفي انها قامت بتصنيع أقمار صناعية علمية وتجسسية ناهيك عن سلاحها النووي، علي الجانب الآخر نحن لم نستفد من معاهدة السلام إلا في عدم الحرب مع إسرائيل لكن طوال السنين السابقة في النظام المخلوع لم نتقدم في أي مجال بل تخلفنا حوالي ثلاثين عاما.. لو أردنا الحرب مع إسرائيل كما ينادي البعض الآن يجب أن نحافظ على كامب ديفيد لأن الغائها هو بمثابة إعلان الحرب علي إسرائيل ولكن خلال السنوات القادمة يجب أن تتحول مصر إلي دولة قوية ومؤثرة كما كانت أيام عبد الناصر والسادات ثم ننظر بعد ذلك هل نستمر في الاتفاقية أم نعدلها أم نلغيها تماما. المجلس العسكري هو الحاكم الفعلي لمصر وهو من يقرر هل نلغي أم نعدل الاتفاقية فكفي ضغوضا عليه واجعلوه يحكم مصر بحكم الخبرة العسكرية والسياسية التي يتمتع بها وإلا فالشعب المصري لا يلومن الا نفسه.