جددت جماعة الإخوان المسلمين، اليوم الاثنين، موقفها الرافض لإجراء مصالحة مع النظام، مشددة على أنها ماضية فى مسيرتها مع كل المخلصين للوطن لإسقاط ما أسمته "الانقلاب"، والقصاص العادل، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى للواقعة المعروفة إعلاميًا ب"شقة أكتوبر"، بحسب بيان. وواقعة شقة أكتوبر (فى إشارة إلى مدينة 6 أكتوبر)، تعود إلى 14 رمضان من العام الماضي، حين قتلت الشرطة 9 من قيادات الجماعة كانوا مجتمعين لدعم أهالى الشهداء والمصابين. وآنذاك أعلنت الداخلية أنها تعرضت لإطلاق النار من قبل الإخوان، أثناء القبض عليهم، فى حين أكدت الجماعة فى بيانات رسمية وتصريحات لقياديها أن الضحايا كانوا عزلا، وأنهم قتلوا بدم بارد بعدما تم التحفظ عليهم وأخذ بصماتهم. وقال المتحدث الإعلامي للجماعة محمد منتصر، فى بيان اطلعت عليه "المصريون": "عام مر على مذبحة أكتوبر، التي قتلت الشرطة فيها 9 من خيرة أبناء هذا الوطن من رجال الإخوان المسلمين برصاص الغدر والخيانة فى نهار رمضان، إذ اعتقلوهم ثم أوثقوهم وقتلوهم بدم بارد وهم عزل". وأضاف منتصر: "عام مر على قتل 9 من أبناء وقيادات جماعة الإخوان الذين حملوا هم الوطن والدعوة والثورة وأسر المعتقلين والشهداء، لم ولن تسقط الجريمة بالتقادم"، متابعًا: "رغم عظم المصاب وفراق أحباب قادوا جماعتنا فى وقت عصيب إلا أننا لن نخون ولن نبيع ولن نرضخ". وأكدت الجماعة فى بيانها أنها "ماضية فى مسيرتها مع كل المخلصين للوطن لإسقاط النظام، والقصاص العادل ممن قتل واعتقل خيرة أبناء الوطن، وممن باع الأرض وأفقر المصريين"، مشددة: "ونؤكد أن أبناء الجماعة، وأسر الشهداء لن يسمحوا لكائن من كان أن يعقد أى صفقات أو مصالحات على الدماء". وتشهد جماعة الإخوان المسلمين، حاليًا، خلافات داخلية، وصلت ذروتها ديسمبر الماضي، عقب إعلان مكتب الجماعة فى لندن، إقالة المتحدث محمد منتصر (اسم حركى مقيم داخل مصر)، من مهمته كمتحدث إعلامى باسم الجماعة، وتعيين طلعت فهمى متحدثًا جديدًا بدلًا منه. وشهدت مصر منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى فى 3 يوليو 2013، مبادرات محلية ودولية لحلحلة الأزمة الداخلية والمصالحة بين النظام الحالى وعلى رأسه الرئيس عبدالفتاح السيسى من جانب، والإخوان المسلمين من الجانب الآخر. ومؤخرًا، قال المستشار مجدى العجاتي، وزير الشئون القانونية ومجلس النواب، فى حوار صحفى إنه "لا مانع من التصالح مع أفراد الإخوان ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء"، وهو الأمر الذى اعتبره مراقبون أول دعوة رسمية من الدولة للتصالح مع الجماعة. غير أن تصريحات العجاتي، قابلها تناقض كامل من قبل وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، الذى وصف الإخوان ب"الجماعة الإرهابية"، بجانب قرار حكومى بإدراج الحكومة، الإخوان المسلمين، جماعة إرهابية، منذ ديسمبر 2013.