هاجم الحاخام الإسرائيلي "نير بن آرتسي", المبادرة المصرية لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين, محذرا القاهرة من "عقاب مدمر", في حال لم تتراجع عن تحركاتها ضد إسرائيل. ونقل موقع "كيكار هشبات" العبري عن بن آرتسي قوله في عظته الأسبوعية :" إذا استمرت مصر في السعي لإقامة دولة فلسطينية على أجزاء من أرض إسرائيل، فسوف تتلقى عقابا قاسيا, سينزل الرب غضبه عليها, وسيدمرها في غضون ثلاثة أيام فقط", حسب زعمه. وتابع "نحن اليهود ننفذ إرادة الرب أكثر من كل شعوب العالم, لو سعت مصر أو أي دولة أخرى لأخذ ولو سنتيمتر واحد من الأرض المقدسة, سوف يصيبهم الرب بأمراض فتاكة، وينزل بهم ضربات مؤلمة جدا, كتلك التي أنزلها بمصر أيام فرعون". وسخر بن آرتسي من المبادرة المصرية, قائلا :" ليعطوا للفلسطينيين صحراء سيناء من العريش باتجاه مصر". وكان الكاتب الإسرائيلي أوري أفنيري, قال في مطلع يونيو الماضي إن الحديث عن تجاوب حكومة بنيامين نتنياهو مع المبادرة المصرية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين, مجرد خدعة. وأضاف أفنيري مؤسس حركة "كتلة السلام", في مقال له بصحيفة "جويش بيزنس نيوز" الإسرائيلية, أن المبادرة المصرية تعتمد على مبادرة السلام السعودية عام 2002، التي تبنتها الجامعة العربية، والتي تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من كافة الأراضي المحتلة، بما في ذلك الجولان والقدس الشرقية والقبول بدولة فلسطين، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وتابع " نتنياهو يفضل الموت ألف مرة قبل قبول مطلب واحد من الأمور السابقة", مشيرا إلى أنه استغل المبادرة المصرية لرفض الخطة الفرنسية الهادفة لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وبالتالي تجنب الضغوط الدولية على إسرائيل. واستطرد الكاتب, قائلا :" إن اتخاذ المبادرة المصرية ذريعة لرفض الخطة الفرنسية, يمثل وقاحة تستند على افتراض يدعو للسخرية, أن المرء يستطيع أن يخدع العالم طول الوقت". وفي السياق ذاته, قالت صحيفة "هآرتس" العبرية أيضا في مقال لها في 2 يونيو, إن التساهل الشكلى الذى يبديه بنيامين نتنياهو بشأن المبادرة, التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا, ليس سوى مناورة لكسب الوقت في ضوء تطورين قادمين يقلقان إسرائيل. وتابعت " نتنياهو يستغل المبادرة المصرية لإجهاض تقرير اللجنة الرباعية الدولية, المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط, وهو التقرير الذى سيوجه انتقادات شديدة لإسرائيل بسبب سياستها فى الضفة الغربية، لا سيما توسيع المستوطنات، والتي تقضي على حل الدولتين". واستطردت الصحيفة " أيضا, بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل, سيتم اتخاذ قرار فى الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى في مجلس الأمن الدولي". وخلصت إلى القول إن مصير المبادرة المصرية الأخيرة سيكون مثل سابقاتها من مبادرات السلام العربية والدولية, التي رفضتها إسرائيل صراحة, أو ماطلت في التجاوب معها وتلاعبت بها لكسب الوقت. كما قال المحلل السياسي الإسرائيلي "بن كاسبيت" كذلك إن تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرا للدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو, يعتبر "خيانة" للجهود المصرية الهادفة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف بن كاسبيت في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية في 28 مايو الماضي, أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أطلق خلال افتتاحه عددا من مشروعات الطاقة الكهربائية فى محافظة أسيوط، مبادرة خاطب فيها الإسرائيليين بأنه حال إقامة دولة فلسطينية فسوف تكون أمن وأمان وسلام واستقرار للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وسيدخل العرب مع إسرائيل في مرحلة جديدة من العلاقات التي "لن يصدقها أحد". وتابع " رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد على المبادرة السابقة بالخيانة, عبر تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع بحكومته, رغم مواقفه المتطرفة ضد الفلسطينيين والعرب". واستطرد بن كاسبيت, قائلا :" دبلوماسي أوروبي أبلغني أن المسئولين المصريين يستشيطون غضبا, ويشعرون أنهم تعرضوا للخيانة والخداع , حيث باع لهم نتنياهو قصة وفعل العكس". وأشار إلى أن القاهرة كانت ترغب في إقامة حكومة وحدة بين نتنياهو وإسحاق هرتسوج رئيس حزب العمل وزعيم تحالف "المعسكر الصهيوني"، لتسهيل التوصل لتسوية مع الفلسطينيين, إلا أن نتنياهو فعل العكس . وكان الرئيس المصري قال خلال خلال افتتاحه عددا من المشاريع التنموية بمحافظة أسيوط في 17 مايو الماضي:"إن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيجعل السلام القائم بين مصر وإسرائيل أكثر دفئا"، وأبدى استعداد بلاده لتقديم ضمانات لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بتحقيق الأمان والاستقرار. وأضاف أن هناك العديد من المبادرات العربية والدولية لإيجاد حل حقيقي للقضية الفلسطينية، ومصر تلعب دورًا رياديًا في تلك المبادرات، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية ستكون أكثر استقرارًا وسلامًا بحل الأزمة الفلسطينية. وتابع " لو استطعنا معا بإرادة وإخلاص حقيقي حل هذه المسألة وايجاد أمل للفلسطينيين وأمان للاسرائيليين ستكتب صفحة أخرى جديدة لا تقل بل قد تزيد على ما تم انجازه في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل". واستطرد الرئيس المصري "أقول للإسرائيليين وهم يسمعوني وأرجو أن تسمح القيادة الإسرائيلية بإذاعة خطابي هذا في إسرائيل مرة ومرتين: هناك فرصة حقيقية رغم عدم وجود مبررات من وجهة نظر كثيرين لتحقيق سلام في ظل الظروف الصعبة, التي تمر بها المنطقة". وأضاف " لو تحقق السلام فى المنطقة سيتغير وضع الشرق الأوسط الملتهب للأفضل, حل القضية الفلسطينية وإقامة دولتها السبيل الوحيد لتحقيق سلام أكثر دفئاً بين مصر وإسرائيل". وتابع الرئيس المصري " هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام في ظل وجود عدة مبادرات إقليمية ودولية، أهمها مبادرة السلام العربية والمبادرة الفرنسية للسلام". ووجه الرئيس المصري دعوة إلى الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم في ظل الخلافات القائمة بين حركتي فتح، وحماس, كما طالب القيادة والأحزاب في إسرائيل بالاتفاق على إيجاد حل للأزمة , مضيفا أن المقابل سيكون كل ما هو جيد وعظيم للأجيال الحالية والأحفاد القادمة. واستطرد الرئيس المصري, مخاطبا الإسرائيليين "حال إقامة دولة فلسطينية, فسوف تكون أمن وأمان وسلام واستقرار للجانبين, وسيدخل العرب مع إسرائيل في مرحلة جديدة من العلاقات التي لن يصدقها أحد، والتي سنرى فيها العجب".