الصندوق الأسود لطائرة الموت، لغز حير كثيرين في الفترة الأخيرة، فبين إمكانية العثور عليه من عدمه تحير أهالي الضحايا لمعرفة آخر ساعتين في حياة ذويهم، وحاطتهم سهام اليأس من إمكانية العثور عليها، وما هي إلا أيام حتى تعلن وزارة الطيران عن العثور على الصندوقين، وسط تكتم معلومات، وإشارات بتلف الأقراص المدمجة التي تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة لرحلة الموت، وتزيح الستار عن لغز هذه الطائرة، وما حدث لركابها وطاقمها. وترصد «المصريون»، أبرز الروايات التي لاحقت الصندوق الأسود لطائرة الموت: وأعلنت الصحف المصرية تمكن السفينة Lethbridge John المؤجرة من الحكومة المصرية؛ للمشاركة في أعمال البحث من انتشال الصندوق الأسود الثاني الخاص بمسجل بيانات الطائرة المصرية المنكوبة إيرباص 320 Flight data recorder، من انتشال الجهاز على عدة مراحل، كما نجحت أجهزة السفينة في العثور على الجزء الذي يحتوي على وحدة الذاكرة، والتي تعتبر أهم جزء في جهاز المسجل الخاص بالطائرة بالطائرة A320، والتي سقطت في البحر المتوسط أثناء عودتها للقاهرة من مطار شارل ديجول 19 مايو الماضي، وتم على الفور إخطار النيابة العامة بالعثور على الصندوق الثاني، والتي أصدرت قرارها بتسليم الصندوقين إلى لجنة التحقيق الفني في الحادث؛ لاتخاذ إجراءات فحص وتفريغ البيانات والمحادثات. فيما قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن العثور على الصندوق الأسود للطائرة المصرية التي سقطت الشهر الماضي في البحر المتوسط، يقرب المحققين من كشف لغز سقوط الطائرة، ولكنه لن يكشف الحقيقة كاملة؛ لأن الصندوق أصيب بأضرار كبيرة. وتناقلت المعلومات بشأن قيام "جون ليثبريدج" السفينة المتخصصة في البحث في أعماق المحيطات، بتحديد مكانه، وتمكنت من استعادته، وأشارت المعلومات إلى أن أضرارًا كبيرة لحقت بالجهاز، ولكن تم استرداد وحدة الذاكرة، التي تحتفظ بساعتين من المحادثات داخل قمرة القيادة. وانتشرت معلومات أخرى تفيد، بأن القوات البحرية، بالتعاون مع السلطات الفرنسية، وسفينة البحث عن حطام الطائرة المنكوبة، عثرت على أحد الصندوقين الأسودين للطائرة، منذ أيام، إلا أن جهات التحقيق المصرية المختصة، أمرت بالتحفظ على الصندوق الأسود، وتكتم الخبر حتى تم إبلاغ الجهات السيادية بهذا الأمر، موضحة أنه بعرض الأمر على رئاسة الجمهورية، شددت على ضرورة عدم الإعلان عن العثور على الصندوق الأسود؛ لحين تفريغه، والاطلاع على البيانات الموجودة به، والتأكد من حقيقة استهداف الطائرة. سيناريوهات الخبراء بشأن الصندوق الأسود لطائرة الموت في هذا السياق قال المهندس وائل المعداوي، وزير الطيران المدني السابق، إن هناك صندوقين داخل الطائرة أحدهما يعمل على تخزين آخر ساعتين للمحادثات داخل قمرة الطائرة، والصندوق الآخر لديه القدرة على تسجيل المحادثات إلى دارت داخل الطائرة طوال مدة الرحلة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تقدير الضرر اللاحق بالصندوقين إلا بعد وضعهما على أجهزة الصيانة داخل إدارة الصيانة بوزارة الري. وأشار المعداوي، في تصريحات ل"المصريون"، إلى أنه إذا ثبت عدم تضرره يمكن معرفة كل كواليس رحلة الموت للطائرة من خلال إدارة الصيانة داخل الطيران المدني، لافتًا إلى أنه في حالة ثبوت إلحاق الضرر بها فيمكن إرساله إلى إدارات ومراكز الصيانة في الخارج؛ نتيجة توافر الإمكانيات، والتي من الممكن استعادة كل تسجيلات الطائرة مهما كان الضرر اللاحق بها كبيرًا، خاصة إذا لم يتم تدميرها بشكل كبير. من جانبه يرى الطيار جاد الكريم، رئيس شركة المطارات السابق، أن الصندوقين الأسودين للطائرة تم العثور عليهما، ولا يوجد أي إشارات للضرر اللاحق بها من عدمه إلا أن الإشارات الأولية تقول إن الأقراص الممغنطة، والتي تسجل آخر نص ساعة داخل قمرة الطيار، والتي تجعل التسجيلات شاملة لأي صوت يصدر داخلها تبدو سليمة، وهذا يعني أن الضرر بسيط وممكن تفاديه داخل إدارة الصيانة في الطيران المدني، مشيرًا إلى أنه في حالة العطل الشديد يمكن اللجوء لمراكز وإدارات الصيانة في الخارج، التي تحوى تقنية عالية من الممكن أن تعيد عمل هذه الأقراص وتكشف عن غموض سقوط طائرة الموت. وأضاف الكريم، في تصريحات ل"المصريون"، أن الصندوق الأسود سيكشف ما إذا كان هناك عطل في الطائرة تسبب في إرسال إشارة استغاثة من عدمه، لافتا إلى أن إشارة الاستغاثة التي تكشف وجود عطل ترددها عالٍ، وتكون مسموعة على نطاق واسع في المراكز والبواخر في هذه المنطقة، ولا يحتاج الصندوق الأسود للتحقق من إرسالها من عدمه، إلا أن الصندوق الأسود قادر على كشف ما حدث بتفاصيله.