أعاد امتحان مادة الجبر (رياضيات 1) التفاؤل «الحذر» لطلاب المرحلة الأولى أمس، بعد «مفاجأتهم» بأسئلة وصفت بأنها «الأصعب» من الأعوام الماضية، ولكنها «الأسهل» فى الإجابة عليها، على اعتبار عدم خروجها من المنهج وأسئلة التقويم، فيما وصف أولياء الأمور «فرحة» أبنائهم بجملة «كده رضا»، واعتبر مدرسون أن الامتحان يعد وقفا «لإطلاق النار» بين الطلاب والدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، حتى إشعار آخر، وظهرت أزمة جديدة للوزير بعد منع المئات من طلاب المرحلة الثانية من تأدية امتحانات المستوى الرفيع بحجة أنهم لم يسددوا رسوم المواد المقررة، وبالتالى عدم إدراج أسمائهم فى قوائم الامتحانات. ولأول مرة، منذ بدء الامتحانات الأسبوع الماضى، اتفق الطلاب على سهولة الامتحان، وأنه بالرغم من صعوبة بعض الأسئلة واحتياجها للتفكير، فإنهم استطاعوا الإجابة عليها بكل سهولة، مؤكدين أن صعوبة امتحان التفاضل وحساب المثلثات، ساعدت فى دخولهم هذا الامتحان بشكل حذر، ومذاكرة ما هو غير متوقع، وبالتالى جاءت الأسئلة الصعبة سهلة بالنسبة لهم. وانتقلت حالة القلق والترقب التى يعيشها الطلاب وأولياء أمورهم، إلى حضور مدرسى الرياضيات إلى المدارس والوقوف أمامها انتظارا لطلابهم، للاطمئنان عليهم بعد «الصدمة» التى أصابتهم من الامتحان الماضى، مؤكدين أن هذا الامتحان «عوض» طلابهم عن ضياع بعض الدرجات فى الامتحان الماضى. وأكد الطلاب على مستوى المحافظات أن أسئلة الامتحان جاءت سهلة، ومن نماذج الوزارة، وأنهم لم يتوقعوا أن يأتى الامتحان بهذه الدرجة من السهولة، معتبرين أن الامتحان بمثابة «المنقذ» لهم من «الفخ» الذى وضعهم فيه امتحان التفاضل يوم الخميس الماضى، مشيرين، فى الوقت نفسه، إلى أن الوقت كان كافيا، بالإضافة إلى أن الأسئلة لم تتضمن فقرات «صعبة» بخلاف بعض الجزئيات «الموجهة» للطالب المتميز. وبدل أولياء الأمور دعاءهم «الدائم» طوال الامتحانات الماضية، وهو «حسبى الله ونعم الوكيل»، بجملة «الحمد لله»، معربين عن أمنيتهم فى أن تسير الامتحانات المتبقية على المنوال نفسه. وفى أسيوط، تقدم المراقبون بلجان أبوتيج بشكاوى عديدة إلى اللواء المحافظ نبيل العزبى، يتضررون فيها من انقطاع مياه الشرب عن الاستراحة التى يقيمون فيها، منذ 3 أيام الخميس الماضى، متهمين وكيل وزارة التربية والتعليم، بتجاهل شكاواهم وعدم متابعة الأماكن الموجودين بها التى تقع فى مراكز بعيدة عن المدينة. وقال مدرسو المادة الأوائل عياد رياض وفؤاد شافعى ووليد ندرين وعماد طه، ل«المصرى اليوم» إن الامتحان جاء مفاجئا لهم جميعا، وعكس مستوى امتحان التفاضل وحساب المثلثات، مؤكدين أن طريقة الامتحان هى نفسها التى يقومون بتدريسها لطلابهم، مرجحين أن يكون واضع هذا الامتحان شخصا آخر غير نظيره واضع امتحان التفاضل للمرحلة نفسها. وأضافوا أن الامتحان يعد الأصعب طوال السنوات الماضية، ولكن صعوبة الامتحان الأول يوم الخميس الماضى، جعلت المدرسين يغيرون من طريقة المراجعة للمنهج والأسئلة. وإذا كان امتحان المرحلة الأولى قد مر ب«سلام» على وزير التعليم، فإن الرياح لا تأتى بما يشتهى «بدر»، حيث شهد ديوان عام الوزارة ومعظم محافظات مصر، اعتصام عدد كبير من طلاب المرحلة الثانية «سنة الفراغ» وأولياء أمورهم، بسبب منعهم من تأدية امتحان المستوى الرفيع، بحجة أنهم لم يسددوا مصروفات المادة، بالرغم من سماح القانون لهم بدفع الرسوم فى يوم الامتحان نفسه بل واختيار المادة المراد الامتحان فيها، وتقدم الطلاب بمحاضر لأقسام الشرطة التابعين لها. وردد المئات من الطلاب هتافات معادية للوزير ووزارته، مطالبينه بالخروج لهم من مكتبه، وتعرض عدد من الطالبات للإغماء، واكتفى رجال الشرطة بتصوير الطلاب وهم يصرخون بموبايلاتهم دون تدخل لمنعهم من الهتاف. وتلقت أقسام الشرطة فى القاهرة والجيزة و6 أكتوبر والفيوم محاضر من قبل الطلبة وأولياء الأمور، أكدوا فيها أنهم قاموا بالتسجيل منذ العام الماضى، إلا أن رؤساء اللجان أبلغوهم بأن الكشوف لم ترد من كنترولات القاهرة والإدارة العامة للامتحانات. واستعانت المدارس بالأمن المكلف بحراستها أثناء الامتحانات لإخراج الطلبة ضمانا لاستمرار الامتحان بهدوء لباقى زملائهم، وقام رؤساء اللجان بالاتصال بمسؤولى الوزارة الذين رفضوا تأدية الطلبة للامتحان. واتهم أولياء الأمور الوزير بدر ب«الاستهانة» بمستقبل أبنائهم بسبب 10 جنيهات هى نظير تأدية امتحان المستوى الرفيع، مؤكدين أن أبناءهم لم يتلقوا أى قرارات تفيد برفض قيدهم لتأدية المادة. وأكد مصدر مسؤول أن جميع الطلاب المتقدمين لامتحان المستوى الرفيع وسددوا الرسوم الخاصة بها، تم تسجيلهم وأدوا الامتحان، مشيرا إلى أن النظام الذى كان معمولا به خلال السنوات الماضية، غير سليم وكان يحتاج لوضع «حد» له، بينما علمت «المصرى اليوم» من مصادر مسؤولة، أن الوزارة حددت مساء يوم الأربعاء الماضى كآخر موعد لتسجيل الرغبات فى تأدية مواد المستوى الرفيع، مع إبلاغ المديريات والإدارات التعليمية، لكنها لم تقم بإبلاغ المدارس التابعة لها، على حد تأكيد المصادر.