شيئا فشيئا، تتراجع التغطية الإخبارية لكارثة سقوط طائرة الإيرباص 320، الرحلة (MS804)، القادمة من باريس باتجاه القاهرة، والتابعة لشركة مصر للطيران، وسقطت فى الحدود المصرية يوم 19 مايو الماضى، وعلى متنها 75 راكبًا، بالإضافة إلى الطاقم. ويشي ذلك مبدئيا بصحة أحد الاتهامات التي وجهت للانقلاب العسكري، والتي تشير إلى إسقاط الطائرة وتورط الانقلاب وقائده، وليس سقوطها لأسباب فنية. تقول الوكالات والمواقع الإخبارية بشكل غير دوري متقطع، إن التحقيق لا يزال جاريا على قدم وساق لمعرفة سبب ما حدث، وقبل 10 أيام، أعلنت مصادر بلجنة التحقيق "الفرنسية" عن أنه تم تضييق نطاق منطقة البحث عن صندوقي الطائرة المنكوبة إلى 2 كيلومتر بدلا من 5 كيلومترات، بعدما التقطت سفينة "فرنسية" إشارة من أحد الصندوقين. ومنذ سقوط طائرة البطوطي عام 1999، ومصر لا يُعثر لها على صناديق سوداء، وإن عُثر فإن كشف اللغز يحتاج إلى التخلص من العسكر، ففي كل حوادث الطيران في العالم يتم الكشف عن الصندوقين الأسودين وما جرى في قمرة القيادة، إلا في مصر تحت حكم العسكر. "الإشارة" وفقدان الصندوقين ورغم أن نطاق البحث ليس مستحيلا، إلا أن صحيفة "الأهرام" الموالية للانقلاب، قالت "إن البحث عن الصندوقين في العد التنازلي لفقدانهما؛ لأنه بعد "6 أيام" تتوقف إشارات الصندوقين الأسودين للطائرة المصرية المنكوبة". ونقلت الصحيفة عن شاكر قلادة، رئيس الإدارة المركزية لتحليل الحوادث السابق بوزارة الطيران المدنى، وأحد أعضاء فريق التحقيق فى حادث الطائرة المصرية البوينج التى سقطت فى الحدود الأمريكية عام 1999، قوله: إن الصندوقين الأسودين يطلقان ذبذبات وإشارات لمدة 30 يوما، ولا يعنى مطلقا توقف تلك الإشارات عدم العثور على الصندوقين، ولكن سيكون هناك صعوبة فى العثور عليهما، والاحتياج لأجهزة متخصصة ذات تقنية عالية. وأضاف أن أولى الخطوات التى تتبع عند العثور على الصندوقين، التأكد من الصلاحية وعدم وجود أى عطب أو عطل، وإذا كان هناك أى أعطاب يتم إصلاحها، سواء فى معامل وزارة الطيران أو إحدى الدول الخارجية، أو عن طريق إيرباص الشركة المصنعة. وأضاف أن الاستماع لصندوق التسجيلات الموجود بكابينة القيادة يستغرق فترة وجيزة؛ لأنه يتضمن النصف ساعة الأخيرة من الرحلة للمحادثات التى تمت داخل كابينة القيادة، سواء بين الكابتن ومساعده، أو بين الطاقم وبرج المراقبة، أو أى فرد داخل الكاببنة، وعقب الاستماع يتم إجراء تحليل لكل الأصوات، وتحديد المتحدثين. "عته فني" وقالت جهات التحقيق الفرنسية، إنه تم تقليص مساحة البحث عن الصندوق الأسود للطائرة المصرية إلى 2 كم، وأنه ما زال سبب الحادث غير مفهوم. وأدخلت فرنسا قبل 3 أيام سفينة ثانية للبحث عن الصندوق الأسود للطائرة المصرية، في غياب شبه تام من القوات البحرية المصرية، مع العلم أن مصر استأجرت السفينة الثانية التابعة لشركة (ديب أوشن سيرش)، ومقرها موريشيوس، وهي مزودة بجهاز بحث باستخدام الموجات فوق الصوتية (سونار)، ومركبة تعمل تحت الماء. الطائرة الروسية غير أن ما يثبت ارتباط الصندوق الأسود في عهد العسكر برباط السرية وصفقات العسكر لإخفاء الفضائح والجرائم والصفقات، صندوق طائرة روسيا التي وقعت في 31 أكتوبر الماضي، والذي عثرت عليه القوات الروسية في شرم الشيخ بصحبة القوات البريطانية والأمريكية، وأرسل في حينه إلى روسيا، قبل أن تطلع عليه مصر، وما يزال مطار شرم الشيخ تحت الرقابة الدولية حتى اللحظة. في حين لم تستطع روسيا أن تكشف عن فحوى الصندوق الأسود لمقاتلتها العسكرية التي اخترقت الأجواء التركية، وقالت إن "تسجيلات الصندوق الأسود للطائرة الحربية التي أسقطتها تركيا غير واضحة، بسبب تعرضه للتلف". البطوطي و"السيسي" جدير بالذكر أن طائرة مصر للطيران التي قادها الطيار المصري محمد البطوطي، لم يصل المصريون حتى اليوم إلى الصندوقين الأسودين لها، وإنما عثرت عليهما الولاياتالمتحدة، واتهمت الطيار اتهامات باطلة، منها الانتحار بناء على قوله "توكلت على الله"، ورفضت إلى الآن إعطاء مصر تسجيلات الصندوق الأسود. يذكر أن طائرة البطوطي كانت عائدة إلى القاهرة وعلى متنها عشرات القيادات العسكرية، الذين أتموا دورة عسكرية، وكان الوحيد الذي رفض ركوبها "السيسي"!.