والدة شيماء عادل: لن أفض إضرابي عن الطعام حتى أرى ابنتي

أصرت السيدة ابتسام حسينى عبدالعاطى، والدة شيماء عادل، الصحفية المصرية المحتجزة فى الخرطوم منذ أيام على خلفية تغطيتها للاحتجاجات فى السودان - على عدم فض إضرابها عن الطعام الذى بدأته قبل أيام، حتى ترى ابنتها أمامها، قائلة إن أول «لقمة هاكلها هاتبقى من إيديها».
وأضافت فى حوار مع «المصرى اليوم» أن مستشار الدكتور محمد مرسى أبلغها بأن الرئيس سيثير موضوع احتجاز ابنتها مع الرئيس السودانى عمر البشير خلال قمة أديس أبابا هذا الأسبوع، وسيعمل على سرعة إطلاق سراحها. وإلى نص الحوار:
■ هل حاولت منع شيماء من السفر إلى السودان قلقاً أو خوفاً عليها؟
- على العكس تماماً، لم أكن قلقة من سفرها للسودان، قلت لها إن مصر والسودان بلد واحد وشعب واحد، ولم أحاول منعها، ولم أشعر أنها مسافرة خارج البلاد، لكننى دعوت لها ليلة سفرها دعوة مختلفة عن كل مرة، قلت: «إنى أستودعكِ الله الذى لا تضيع ودائعه»، فغضبت منى ولامتنى على هذه الدعوة، وأكدت أنها ستعود بإذن الله ولا داعى للقلق.
■ هل شعرت أن الأوضاع فى السودان قد تؤدى إلى اعتقال ابنتك؟
- لم أشعر بذلك أبداً، وكنت مطمئنة لسفرها وقلت لها «السودان دى بتاعتنا»، وقلت لسفير السودان خلال مقابلتى معه، إن بلاده هى البلد الوحيدة الذى لم أخف من سفر «شيماء» إليه، لأننا طول عمرنا نعلم أن مصر والسودان بلد واحد وقيم واحدة، ولن يسمح باعتقال بنت وصحفية مشهود لها لمدة 13 يوماً.
■ كيف كانت تصف الأوضاع المحيطة بها قبل الاعتقال؟
- شيماء اتصلت بنا مرتين فقط خلال 4 أيام قبل اعتقالها، وكانت الاتصالات سيئة جداً ولم ننه أى محادثة بيننا بسبب رداءة مصدر الاتصال، لكنها كانت تقول دائماً إن الأوضاع سيئة، والمواجهات بين المحتجين والشرطة السودانية تتصاعد، ووصلت حتى الكر والفر، وأن النظام قطع الاتصالات والإنترنت، لكنها كانت تطمئننى أنها بخير وصحتها جيدة.
■ هل تحدثت عن ملاحقة السلطات السودانية لها أو للصحفيين الذين يعملون معها؟
- كانت دائماً تقول إن الأخبار ليست جيدة والأوضاع لا تبشر بخير والتضييق مستمر عليها فى عملها، لكنها أكدت توخيها الحذر والابتعاد عن أماكن المواجهات، وفى آخر اتصال أكدت أنها قد شارفت على الانتهاء من الموضوعات التى تقوم بها، وأنها خلال يومين ستعود للقاهرة.
■ هل أعطتك أى معلومات عن الأشخاص الذين كانت تقيم معهم أو يساعدونها فى عملها؟
- لم تقل شيئاً عن هؤلاء، كنت أسألها لكنها كانت تطمئننى دائماً بأنها بخير وبصحة جيدة ولا ينقصها شىء وستنهى عملها خلال أيام معدودة وتغادر الخرطوم.
■ كيف عرفت خبر اعتقالها من قبل السلطات السودانية؟
- يومها كنت موجودة فى منزل جدتها، ولا يوجد هناك تليفزيون أو دش، لكن خالها اتصل بالهاتف الأرضى وسألنى عنها فقلت له إنها مسافرة وستعود بعد يومين، فقال لى إن رئيس تحرير جريدتها أعلن على شاشة التليفزيون أنه تم اعتقالها، وكان الخبر كالصدمة، لم أحتمله ولم أعرف كيفية التصرف.
■ متى قررت تصعيد الأحداث للمطالبة بعودة «شيماء»؟
- زملاؤها فى الصحافة أجروا اتصالات عديدة فى بداية إعلان خبر اعتقالها لكنها لم تؤت ثمارها، ولم نجد رداً من وزارة الخارجية أو سفارة مصر بالخرطوم، وبعد مرور 4 أيام تقريباً، قررت أنا وشقيقتها التظاهر وانضم لنا أصدقاؤها وزملاؤها فى جريدتى «المصرى اليوم» و«الوطن» وصحف مصرية أخرى.
■ هل طلبت شخصيات عامة منك تعليق الإضراب عن الطعام خوفاً على صحتك؟
- كثير من الدبلوماسيين والشخصيات الحزبية طلبوا منى ذلك، واتصل بى مستشار الرئيس مرسى وطلب منى ذلك أيضاً وقلت: «لو حصلى حاجة هابقى فى رقبتكم»، وأؤكد أننى لن أتنازل عن الإضراب حتى تعود شيماء لحضنى و«أول لقمة هاكلها هاتبقى من إيديها»، حتى لو أعلنت السلطات السودانية الإفراج عنها، لن أصدقهم ولن أصدق سوى عينى عندما ترى شيماء أمامى.
■ هل وعدك مستشار الرئيس «مرسى» بأى شىء آخر؟
- قال إن الرئيس سيثير الموضوع مع الرئيس البشير خلال قمة أديس أبابا، وسيعمل كل ما فى وسعه لإطلاق سراح شيماء..ونحن فى انتظار تحقق هذا الأمر بشكل سريع لأننا فى غاية القلق على ابنتنا.