■ أهلاً وسهلاً بكل الإخوة العرب فى مصر فى كل المجالات الاقتصادية والفنية والرياضية، فمصر تفتح ذراعيها دائماً للجميع، فهى القلب والرئة، وكل أبواب النجاح لم تُفتح إلا من قلب مصر وشخصياً أستمتع بالأعمال الفنية التى يقوم ببطولتها نجوم عرب لأنهم بالتأكيد إضافة كبيرة للحركة الفنية فى مصر، من هنا لا اعتراض عندى أبداً فى الاستعانة وإتاحة الفرصة للإخوة العرب فى كل المجالات، ولكن أن يكون لدىّ حدث لا يتكرر سوى كل 4 أعوام ولم نحصل سوى على ثلث حقوقه فقط لا غير، ومن خلال التليفزيون الأرضى المصرى، فهنا كان لابد لنا أن نتوقف ونتريث قليلاً قبل اتخاذ أى خطوة تتعلق بكأس العالم وإذاعتها على التليفزيون المصرى لأنه من غير المعقول أن يبث افتتاح كأس العالم فى مصر بصوت غير مصرى مع كامل احترامى وتقديرى لهذا الصوت ولمكانته، ولكن أن يكون لدىّ أفضل المعلقين فى العالم العربى أمثال الشربينى وبكر وحمادة إمام ومدحت شلبى وهم من جيل الرواد، وأيضاً لدىّ من جيل الوسط وجيل الشباب أسماء رنانة منهم من نجح بجدارة ومنهم من ينتظر فرصة مثل كأس العالم لإثبات وجوده ووضع قدمه على الطريق الصحيح، ومع ذلك أتجاهل وجود كل هؤلاء وأتجه إلى بعض الإخوة من الخارج!! فكأس العالم دائماً هى البداية للنجاح ولا ننسى تألق ميمى الشربينى فى كأس العالم 86 عندما أبدع وتألق وصنع مدرسة جديدة فى التعليق فى العالم العربى أجمع، ومازال الرجل بصحته وقوته وحيويته، ومحمود بكر الصوت المفضل للجميع دون استثناء ولا يمكن لقناة دريم أن ترفض أن يستعين به التليفزيون فى مثل هذا الحدث الكبير، والأمر نفسه ينطبق على مدحت شلبى وقناة مودرن، وطبعاً لا خلاف على حمادة إمام وقيمته وجماهيريته، كما أتذكر أيضاً أن أكبر تألق لأشرف شاكر كان مع كأس العالم 94 بأمريكا، وبعدها انطلق فى عالم الاحتراف بالقنوات الفضائية وحتى جيل الشباب الزملاء على محمد على وأحمد طيب وحاتم بطيشة فقد لمعوا وتألقوا من خلال كأس العالم، إذن الجميع كان ينتظر كأس العالم لإثبات وجوده والتألق أمام جموع الجماهير والمشاهدين فى مصر كلها لذا كانت مفاجأة غير سارة لى ولكثير من المتابعين ألا نعتمد على أبنائنا ونحرمهم من فرصة هم فى أشد الحاجة إليها خصوصاً أن المعلقين المصريين نجحوا بامتياز فى القنوات العربية، وأصبح لهم طعم ومذاق خاص مثل على محمد على وأحمد الطيب وعادل محمود وبلال علام، وحاتم بطيشة وعصام عبده والكوالينى وغيرهم كثير من المعلقين، وبالطبع كانت بدايتهم هى مصر والبطولات الكبرى مثل كأس العالم، أيضاً هناك عامل مهم جداً وهو أننا لن نستطيع أن ننافس كيانات مادية رهيبة مثل الجزيرة وغيرها فلا يمكن لمصر مثلا أن تدفع مليار دولار للحصول على حقوق مباريات وبطولات عالمية، لذلك ليس لنا من وسيلة لفرض اسم مصر إلا من خلال المعلقين والمحللين المصريين، وكم أشعر بالسعادة عندما أرى حازم إمام وزكريا ناصف ونادر السيد وهم يجلسون بجوار أضخم نجوم العالم يحللون ويقيمون ويقنعون المشاهد بآرائهم، وشرحهم الوافى ولست أنكر أننى أشعر بالغيرة الشديدة عندما أجد أن كثيراً من المحللين فى هذه القنوات من دول عربية شقيقة وصديقة ولكنها تبتعد عنا بفارق شاسع فى تاريخ الإعلام والتحليل والتعليق، لذا كان يجب على المسؤولين أن يفكروا كثيراً قبل أن يضيعوا مثل هذه الفرص على أبنائنا وعلى الإعلام المصرى الرياضى حتى يتمكن من فرض نفسه على الساحة من جديد بدلاً من أن نؤكد أننا نعيش فى أزمة بالاستعانة بالأشقاء من خارج مصر للتعليق على البطولات والمباريات، ثم نأتى بعد ذلك ونؤكد للناس أننا أصحاب الريادة وأنه لا يمكن بأى حال أن يكون هناك نجاح لأى قناة دون المصريين بينما نحن نقتل الطموح لدى جيل كامل يطمح ويأمل فى النجاح من خلال تليفزيون مصر الذى هو تليفزيون بلده ولكن يبدو دائماً أن زامر الحى لا يطرب. ■ بالطبع ستكون هناك مفاجآت فى كأس العالم وبالتأكيد سنصاب بالخضة من بعض النتائج مثلما حدث فى مباراة كوريا واليونان، التى استطاع فيها المنتخب الكورى أن يسجل أول انتصاراته فى كأس العالم ويفوز بهدفين على أبطال أوروبا السابقين، ولكن يبقى السؤال إلى أى مدى ستذهب المفاجآت؟ فهل مثلا يمكن أن نرى بطلا جديدا لكأس العالم؟ وهل يمكن لفريق آسيوى أو أفريقى أن يفجر المفاجأة المدوية ويفوز بالبطولة؟ أعتقد أنه صعب إن لم يكن مستحيلاً والأسباب لدىّ عديدة، أولها أن الطموح لدى فرق آسيا وأفريقيا يتوقف دائماً عند سقف معين، ولا أجد سبباً واحداً لذلك، فالموهبة موجودة ومعظم اللاعبين محترفون فى أعظم الدوريات الأوروبية، كما أن الخبرة متوفرة وبشدة ناهيك عن أن هذه الفرق خصوصاً الأفريقية مجهولة لباقى الفرق، أى أن عناصر النجاح كلها قائمة ولكن يبقى دائماً الإصرار على النجاح، ورغما عن قناعتى الشخصية بأن معظم الفرق الأوروبية لا تعطى البطولة نفس القدر من الأهمية للبطولات المحلية وبطولات أوروبا، ولدىّ أسبابى التى قد تندهش صديقى القارئ منها وأولها أن بطولات كأس العالم تأتى دائماً فى نهاية الموسم الكروى الشاق يعنى مثلاً لو نظرنا إلى فريق مثل برشلونة الإسبانى أو الإنتر الإيطالى أو بايرن ميونيخ الألمانى وغيرها الكثير من الفرق فسنجد أن الموسم الكروى كان بالنسبة لها أشغال شاقة»، وكل اللاعبين فى حاجة ماسة إلى الراحة الشديدة، لذلك فاللاعبون لديهم قناعة بأنهم رغم أنهم فى بطولة كأس العالم وأن كل أنظار العالم تتجه إليهم فإن كل لاعب بداخله الرغبة فى الراحة والاستعداد للموسم الجديد أو الحصول على عقد جديد ليس له علاقة بالتألق من عدمه فى بطولة كأس العالم، كل ما فى الأمر هو التحرك الجيد لمدير أعماله ولكن لا مانع من الكفاح لو أن النتائج سارت فى البداية بنجاح، فهذا يحفز اللاعب ويزيد من سقف طموحاته ولا مانع من مكافآت لا بأس بها ولكن بالمقارنة لما يحصلون عليه من الأندية من مكافآت مباريات وبطولات، بالإضافة إلى تجديد العقود، فالاستمرارية بالنسبة لهم مع أنديتهم أهم بكثير من التألق أو حتى الفوز بكأس العالم!! أعلن أن الجميع سيندهش من هذه السطور ولكنها وجهة نظرى الشخصية، التى أتمنى أن تكون خاطئة ولكنها فى كل الأحوال تصب فى مصلحة أفريقيا ومنتخباتها لو استغلتها بشكل جيد ورفعت مستوى طموحاتها ورغباتها إلى درجة الفوز بكأس العالم.