قال المحلل السياسى الإسرائيلي باراك ربيد, إن حكومة بنيامين نتنياهو تستغل الجهود المصرية لإحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, لتفريغ مبادرة السلام العربية من مضمونها, وتعديلها بما يعكس التغيرات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة حاليا. وأضاف ربيد في مقال له بصحيفة "هآرتس", أن نتنياهو يرى الأوضاع الحالية في المنطقة في صالح إسرائيل, وأن هناك فرصة سانحة للالتفاف على الضغوط الدولية, عبر التجاوب الشكلي مع المبادرة العربية, التي ظهرت للوجود في 2002 . وتابع " نتنياهو يحاول التلاعب بالجهود المصرية لإلغاء مطلبين أساسيين في المبادرة العربية يتعلقان بإعادة السوري الجولان المحتل وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين". واستطرد الكاتب, قائلا :" نتنياهو يرى أن هذين المطلبين فات أوانهما, لأنهما طرحا قبل 14 عاما، ومنذ ذلك الحين, تغيرت أمور كثيرة فى الشرق الأوسط في صالح إسرائيل تستوجب تعديل المبادرة العربية, كى تعكس التغيرات الدراماتيكية, التى حدثت فى المنطقة منذ 2002 ". وخلص ربيد إلى القول إن نتنياهو يخدع الجميع, ولن يقبل بالمبادرة المصرية, وإنما يستغلها فقط لكسب الوقت, وإجهاض الضغوط الدولية الهادفة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وكانت "هآرتس" قالت أيضا في مقال لها في 2 يونيو, إن التساهل الشكلى الذى يبديه نتنياهو بشأن المبادرة, التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا, ليس سوى مناورة لكسب الوقت في ضوء تطورين قادمين يقلقان إسرائيل. وتابعت " نتنياهو يستغل المبادرة المصرية لإجهاض تقرير اللجنة الرباعية الدولية, المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط, وهو التقرير الذى سيوجه انتقادات شديدة لإسرائيل بسبب سياستها فى الضفة الغربية، لا سيما توسيع المستوطنات، والتي تقضي على حل الدولتين". واستطردت الصحيفة " أيضا, بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل, سيتم اتخاذ قرار فى الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى في مجلس الأمن الدولي". وخلصت إلى القول إن مصير المبادرة المصرية الأخيرة سيكون مثل سابقاتها من مبادرات السلام العربية والدولية, التي رفضتها إسرائيل صراحة, أو ماطلت في التجاوب معها وتلاعبت بها لكسب الوقت. وكان المحلل السياسي الإسرائيلي "بن كاسبيت", قال أيضا إن تعيين أفيجدور ليبرمان وزيرا للدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو, يعتبر "خيانة" للجهود المصرية الهادفة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف بن كاسبيت في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية في 28 مايو الماضي, أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أطلق خلال افتتاحه عددا من مشروعات الطاقة الكهربائية فى محافظة أسيوط، مبادرة خاطب فيها الإسرائيليين بأنه حال إقامة دولة فلسطينية فسوف تكون أمن وأمان وسلام واستقرار للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وسيدخل العرب مع إسرائيل في مرحلة جديدة من العلاقات التي "لن يصدقها أحد". وتابع " رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد على المبادرة السابقة بالخيانة, عبر تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع بحكومته, رغم مواقفه المتطرفة ضد الفلسطينيين والعرب". واستطرد بن كاسبيت, قائلا :" دبلوماسي أوروبي أبلغني أن المسئولين المصريين يستشيطون غضبا, ويشعرون أنهم تعرضوا للخيانة والخداع , حيث باع لهم نتنياهو قصة وفعل العكس". وأشار إلى أن القاهرة كانت ترغب في إقامة حكومة وحدة بين نتنياهو وإسحاق هرتسوج رئيس حزب العمل وزعيم تحالف "المعسكر الصهيوني"، لتسهيل التوصل لتسوية مع الفلسطينيين, إلا أن نتنياهو فعل العكس . وكان نتنياهو وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف ليبرمان وقعا في 25 مايو اتفاقا لانضمام حزب الأخير إلى الائتلاف الحكومي، ليصبح سادس حزب في الائتلاف الذي شكله نتنياهو. وسيعطي الاتفاق بين حزبي الليكود, و"إسرائيل بيتنا", نتنياهو خلال فترة ولايته التي تستمر أربع سنوات، سيطرة على 67 من مقاعد الكنسيت, البالغ عددها 120 مقعدا، بدلا من 61 مقعدا حاليا. وقال نتنياهو في مراسم التوقيع التي أجريت في الكنيست الإسرائيلي :"إنه منذ تشكيل الحكومة قبل نحو عام أكدت مرة تلو أخرى أنني أعتزم توسيع الائتلاف الحكومي.. إسرائيل تحتاج إلى استقرار حكومي بغية التعامل مع التحديات وانتهاز الفرص، لهذا السبب أرحب بانضمام أفيجدور ليبرمان وأعضاء حزبه كشركاء جدد في الحكومة".