إطلاق غرفة عمليات لمتابعة مشاركة المرأة في جولة الإعادة بالدوائر ال19 الملغاة    «تكنولوجيا وقيادة وإدارة».. «الري» تؤسس جيلا جديدا لإدارة منظومة المياه    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي ومفتي الجمهورية ومحافظين السابقين وقائد الجيش الثاني الميداني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد العباسي    وفقا لآخر تحديث لأسعار الذهب اليوم.. سعر عيار 24 يسجل 6874 جنيها    الزراعة تطلق أول مختبر حي لسلسلة قيمة القمح بأحدث التقنيات العالمية في الإرشاد الزراعي    السياحة تنظم قافلة ترويجية كبرى في السوق الصيني ببكين وشنغهاي    النقل تناشد المواطنين المشاركة لمنع ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة    أنشطة وزارة الإسكان خلال الفترة من 20/12/2025 حتى 25/12/2025.. فيديو جراف    غداً.. فصل التيار عن 9 مناطق بمركز بيلا في كفر الشيخ    وزير دفاع إسرائيل: أصدرت تعليمات التحرك بقوة ضد قباطية بلدة مُنَفذ عملية بيسان    الكرملين يكشف عن اتصالات روسية أمريكية حول أوكرانيا بعد محادثات دميترييف في ميامي    كوريا الشمالية تعلن خطة لتوسيع إنتاج الصواريخ وتعزيز قدراتها العسكرية في 2026    رئيس وزراء السودان: اللقاءات مع الجانبين المصري والتركي كانت مثمرة    تركيا: اعتقال مشتبه به ينتمي ل "داعش" كان يخطط لشن هجوم في رأس السنة الجديدة    غارات مفاجئة على لبنان.. إسرائيل تبرر وتصعيد بلا إنذار    الحكومة اليابانية تقر ميزانية دفاع قياسية بهدف ردع الصين    مجموعة مصر بأمم أفريقيا، التشكيل الرسمي لمباراة أنجولا وزيمبابوي    أمم أفريقيا 2025| مدرب تونس: جهزنا لمواجهة نيجيريا جيدًا.. ونسعى لمواصلة الانتصارات    بمشاركة 60 ألف متسابق.. وزير الرياضة يطلق إشارة البدء لماراثون زايد الخيري    اتحاد السلاح يستعين بخبير بولندي لتبادل الخبرات الفنية في سلاح السيف    ضبط متهم بالنصب على المواطنين والاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني في المنيا    حبس موظف 4 أيام بتهمة تصنيع الأسلحة والذخائر داخل منزله بقنا    اختل توازنه.. كواليس مصرع طفل سوداني سقط من علو بالطالبية    ضبط 5 طن دقيق مجهول المصدر وتحرير 214 محضر تمويني بالمنوفية    ضبط قضايا إتجار غير مشروع فى العملات الأجنبية بقيمة تتجاوز 3 ملايين جنيه    تحسن صحة محمود حميدة وخروجه من المستشفى.. ويستعد لطرح فيلمه الجديد "الملحد" الأربعاء المقبل    بعد 25 عاما.. إنعام محمد علي تكشف أسرار اختصار مسلسل أم كلثوم في 4 سهرات    بعد مغادرته المستشفى، تفاصيل الحالة الصحية للفنان محمود حميدة    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    أسباب انتشار مشاكل الجهاز التنفسي العلوي والسفلي بين الأطفال في الشتاء    خطوات هامة لسلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع اللجنة العليا للمسئولية الطبية    الرعاية الصحية تعلن قيد جمعية الخدمات الاجتماعية للعاملين بالهيئة رسميا بوزارة التضامن    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    القاهرة الإخبارية: غارات مفاجئة على لبنان.. إسرائيل تبرر وتصعيد بلا إنذار    افتتاح 3 مساجد بعد الإحلال والتجديد بسوهاج    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    تعزيز الوعى الصحى لطلاب جامعة القاهرة.. فعالية مشتركة بين طب قصر العينى والإعلام    باكستر: جنوب إفريقيا فرصتها أكبر في الفوز على مصر.. ونجحت في إيقاف صلاح بهذه الطريقة    زامبيا وجزر القمر في مهمة الأهداف المشتركة ب أمم أفريقيا 2025    «شيمي»: التكامل بين مؤسسات الدولة يُسهم في بناء شراكات استراتيجية فعّالة    وزارة الخارجية ووزارة الاتصالات تطلقان خدمة التصديق علي المستندات والوثائق عبر البريد    نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد العباسي ببورسعيد (بث مباشر)    تحذير رسمي من وزارة الزراعة بشأن اللحوم المتداولة على مواقع التواصل    مدير دار نشر: معرض القاهرة للكتاب لا يزال ظاهرة ثقافية عالمية    مجلس جامعة القاهرة يعتمد ترشيحاته لجائزة النيل.. فاروق حسني للفنون ومحمد صبحي للتقديرية    قوات الاحتلال تعتقل فلسطينيين وتغلق بوابات لعرقلة المرور    رخصة القيادة فى وقت قياسى.. كيف غير التحول الرقمي شكل وحدات المرور؟    مخالفات مرورية تسحب فيها الرخصة من السائق فى قانون المرور الجديد    متحدث الوزراء: مشروعات صندوق التنمية الحضرية تعيد إحياء القاهرة التاريخية    مباراة مصر وجنوب أفريقيا تتصدر جدول مباريات الجمعة 26 ديسمبر 2025 في كأس أمم أفريقيا    تفاصيل جلسة حسام حسن مع زيزو قبل مباراة مصر وجنوب إفريقيا    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزمر: أؤيد المصالحة مع الدولة
نشر في المصريون يوم 05 - 07 - 2016

أكد الشيخ عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، تأييد الجماعة لفكرة المصالحة الشاملة مع الدولة، لإنهاء حالة الصراع القائمة، باعتبار أن الوطن بحاجة إلى من يأخذ بيده من محنته، وأن سقوط الدولة في الوقت الحالي معناه الفوضى الهدامة.
وعن وضع جماعة الإخوان، شرط عودة الدكتور محمد مرسي مقابل المصالحة مع الدولة، قال الزمر فى حوار له مع "المونيتور": "إذا تمسكت جماعة الإخوان بعودة الدكتور محمد مرسي للحكم مرة أخرى فلا جدوى من الدخول في أي مفاوضات، فلا يعقل أن يكون الدكتور مرسي مرتدياً للبدلة الحمراء، وفريق من الإخوان ما زال يطالب بعودته" .
ورأى الزمر"، أن الرئيس الأسبق محمد مرسى انتهت ولايته بعزله في 3 من يوليو عام 2013، وبدأت مرحلة جديدة تعيشها الدولة المصرية، وحتى الفريق الذي يرى ضرورة استكمال فترة ولاية الدكتور مرسي كاملة، فهذه أيضاً انتهت في 30 يوينو من هذا العام.
وأضاف: "وما يشغلنا الآن هو كيفية إخراج الدكتور محمد مرسي من السجن، وإسقاط كافة التهم الصادرة ضده، وهذا أعتبره شرطاً أساسياً للمصالحة مع الدولة".
وهاجم الزمر بشدة القيادة الحالية لجماعة الإخوان، قائلاً: أرهقت حلفاءها، ولم تلتفت إلى نصائحنا وضربت بها عرض الحائط،، واتسم منهجها بالاستعلاء على الرفاق، وإقصاء الآخرين، ولا تصلح لتمثيل التيار الإسلامي في أي مفاوضات سياسية محتملة.
وفيما يلى نصر الحوار..
المونيتور: دٌشن "التحالف الوطني لدعم الشرعية" بعد سقوط حكم الإخوان مباشرة بهدف عودة الرئيس الأسبق محمد مرسي للحكم مرة أخرى" ..وبعد مضي ما يقارب الثلاث سنوات ..أين يقف التحالف الآن؟
الزمر: في الحقيقة، وللأسف الشديد، جماعة الإخوان المسلمين "انسلخت" من التحالف، وإنتقلت إلى مايسمى ب "المجلس الثوري"، وأصبح حضورها في التحالف قليلاً جداً، حيث تخلفت كثيراً عن حضور الإجتماعات، وخفضت من مستوى التمثيل به، مما كان له أثر سلبي على التحالف.
وأعتقد أن جماعة الإخوان وجدت بُغيتها في المجلس الثوري، لذلك لم تعد تبالي بشركاء تحالف دعم الشرعية.
المونيتور: شهدت الفترة الماضية شد وجذب بين الجماعة الإسلامية والإخوان خاصة بعد تصريحات نائب المرشد العام للإخوان التي حمَّل فيها الجماعة الإسلامية مسؤولية العنف خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك .. لماذا تدهورت العلاقات بين الجماعة والإخوان بهذا الشكل ؟
الزمر: للأسف، هجوم القيادة الحالية للإخوان على الجماعة الإسلامية، لم يكن الأول من نوعه، لقد سبق وهاجم بعض قادة الإخوان الجماعة الإسلامية، والهجوم الأخير من نائب المرشد العام للإخوان، إبراهيم منير، في مجلس العموم البريطاني، هدفه إلقاء المسؤولية على الجماعة الإسلامية وتبرئة أنفسهم، وهو أمر غير مقبول، وغير مبرر، ويؤكد أن القيادة الحالية للإخوان لا تصلح لتمثيل الفصائل الأخرى في أي مفاوضات سياسية محتملة .
لقد أرهقت القيادة الحالية لجماعة الإخوان حلفائها، فلم تلتفت إلى نصائحنا وضربت بها عرض الحائط، بالرغم من ثبوت صحة هذه النصائح واقعياً، كما أن المشكلة الجوهرية، تكمن في منهج الجماعة الذي يعتمد على الإستعلاء على الرفاق، وإقصاء الآخرين، وأظن أنها أحد الأسباب الرئيسية التي تسببت في سقوط حكم الإخوان بشكل سريع .
المونيتور: طالبت بتجميد العلاقات مع القيادة الحالية لجماعة الاخوان بسبب الهجوم "سراً وعلانية" على الجماعة الاسلامية، على أن يتم التأسيس لعلاقات سليمة بينكما ...ما هي آليات بناء علاقات قوية مع الاخوان؟ وما شروط الجماعة لإقامة تلك العلاقات ؟
الزمر: بالفعل، اقترحت على الجماعة الاسلامية تجميد العلاقات مع القيادة الحالية لجماعة الإخوان، بسبب ما ذكرته سابقاً، من هجوم قادة الجماعة علينا سراً وعلانية، واستعلاءهم، ورغبتهم في البقاء في "معسكر المجلس الثوري"، مع البقاء على نصرة المظلومين منهم كغيرهم من النشطاء السياسيين الذين ندافع عنهم .
وأكبر دليل على استعلاء الإخوان على الرفاق، أنهم لم يعتذروا على ما بدر من ابراهيم منير، إلا بعد الدعوة لتجميد العلاقات معهم .
وهذا الطرح جاء لصلب قناعاتي، أن القيادة الحالية للإخوان فشلت في إدارة المرحلة، ورفضت تقويم التجربة الماضية – حكم مصر- ورفضت حتى الإفصاح للحلفاء عن رؤيتها المستقبلية بشأن أزمتها في مصر، هذا إن كان لديها رؤية بالفعل. فلا يعقل أن نسير وراء قيادة دون أن نعرف تصورها المستقبلي، وهو ما دعاني لتقديم هذا الإقتراح على المجلس الذي هو معني بالنظر وإتخاذ القرار .
وأؤكد لك أنه لا يمكن أن تقام علاقات سليمة بين الجماعة الإسلامية والإخوان في ظل هذه الأزمات، واذا تغلبت الجماعة عليها – وأظن أنها لن تستطيع- سنفكر وقتها في التعامل معها.
المونيتور: كيف ترى الخلافات داخل جماعة الإخوان نفسها؟ هل أخفقت الجماعة في تطوير ذاتها وتغيير آلياتها عقب سقوطها في 3 يوليو ؟
الزمر: الخلافات داخل جماعة الإخوان أصبحت واضحة للعيان، وللأسف الشديد، هذه الخلافات إنعكست على التحالف، وأثرت عليه كثيراً، وأضعفت من أداؤه، وأعتقد أن سبب الخلافات الداخلية للجماعة يعود إلى فشل القيادة الحالية في تحقيق أهدافها – العودة للحكم- وإصطدامها بالواقع، ورفضها لفكرة تقويم نفسها، أو قبولها لأي حلول لرأب الصدع، خاصة التي عرضها بعض السادة العلماء، ومنهم الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أطلق مبادرة، دعا فيها الإخوان إلي إعادة تشكيل مجلس الجماعة ومكتبها.
وأكبر دليل على وجود خلافات جوهرية داخل الجماعة، أن شرط عودة الدكتور محمد مرسي للحكم، ليس محل اتفاق بينهم حتى الآن، على الرغم من خطورة الموقف، فلا يعقل أن يكون الدكتور مرسي مرتدياً للبدلة الحمراء، وفريق من الإخوان ما زال يطالب بعودته، ويناقش استكمال ولايته ثلاث سنوات جديدة !!
المونيتور: اتهمت بعض المواقع التابعة للإخوان الجماعة الاسلامية بأنها تعقد صفقات مع النظام الحالي للتخلي عنها والإنسحاب من التحالف ...ما حقيقة ذلك ؟
الزمر: هذا الإتهام باطل، وليس له أي أساس من الصحة، ونحن كجماعة اسلامية تحملنا فشل الإخوان بالرغم من إختلافنا معهم في طريقة إدارة الدولة إبان حكم الدكتور مرسي، ونصحناهم بإخلاص ولكنهم لم يستجيبوا، ويكفي للتدليل على بطلان هذا الإتهام وفاة الشيخ عصام دربالة داخل السجن، وبعض قيادات الجماعة ومن بينهم الشيخ عزت السلاموني، ولا زال العديد من القيادات داخل السجون من بينهم الدكتور صفوت عبد الغني و الشيخ مصطفى حمزة والشيخ علاء ابو النصر، وغيرهم، حتى أن السلطات المصرية لم تسمح لي بالسفر لأداء فريضة الحج والعمرة للعام الرابع على التوالي ، وبالتالي الحديث عن وجود صفقات مع الدولة، غير صحيح جملة وتفصيلاً .
المونيتور: طالبت قوى سياسية ونواب بمجلس النواب بالمصالحة مع التيار الاسلامي وإعادة إنخراطه في المجتمع مرة أخرى.. هل تؤيد الجماعة الاسلامية المصالحة مع الدولة؟ وما هي شروطها ؟
الزمر: نؤيد تماماً لفكرة المصالحة الشاملة مع الدولة، المصالحة التي تنهي نهائياً على حالة الصراع القائمة، لأن الوطن بحاجة إلى من يأخذ بيده من محنته، ويعبر به إلى أفاق المستقبل بإجماع وتوافق شعبي .
ثم أننا ومن الواجب علينا أن نفصل تماما بين الدولة المصرية وبين النظم الحاكمة التي تأتي وترحل، وهذا الفصل يدعو الى الوقوف الى جوار الدولة المصرية ومؤسساتها والحيلولة دون سقوطها حتى لو بقى النظام السياسي "غير المرضي عنه"، لحين إجراء الإصلاح من خلال الآليات المشروعة المتضمنة لإنفاذ الإرادة الشعبية عن طريق الصندوق الانتخابي، لأن سقوط الدولة في الوقت الحالي معناه الفوضى الهدامة التي تضيع فيها الحقوق وتهدر فيها الدماء وتزهق فيها الأرواح بلا مبرر .
ونحن كجماعة اسلامية ندعم أي حل سياسي عادل يقوم على إنصاف المظلومين، من أبناء الوطن جميعهم سواء الاخوان أو رجال الشرطة أو الجيش أو المدنيين، مع مشاركة الجميع في بناء وطنهم دون اقصاء، وفق رؤية مستقبلية واضحة المعالم.
المونيتور: هل تضع الجماعة الاسلامية عودة الدكتور محمد مرسي شرطاً للمصالحة ؟
الزمر: في تقديري الشخصي، أن الدكتور محمد مرسي، انتهت ولايته بعزله في 3 من يوليو عام 2013، وبدأت مرحلة جديدة تعيشها الدولة المصرية، وحتى الفريق الذي يرى ضرورة استكمال فترة ولاية الدكتور مرسي كاملة، فهذه أيضاً انتهت في 30 يوينه من هذا العام .
وما يشغلنا الآن هو كيفية إخراج الدكتور محمد مرسي من السجن، وإسقاط كافة التهم الصادرة ضده، وهذا أعتبره شرطاً أساسياً للمصالحة مع الدولة .
المونيتور: وماذا ستفعل الجماعة الإسلامية إذا وضعت جماعة الإخوان عودة الدكتور محمد مرسي للحكم شرطاً للمصالحة ؟
الزمر: على جماعة الإخوان أن تعي جيداً أنه إذا تمسكت بعودة الدكتور محمد مرسي للحكم مرة أخرى، فلا جدوى فى الدخول في أي مفاوضات مستقبلية مع الدولة، والجماعة الاسلامية ستعتمد في اتخاذ قرارها على مجلس الشورى والجمعية العمومية فقط .
المونيتور: تحدث البعض عن مبادرة وشيكة للجماعة الإسلامية مع النظام الحالي تقتضي الإفراج عن قادتها بالسجون وعودتها للمشاركة السياسية مقابل انسحابها من تحالف دعم الشرعية الذي يقوده الإخوان ....هل الجماعة بصدد إجراء مبادرة مع النظام الحالي؟
الزمر: لا توجد أي مبادرات مع الدولة، هذه مجرد شائعات، لا صحة لها على الإطلاق.
المونيتور: ما حقيقة وجود خلافات داخل الجماعة الإسلامية خاصة بعد أن طرح الشيخ عاصم عبد الماجد تأسيس "حلف الفضول" الذي لا يضع عودة الرئيس الأسبق محمد مرسي للحكم على رأس أولوياته ؟
الزمر: لا صحة لوجود أي نزاعات داخل الجماعة الإسلامية، والإختلاف وهو أمر طبيعي، ودليل على الديمقراطية، فالجماعة الإسلامية لها مؤسساتها وهما مجلس الشورى والجمعية العمومية، وحزب البناء والتنمية له مؤسساته المستقلة أيضاً وهم المكتب السياسي والهيئة العليا والأمانة العامة و الجمعية العمومية، فإذا تقدم أحد أعضاء الجماعه أو الحزب بإقتراح، يتم عرضه على الجهة المعنية بإتخاذ القرار، وإذا تمت الموافقة عليه صار المقترح راياً رسمياً للحزب أو للجماعة، أما إذا لم يلق قبولاً فيظل رأياً شخصياً لحامله، وليس لدينا أي مشكلة في طرح الرؤى السياسية او المقترحات سواء داخل الجماعة او الحزب خاصةً وأن الجميع يلتزم بما وصلت إليه الرؤية النهائية للحزب أو للجماعة .
المونيتور: تأسست الجماعة الاسلامية بهدف الجهاد المسلح منذ السبيعنيات ثم أجرت عدة مراجعات وأعلنت خوضها المسار السلمي عقب ثورة 25 يناير لتحقيق أهدافها بالمشاركة السياسية ...ما هى هذه المراجعات ولماذا تراجعت الجماعة عن العنف؟
الزمر: الجماعة الاسلامية لم تتراجع عن العنف، لإنه لم يكن منهجماً منذ نشأتها، تحن جماعة دعوية سلمية، ولكننا تعرضنا لظلم بين في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، لقد تعرض العديد من قادتها للإغتيال، وتعرض أعضائها للإعتقال، وأقُتحمت مساجدها، وانُتهكت حرمات منازل أعضائها، مما دفع بعض أعضائها إلى حمل السلاح - وهو استثناء من الأصل .
لكن بعد مرورمدة من الصراع استغلها نظام مبارك في تشويه صورة الإسلام، وإلصاق صفة الإرهاب به، وهو بريء من ذلك، بادرت القيادات التاريخية للجماعة من منطلق شرعي ورؤية واقعية بإطلاق مبادرة وقف العنف عام 1997، حتى تعود الجماعة إلى وضعها الطبيعي الدعوي السلمي كما كان، وبعد ثورة 25 يناير عام 2011، إتجهت الجماعة إلى تأسيس حزب سياسي يحمل "البناء والتنمية" وحصلت على ترخيصه بحكم قضائي، وتم بناء مؤسسات الحزب واختيار قياداته عبر إجراء انتخابات حرة نزيهة، ليؤدي دوره برؤية سياسية تتسم بالحكمة والموضوعية والوعي بمجريات الأحداث وذلك في إطار من الدستور والقانون .
المونيتور: ولماذا لم تبادر قادة الجماعة بطرح مبادرة على الدولة كما حدث في التسعينيات ؟
الزمر: كما قلت من الممكن أن ندعم أي مبادرة، أو نقبل أي مبادرة للمصالحة مع الدولة، ونحن على أتم الاستعداد لذلك .
المونيتور: تواجه الدولة عدة تحديات على رأسها الجماعات المسلحة في سيناء، التي تبيح دماء رجال الجيش والشرطة والمدنيين ..كيف ترى ذلك ؟
الزمر: أثناء ولاية الدكتور محمد مرسي، كانت هناك فرصة حقيقة للحل الشامل لمشكلة سيناء، حل لا يقتصر على الجانب الامني فقط، بل يعتمد على التنمية المجتمعية، وإنهاء مشكلة التهميش لأهالي سيناء الذين كانو محرومين من حق تملك الأراضي، وحق التعيين في وظائف هامة كضباط الجيش والشرطة والقضاء، لأن هذه الأمور هامة جداً، ولا تقل أهمية عن الحلول الامنية .
في الحقيقة أن النظام السياسي الحالي، بدأ مؤخراً في الاهتمام بحل مشاكل سيناء وإقامة المشروعات التنموية، ولكن حتى الآن لم تظهر أي نتائج لجهود بذلت في هذا الصدد .
وأتمنى أن تنتهي حالة الصراع في سيناء سريعاً، خاصةً وأن هذا الصراع يضر بمقدرات الوطن ويهدر الدماء المعصومة (من الجيش والشرطة والمواطنين) على أرض سيناء الحبيبة التي ضحى جيل أكتوبر بدمائه الزكية من اجل تحريرها .
المونيتور: هل تلك الجماعات تدعم من الاخوان أو من أي جهات خارجية ؟
الزمر: هذا الأمر يحدده القضاء المصري فقط، والتحقيقات التي تجرى في هذا الأمر .
المونيتور: هل ترى أن تيار الاسلام السياسي وتحديداً الإخوان انتهت شعبيته فى الشارع المصري ؟
الزمر: جماعة الإخوان، جماعة كبيرة، ولها مجهودات ضخمة في العمل الخيري، ولا أحد ينكر ذلك، ويشعر المجتمع حالياً بهذا الفراغ التي تركته، بعد توقف أنشطتها، ويكفي أن أقول أن ما يسمى بشنطة رمضان التي كان يقوم بها الإخوان لدعم الفقراء قد تأثرت كثيراً حتى إن بعض مؤسسات الدولة أسرعت في محاولة منها لسد هذا الفراغ بتوزيع كميات كبيرة من هذا الدعم على المواطنين في المناطق الشعبية الفقيرة .
وكما قلت أرفض فكرة استبعاد اعضاء الاخوان أو تيار الاسلام السياسي، من مؤسسات الدولة، لأن ذلك فيه ظلم وقطع للأرزاق، ولو أن هذا المبدأ تم اعتماده لصار كل فريق يصل الى السلطة يستبعد الآخرين من مؤسسات الدولة، وهذا لا ينبغي أن يحدث.
المونيتور: هل تتوقع أن تنفذ الدولة أحكام الإعدام ضد قيادات الإخوان بعد إنتهاء مراحل التقاضي ؟
الزمر: في تقديري أن أحكام الإعدام تمثل في حد ذاتها مشكلة أمام الحكومة، حيث أنها تصنع شهداء وتفتح أبواب شر وصراعات، وتغلق أبواب حل الأزمات. وبالتالي أتصور أن محكمة النقض بما لديها من فهم قانوني وحكمة قضائية، ونظرة واقعية، يمكنها أن ترفع الحرج عن الحكومة وتلغي أحكام الإعدام من تلقاء نفسها، خاصة وأن معظم الإتهامات هي التحريض على العنف، وهو أمر في حقيقته لا يتفق مع منهج الاخوان.
المونيتور: بعد مرور ثلاث أعوام على سقوط حكم الإخوان...كيف ترى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ؟ وهل ترى إنه مازال متمتعاً بشعبيته التي جاء بها للحكم ؟
الزمر: أرى أن هذه الفترة فترة دقيقة وحساسة والصعوبات والمشكلات تتزايد بالرغم من وجود جهود كبيرة لحلها، فالمصريون يرون تدشين العديد من المشروعات العملاقة، ولكن يعيبها أنها ليست ذات عائد مباشر عليهم، وكان من الصواب أن تكون ضربة البداية مركزة على المشروعات المتوسطة والصغيرة ذات العائد السريع على دخل المواطن، الذي يعاني الكثيرمن ارتفاع تكاليف المعيشة، ولم يشعر بتحقيق الطموحات التي وعد بها الرئيس منذ عامين، في مجال تحسين دخل المواطن.
لقد كتبت مقالاً في مرحلة ماضية تحت عنوان (الشعبيه لا تدوم) حذرت فيه من الإغترار بالشعبية، اذ إنها تتناقص مع الممارسة، وهذا ماحدث بالفعل أن شعبيه الرئيس عبد الفتاح السيسي قد تناقصت بشكل واضح حيث إنتقل كثير من مؤيديه الى معسكر معارضيه .
ولكن تبقى أمامه الفرصة سانحة فيما تبقى من فترة ولايته أن يعيد ترتيب الأولويات ليكون على رأس القائمة قضية الصلح مع الله التي تتضمن إنصاف المظلومين وإقامة العدل ومحاسبة المفسدين، وكما ذكرت من قبل، أرى أهمية العمل على عقد المصالحة الوطنية وإعادة اللحمة إلى طوائف الشعب لتكون يداً واحدة كما كانت في 25 يناير مع استكمال طموحات وأهداف هذه الثورة المتمثله في توفير عيش وتطبيق الحرية والعدالة الاجتماعية، ولاشك أن هذا أمر ميسور اذا خلصت النوايا و عزمنا جميعاً على النهوض بهذا الوطن ليكون في مصاف الدول الكبرى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.