قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, إن أزمة تسريب امتحانات الثانوية العامة في مصر, أثارت حملة سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي, لأنها أظهرت ما سمته عجز السلطات عن حماية بعض الأوراق, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن بعض النشطاء المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي تساءلوا عن كيفية تسريب أسئلة وإجوبة امتحانات الثانوية العامة بسهولة, رغم أنه يتم نقلها في ظل حماية أمنية مشددة. ونقلت الصحيفة عن الناشط المصري مينا صليب، قوله :" النظام الذي لا يستطيع حماية بعض الأوراق, كيف سيحمي البلاد؟", حسب تعبيره. وتابعت "نيويورك تايمز" أن ما زاد من حملة السخرية أن صفحة "شاومينج" على موقع "فيسبوك", التي تبنت عملية التسريب, قامت طيلة الأعوام الأربعة الماضية بنشر الإجابات أثناء الامتحانات, وتحدت الحظر المفروض على الهواتف المحمولة, فيما قامت هذا العام بنشر الأسئلة والأجوبة قبل أداء الامتحانات. وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية, قالت أيضا إن أزمة تسريب امتحانات الثانوية العامة في مصر, لن تجد حلا سريعا على الأرجح, في ظل تفاقم مشكلات المنظومة التعليمية في البلاد, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها , أن ما يزيد الأمر سوءا أن صفحة "شاومينج" على موقع "فيسبوك", التي تبنت تسريب الامتحانات, أعلنت أنها لن تتوقف عن هذا الأمر. وتابعت " هذا الإعلان يشكل تحديا كبيرا للسلطات المصرية وللنظام التعليمي بأكمله, ومن شأنه أن يزيد من الاستياء الشعبي في البلاد, خاصة في ظل تصريحات حكومية أن إصلاح مشكلات المنظومة التعليمية يحتاج حوالي عشر سنوات". واستغربت "يديعوت أحرونوت" قيام السلطات المصرية بإلغاء امتحان التربية الدينية عقب تسريبه, وعدم تكرار هذه الخطوة مع مادتي اللغة الإنجليزية والعربية, رغم تسريبهما. وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن إسرائيل تعاني من حين لآخر من مشكلة تسريب الامتحانات, إلا أنها ليست بحجم وخطورة ما يحدث في مصر, التي تشهد أزمة تسريبات على نطاق واسع للغاية. وبدأ مسلسل تسريب امتحانات الثانوية العامة في مصر بتسريب مادتي الدين واللغة الغربية، على مواقع التواصل الاجتماعي, ليس هذا فقط، بل تحدى قراصنة الغش مسئولي "التربية والتعليم" في مادة اللغة الإنجليزية وأعلنوا نشر أسئلة الامتحانات الخاصة بها قبيل موعد بدء الامتحان ب3 ساعات وهو ما نفته وزارة التربية والتعليم يومها، ليفاجئ الجميع يومها بنشر أسئلة الامتحانات وأجوبتها, ولم يتم إلغاء الامتحان، ما أثار استياء الطلاب وأولياء الأمور الذين طالبوا بإقالة وزير التربية والتعليم، ومعاقبة المتسببين في تسريب الامتحانات لتسببه في ضياع مجهود أولادهم. وواصل قراصنة الغش تحديهم لأجهزة الدولة, رغم تغليظ عقوبة الغش في امتحانات الثانوية لتصل إلى سنة سجن وغرامة مالية تصل إلى 50 ألف جنيه من أجل مكافحة الغش في الامتحانات. وأصبح تسريب الامتحانات تحديا كبيرا للمنظومة التعليمية في مصر، ودفع أولياء الأمور للشكوى. وتبنت التسريبات صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تطلق على نفسها "شاومينج بيغشش ثانوية عامة", تم إنشاؤها منذ نحو أربع سنوات. وقد هددت المجموعة المسئولة عن الصفحة باستمرار تسريب الامتحانات ما لم تنفذ الحكومة عددا من المطالب أبرزها إعطاء المعلم حقه ماديا واجتماعيا وثقافيا، وإلغاء نظام تنسيق الجامعات، وهو النظام الذي يعتمد فقط على الدرجات بغض النظر عن قدرات ومواهب الطلبة. وتطالب الصفحة أيضا بتحديث مناهج التعليم قبل الجامعي للقضاء على التبلد الفكري، حسب وصف القائمين عليها، وأخيرا طالبت بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في التعليم. وبدأت الصفحة نشر أسئلة الامتحانات المسربة وأجوبتها النموذجية، وكانت البداية بامتحانات التربية الدينية واللغة العربية واللغة الإنجليزية، مما دفع وزارة التربية والتعليم لإعادة اختبار التربية الدينية, والتعهد بإعادة أي امتحان آخر قد يثبت تسريبه.