* مراكز يوسف الصديق وإطسا وطامية تعانى نقص المياه وعدم صلاحيتها * أبناء الفيوم: الحياة ليست آدمية ونجلب المياه فى "فنطاس"للرى * أهالى إطسا: ننتظر عهدا جديدا ينصفنا بعد ثورة يناير * الحرية والعدالة: نتبنى خطة لتغطية جميع المناطق النائية بالفيوم * رئيس شركة المياه: المحافظة على موعد مع مشاريع عملاقة لحل الأزمة معاناة شديدة تلك التى يواجهها أهالى عدد من القرى والنجوع الصغيرة بأطراف محافظة الفيوم، وبخاصة فى مراكز يوسف الصديق وإطسا وطامية بسبب انقطاع مياه الشرب وضعفها على مدار اليوم أو الانقطاع الكامل عنهم ما يجعلهم مضطرين إلى العيش وفق أسلوب حياة البشر ما قبل آلاف السنين. ورغم اعتياد أغلب سكان تلك المناطق هذا النمط من الحياة وتكيفت حياتهم على تخزين المياه التى تنقطع تماما طيلة ساعات النهار وربما يستمر انقطاعها لأيام، إلا أن الحديث عن إقامة مشروعات جديدة للمياه ومد للشبكات فى بعض الأطراف وصدور قرارات بشأنها فى عدد من القرى التى كانت تشاركهم نفس الأزمة- جعل هذا المطلب يبدو أكثر حضورا وتفاؤلا لديهم. ويؤكد الأهالى بقرى رحيم ومينا ويونس التابعة لمركز إطسا من منطقة الحجر أن المياه لا تأتى سوى ساعة أو ساعتين قبل الفجر، وأحيانا تنقطع تماما و تستمر لأيام ما يضطرهم إلى حمل المياه من بعض القرى القريبة من المركز. يقول الشيخ محمد بكرى -إمام مسجد قرية مينا التابعة للوحدة المحلية لقرية الحجر مركز إطسا-: إن القرية تعانى منذ 4 سنوات من انقطاع المياه ونقوم بجلب المياه للمسجد من القرى الأقرب للحجر فى ظل تجاهل المسئولين الذين لا ينهضون بمسئولياتهم، من موظفى المجلس وحتى المحافظة، وأتحدى أن يتحمل هؤلاء المسئولون هذه المعيشة ليوم واحد. ويضيف "الخط الذى يمد القرية يؤكد صعوبة حل المشكلة، ونحتاج إلى خط مباشر من قرية (زكى) على بعد 2 كيلو أو أقل بدلا من الخط الحالى الذى يبدأ من الحجر إلى البرنس ثم المحمودية ثم رحيم حتى تنتهى المياه تماما قبل أن تصل إلينا". محمود صلاح –معلم- يؤكد أن الأهالى ينشدون عهدا جديدا بعد الثورة، وهم يتفاءلون بهذا العهد كثيرا وينتظرونه، خاصة أنهم يرون سعى الكثير من المخلصين واجتهادهم فى تحقيق المنافع للناس، وفى مقدمة هؤلاء أعضاء حزب الحرية والعدالة الذين يمثلون بحق أهاليهم وقد رأيناهم يثبتون ذلك، وقد انتهت مناطق كثيرة من عدة مشكلات ظلت تثقل كاهلهم لعشرات السنين ويئسوا من حلها. مياه لا تصلح للشرب ويشاركهم أهالى عدة قرى ومناطق نائية بيوسف الصديق الآراء نفسها، مؤكدين أن المياه تنقطع عنهم بشكل مستمر، وعندما تأتى إليهم تكون ضعيفة، وخلال ساعات معينة فى المساء، وأنهم يتحملون تلوث المياه منذ سنوات، والوعود الزائفة بوصول المياه إليهم. يقول صلاح محمد، قرية الخالدية بمركز يوسف الصديق: "فضلا عن أن المياه تصلنا ساعتين أو ثلاثا على الأكثر على مدار اليوم إلا أنها غير نقية ونضطر فى كثير من الأوقات إلى شراء المياه من (الفنطاس) المعبأ من عدة قرى قريبة من المركز، ونحن على هذا الحال منذ أن كنا تابعين لمركز إبشواى وقبل عشرات السنين". وكان أهالى قرى إبشواى ويوسف الصديق قد قاموا بعدة وقفات احتجاجية بسبب انقطاع المياه عنهم أو افتقاد قراهم شبكة مياه بالكلية، وكان آخرها منذ ثلاثة أشهر، حيث قاموا بقطع الطريق السياحى للفت نظر المسئولين لشكواهم التى طالت دون حل لها. جهود لحل الأزمة من جانبه، كشف الدكتور محمد جابر -عضو مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة- عن خطة يتبناها الحزب لتغطية جميع المناطق النائية بمحافظة الفيوم بكافة المرافق التى حرمت منها منذ أن دبت الحياة فيها، من خلال المجالس النيابية وبدأها نواب الحزب بمجلس الشعب السابق ويسعى فيها النواب بمجلس الشورى حاليا من خلال مناقشاتهم. وأضاف جابر "أجرينا حوارا موسعا مع المهندس عبد القوى خليفة وزير المرافق حول مشكلة المياه والصرف الصحى بمعظم مناطق الفيوم، وتم اعتماد خطة لتغيير أجزاء كبيرة من الخطوط التى تشملها المحافظة لتغيير أقطارها من حيث المساحة ومادة الخط على أن تكون أوسع فى مساحة القطر ومن مادة البولى إيثيلين بدلا من مواسير الإستبس". وأضاف "فى هذا الإطار يمكننا القول بأن جميع القرى التى كانت تعانى المشكلة التابعة لمركز طامية فى طريقها إلى الحل تماما فى حدود ثلاثة أشهر على الأكثر، حيث تم مد خط جديد متوقف الآن على مسافة 150 مترا لا غير يقتضى المرور ببعض الأراضى الزراعية المملوكة لمزارعين ويستلزم ذلك قرارا من المحافظ بنزع مؤقت للملكية حتى يمد الخط ويعوَّض المزارعون عن هذه الفترة، أما مركز يوسف الصديق فقد بدأ العمل بحل جزئى حتى يُعتمد قرار بإنشاء محطة خاصة بالمركز؛ حيث تم مد خط جديد من مشروع العزب إلا أن المنطقة تحتاج أن تعمل بنظام آخر". وكانت جهود الدكتور جابر أثمرت قبل ثلاثة أشهر عن حل بقرى المنياوى والفنت وعلى فايد والزقمى التابعة لمركز إطسا بعد أن تم شق خط جديد للمياه يمر بتلك القرى بقطر 2.5 كيلو، وبدعم من الصندوق الاجتماعى الذى تحمل كامل التكلفة وطرحت المناقصة وتم شق الخط، ثم تابع بدوره إمكانات الخط بتزويده بمحطة رفع لتقوية معدل ضخ المياه إليها. ثورة فى مرافق بالفيوم وتشهد محافظة الفيوم حاليا عددا من المشروعات الضخمة بهدف القضاء على مشاكل مياه الشرب وتوفير مياه شرب آمنة وصحية لجميع القرى والتوابع بالمحافظة، وكذلك تغطيتها بشبكات الصرف الصحى. يقول اللواء مهندس رأفت بدوى -رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالفيوم: إن هذه المشاريع العملاقة هى أهم مراحل عمل الشركة بالفيوم والتى اعتمدت بالفعل من قبل وزارة المرافق على أربعة محاور بتكلفة 50 مليون جنيه، ويجرى تنفيذها حاليا لاستكمال شبكة مياه مركز طامية، وثانيها إجراء توسعات فى محطة مياه العزب الرئيسية بالمحافظة بتكلفة 10 ملايين جنيه لتغذية ودعم الشبكات، وثالثها مد خطوط للعزب والنجوع الصغيرة مترامية الأطراف والمحرومة من المياه، ورابعها خطة لإحلال وتجديد الشبكة ببعض المناطق الحيوية ذات الأحمال العالية والمتهالكة. وللوقوف على حقيقة الأزمة بالمناطق النائية، أكد بدوى أن الخطة تستهدفهم بالأساس كأحد محاورها الرئيسية، وتجرى الشركة التنسيق مع كافة الجهات المسئولة كما حدث من تنسيق مع الصندوق الاجتماعى، وقد اعتمد مبلغ 1.6 مليون جنيه لمد خط لبعض تلك المناطق فى إطسا وإبشواى، ويستهدف الصندوق مستقبلا دعم تلك المناطق بنحو 3 ملايين جنيه، مؤكدا أن تلك الأعمال من صميم مهام الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، ولن تقف عند هذا الحد فالشبكة تحتاج على مر السنين إلى دعم وتجديد وإعادة هيكلة خاصة مع زيادة الأحمال فى بعض المناطق. وصرح اللواء رأفت بدوى بأنه بالإضافة إلى تلك المخصصات لهذه المشاريع فإن الهيئة القومية اعتمدت ميزانية خاصة بالفرع بالفيوم لهذا العام بتكلفة 20 مليون جنيه لقطاعى مياه الشرب والصرف الصحى بلغت تكلفة الأعمال بها حتى الآن 6 ملايين جنيه، وأهمها ما يتم تفقده الآن قبل مد المياه فعليا بالشبكة التى يصل طولها لنحو 45 كيلومترا من محطة مياه العزب الرئيسية إلى محطة الرفع بقصر الجبالى لتغذى لأول مرة مناطق مركز يوسف الصديق النائية، وسوف تضخ المياه فعليا فى خلال 10 أيام.