الدموع التى تنزل على الخدود تلسعها.. وتحفر فيها أخاديد تجرى فيها الأنهار.. تلك الدموع التى تحرق القلوب قبل أن تحصدها.. هل يصدق أحدنا أنها دموع تماسيح؟ دموع ماء؟ دموع تمثيل؟ دموع تسول؟ دموع بزنسة؟ تلك الدموع التى تلفح وجهك بها عشرات الإعلانات التى تروج للتبرع لمستشفيات السرطان وأمراض الكبد المنتشرة فى ربوع مصر..بداية من مستشفى 7575 ومستشفيات السرطان فى الصعيد ومستشفى بهية وغيرها. هذه الإعلانات التى تعتمد على ترويع المشاهدين وتهديدهم نفسيًا.. بداية من مضمون الإعلان واللغة المكتوب بها وطريقة الأداء المحترفة سواء من الأطفال أو الفنانين الكبار الذين يبدون ألمهم وتعاطفهم حتى يخال المشاهد أن الفنان مقدم الإعلان تبرع بكل ما فى جيبه.. ولا يتخيل ذلك المشاهد الغلبان أن النجم المروج للإعلان قد حصل على مبالغ طائلة هذه المبالغ تكفى لشفاء مئات المرضى الذين يتسولون باسمهم، ولى شخصيًا بعض الأصدقاء الفنانين قاموا بالتمثيل فى بعض هذه الإعلانات حصلوا على أجورهم.. لأنه بالنسبة لهم عمل كأى عمل.. دور كأى دور. أما ما لفت انتباهى فى إعلان مستشفى "بهية".. وبهية اسم السيدة التى تبرعت بالمنزل الذى تحول لمستشفى لعلاج سرطان الثدي.. الإعلان.. يبث الرعب فى قلوب النساء حيث يؤكد الإعلان أن امرأة من أصل ثلاث مصابة بسرطان الثدي.. أى إرهاب نفسى هذا؟ من أجل جنى أكبر قدر من المال لا توعية النساء بخطورة الموقف فقط!. كما ضايقنى إعلان آخر يقارن بين أسرة تبذل قصارى جهدها لتربية وتعليم أولادها بشكل محترم وأسرة لا تجد ما تعالج بها أولادها المرضى.. إنها مقارنات غير عادلة تخلق بين المصريين الحنق والحقد والجفاء.. أين تذهب أموال هذه التبرعات التى لا يعلم عددها إلا الله؟ أين تذهب جنيهات الغلابة وأموال أصحاب القلوب الرهيفة الذين يبكون لرؤية المرضى والمعوزين؟ كتب أحد الأصدقاء على صفحته بالفيس بوك يقول: " كان لى صديق مهندس الكترونيات شغال فى مستشفى 5757 ووجدت أن مرتبه عال جدا واللى شغالين معاه راكبين عربيات آخر حاجة استفسر فوجد أن فلوس التبرعات بتتوزع على اللى شغالين فى المستشفى وأنه ما شفش فى خلال الفترة اللى اشتغلها مريض واحد تم شفاؤه . صديقى كره نفسه وترك المستشفى وهو الآن بروفسير فى جامعة بنيويورك". انتهى كلام الصديق على صفحته بالفيس بوك.. كما أننى تمر على حالات صعبة من مرضى السرطان يأتون إلينا فى الجريدة طلبًا للمساعدة.. ومع قلة الإمكانيات أطلب منهم وأؤكد لهم أن مستشفيات علاج السرطان مجانًا.. وأسألهم ببراءة.. فيجيبون بأسى.. الكالونة بنشتريها على حسابنا يا أستاذة! أسئلة مشروعة: أين تذهب هذه الأموال التى يأتى معظمها من جيوب الغلابة والصدقات والزكوات؟ ولماذا تحصل الشركات المعلنة ما قيمته 50% من التبرعات التى تأتى من خلال الإعلانات التى تبثها؟ ولماذا لا يتنازل الفنان المؤدى للإعلان عن أجره المبالغ فيه دائمًا بدلاً من المتاجرة بآلام هؤلاء البؤساء؟