تشهد محافظة الفيوم، موجة من العطش تضرب معظم القرى خاصة على أطراف المحافظة؛ مما جعل الأهالي يعودون إلى أساليب العصور البدائية؛ للحصول على ما يسد احتياجاتهم من مياه الشرب الصالحة للاستخدام عن طريق استخدام الحمير والجراكن والترع والمصارف. مياه غير صالحة للشرب بمركز يوسف الصديق يعانى مركز يوسف الصديق منذ إنشائه، من نقص كافة الخدمات من مياه الشرب والصرف الصحي والصحة والتعليم ولكن المشكلة التى تؤرق الأهالي توفير مياه شرب صالحة، التي لا تصل إلا في أوقات معينة في ساعات متأخرة من الليل، ولم تستمر إلا بضع دقائق معدودة فقط نتيجة وقوع المركز في نهايات الشبكة. وراجت تجارة المياه حيث يبلغ سعر الجركن 2 جنيه، وفى بعض الأحيان يصل إلى خمسة جنيهات، بجانب قطع مسافات طويلة للقرى المتواجد بها مياه الشرب على السيارات الربع النقل والتكاتك والتروسيكلات والحمير؛ مما يسبب لهم معاناة مادية لم يستطع رب الأسرة في بعض الأحيان توفيرها. ويقول الدكتور محمد القاضي، من قرية أباضة بمركز يوسف الصديق، إن هذا المركز يعاني من نقص المياه وتلوثها منذ ما يقرب من ستة أشهر في هذه القرى وتحديدًا "قرى قارون، الشيمي، الخلطة، أباظة، قوته، القرية الأولى، القرية الثانية، بطن هريت، قصر الجبالي، مركز يوسف الصديق، الشواشنة، دورنا، سيدنا موسى، سيدنا الخضر"، ولجأ الأهالي إلى مياه الترع والمصارف من أجل سد احتياجاتهم من المياه. وتساءل هل هذه بشائر سد النهضة أم غضب المسئولين على الأهالي في عدم توفير كوب مياه نظيف وآدمي لكل مواطن بدلا من هذه المياه التي تنزل من الحنفيات الحيوانات لا تستطيع أن تشربها. انقطاع متكرر وكسور بإطسا مركز إطسا من أكبر المراكز على مستوى المحافظة، يشهد انقطاعًا مستمرًا لمياه الشرب نتيجة ضعف الضغوط في نهايات الخطوط أو الانفجارات التي تستمر لأسابيع وفي بعض الأحيان تستغرق شهورًا لتصليحها؛ وذلك في ظل غياب الضمير لدى العاملين بمركز صيانة إطسا وعدم تحمل المسئولية اتجاه المواطن الذي يعانى من أجل الحصول على مياه الشرب، ولا يحصل عليها إلا من خلال الجراكن التى يقوم بتحميلها على الحمار الخاص به، أملًا منه في أن تصل المياه في أقرب وقت وتوفير الجهد والمال والتعب. ويقول عادل اللواج من قرية اللواج، إننا نعانى أشد المعاناة من عدم وجود مياه، وإن كانت موجودة لا نستطيع أن نشربها؛ نتيجة الملوثات والروائح الكريهة المتواجدة بالمياه، وكأننا نشرب مياه صرف الصحي والمناطق المتأثرة بالانقطاعات المستمرة "الحواوي، واللواج، والقاسمية، وجردو ، وشاكر، وهلر، وابوجليل، ومنشاة عبد المجيد، وأبو النور، وفوز، وتطون". وأضاف على حسن من قرية الحجر، أنه "بسبب عدم وجود مياه للشرب انتشرت الأمراض والأوبئة في المنطقة والمياه في انقطاع دائم ولم تأتِ يوميًا إلا ساعة فقط؛ وذلك بعد منتصف الليل واللى معندوش ماتور مش هيشرب واذا توافرت المياه فهي لا تصلح للاستخدام الآدمى". وأشار إلى أن خط المياه بالقرية قديم جدًا، ويمر من وسط طرنشات الصرف الصحي وتمتص هذه المواسير من مياه الصرف والطرنشات وتقدمنا بطلب لرئيس الوحدة المحلية بالحجر ورئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم لتغيير الخط ولكن لا حياة لمن تنادي. مركز طامية والمحطة التي لم يتم الانتهاء منها بعد مركز طامية كان يحلم مثله مثل أي مركز أن ينعم بنعمة توافر مياه الشرب؛ وخاصة بعد إنشاء محطة بيت الري بطامية، والتي تأخذ مياها مباشرة من نهر النيل عن طريق مواسير سحب تحت الأرض بطول 16 كيلومترًا، ويبلغ إنتاجها 170 ألف متر مكعب في اليوم كفيلة أن تغرق مركز طامية بالكامل من المياه، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن عندما أصر الرئيس الأسبق مبارك على افتتاحها قبل الانتهاء منها، والتي كان مكلفًا بها المهندس إبراهيم محلب، فالمحطة تم تشغليها وبها عيوب كثيرة، ولم تنتج ربع إنتاجها من المياه؛ مما جعل مركز طامية من المراكز التي تعاني أشد المعاناة من نقص مياه الشرب، وعدم توافر المياه في أماكن كثيرة كمنطقة "كوم أوشيم، والمنطقة الصناعية، وعزبة الكرتة، والجمهورية، والعشش، والصفيح، ومحمود عبد الباقي، وزكي، والثمانين، وعرفة، والستين، والنخلة، وفانوس".