كشف الكاتب الصحفى محمد طرابية، ما تدبره "الجهات العليا" وراء الكواليس لإجراء التغييرات داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" بعد الإطاحة برئيسه السابق عصام الأمير. وأشار "طرابية"، فى سلسلة من المقالات اختص بها "المصريون" عن التغييرات داخل "ماسبيرو"، إلى أنه كان من المقرر أن تتم حركة تغييرات موسعة عقب إنهاء خدمة عصام الأمير، رئيس الاتحاد السابق قبل حلول شهر رمضان بأسابيع قليلة، وكانت هذه رغبة وحلم صفاء حجازى، رئيس الاتحاد، إلا أن تخوف العديد من الجهات العليا المعنية بشئون ماسبيرو من عدم استقرار الأوضاع داخل بعض القطاعات، ساهم في إبقاء الوضع الحالى على ما هو عليه لعدة أسابيع، وكذلك حتى لا يبدو الأمر وكأنه انتقام وتصفية حسابات مع الذين كانوا مقربين من رئيس الاتحاد السابق. وأكد طرابية أن شخصيات نافذة رشحت الإعلامية عزة مصطفى، رئيس القناة الأولى السابقة ومقدمة برنامج "صالة التحرير" بقناة "صدى البلد"، لخلافة مجدى لاشين فى رئاسة قطاع التليفزيون، إلا أن هناك تخوفات من أن يحدث "صراع حريمى" بينها وبين صفاء حجازى، رئيس الاتحاد، قد يؤدى إلى نتائج لا تحمد عقباها، خاصة أن كلتيهما تتمتعان بذكاء حاد وشبكة علاقات قوية جدًا. وأكد أنه كان هناك اتفاق بين بعض الجهات العليا لإجراء التغييرات قبل أيام من حلول شهر رمضان، إلا أن تدخلات قد حدثت لصالح بعض القيادات الذين كان قد تم الاتفاق على الإطاحة بهم من مناصبهم، وهو ما أدى لتأجيل التغييرات مرة أخرى. وحول من سيكون المرشح لخلافة مجدى لاشين فى رئاسة قطاع التليفزيون؟، أكد "طرابية" أنه لن يكون على عبدالرحمن، رئيس قطاع القنوات المتخصصة السابق ومستشار ( أ ) رئيس الاتحاد حاليًا، كما أنها لن تكون عزة مصطفى، وقد تضاءلت فرص تصعيد الإعلامية هالة أبوعلم فى الوصول لمنصب رئيس التليفزيون فى ظل اعتراض صفاء على ذلك لتخوفها من أن تصارعها على منصب رئيس الاتحاد فى حال تعرض صفاء لانتكاسة صحية قد تحول دون قيامها بمهام أعمالها. وقال إنه ورغم أن الموعد النهائى للتغييرات لم يتم الاستقرار عليه بشكل نهائى إلا أن النية تتجه إلى إجراء التغييرات على أكثر من مرحلة، بحيث يتم التخلص من القيادات التى ستحال للمعاش خلال الأشهر القادمة بشكل طبيعى عن طريق عدم التجديد لها، فى حين سيتم البدء بتغيير بعض رؤساء وقيادات القطاعات والقنوات خلال الأسابيع القليلة القادمة. وأضاف: "وما دمنا نتحدث عن التغييرات الجديدة، فلابد أن نتحدث عن القطاع الأكبر وهو قطاع التليفزيون الذى يترأسه مجدى لاشين، والتى تؤكد كل المعلومات التى لدينا أنه سيكون من أوائل الشخصيات التى سيتم الإطاحة بها رغم محاولاته المستميتة التى قام بها طوال الأسابيع الماضية مع بعض الجهات العليا عن طريق بعض أصدقائه الكبار الذين يحظون بعلاقات قوية مع تلك الجهات، وتؤكد المصادر أن تلك المحاولات فشلت وأن هذا الأمر تم حسمه، بل وأكد البعض أن لاشين يعلم ذلك جيدًا ولعل هذا هو السبب فى (فلتان أعصابه) منذ فترة وحتى الآن". وتابع: "ولأن بعض المقربين منه يعلمون ذلك علم اليقين، فقد رفعوا شعار ( اللى تكسبه العب به) ولذلك قاموا ب تظبيط) علاقاتهم مع صفاء حجازى باعتبارها الرهان الرابح حتى الآن والتى يمكنها تحقيق أحلامهم فى الترقية والتصعيد، ولا أذيع سرًا عندما أقول إن بعض هؤلاء المقربين الذين طالما نافقوا لاشين وتقربوا منه باعوه لصفاء ولبعض الجهات وكشفوا أسرارًا ومفاجآت مثيرة عنه ربما يتم استخدامها ككارت ضغط ضده إذا اعترض على قرار إبعاده أو حاول تسريب بعض المعلومات أو المستندات ضد صفاء أو غيرها من قيادات المبنى الذين سيتم الإبقاء عليها لفترة قادمة". وفى النهاية، نؤكد أن هناك مشاورات مكثفة جرت خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتم الاتفاق خلالها على أن يكون الرئيس القادم لقطاع التليفزيون شخصية (توافقية) أى تجمع ما بين رضا الأجهزة السيادية، وموافقة صفاء، وعدم اعتراض الغالبية العظمى من العاملين فى القطاع على اختيار هذا الشخص. ولا يزال ملف التغييرات الجديدة حافلاً بالأسرار والمفاجآت المثيرة فى الغالبية العظمى من القطاعات والقنوات، والتى سوف نكشفها بالأسماء والوقائع خلال الأيام القادمة.