سن الأربعين بداية أزمة منتصف العمر

فى كتابها «أزمة منتصف العمر الرائعة»، تكشف الكاتبة الأمريكية أيدا لوشان طاقات خفية لدى كهول الأربعين والخمسين، معولة عليهم كثيرا، ربما بقدر يفوق شباب العشرينيات، منتصف العمر فى رأيها مرحلة النضج والحكمة، والإرادة الفولاذية المدفوعة بالخوف من الموت، والتحرر من مسؤوليات الماضى، وتدعو كل من يمر بهذه المرحلة للثقة فى إمكاناته.
مصطلح «أزمة منتصف العمر» ظهر لأول مرة عام 1965 على يد الباحث جاك اليوت، ضمن دراسة له تناولت مجموعة من المبدعين لاحظ أن إنتاجيتهم تقل مع اقترابهم من سن الأربعين، وتستمر هذه الحالة معهم نحو خمس سنوات قبل أن يتجاوزوها.
فيما أظهرت دراسة أمريكية صادرة عن جامعة كاليفورنيا أن انقطاع الطمث يحدث تحولا فى طبيعة مخ المرأة، يصاحبه تغير فى نمط تفكيرها وحياتها، فتصبح أقل اكتراثا بإسعاد الآخرين، وفى المقابل تشير دراسات أخرى إلى أن نصف الرجال حول العالم بعد سن الأربعين، تفترسهم حالة نفسية رديئة إحدى ردات فعلها الشهيرة هى التمرد على نمط حياتهم القائم والردة لمرحلة المراهقة.
وتقول الأديبة ابتهال سالم: فى سن الأربعين ازددت عصبية وتوترا وتجاوزتهما بالعمل وتقبل الحياة بحلوها ومرها، فلكل منا حيله للتكيف، والنساء المصريات لسن كالأمريكيات، إنهن بالعكس، صبورات، مراعيات لتقاليد المجتمع ومشاعر الغير وسريعات التأقلم.
للأربعين مزاياه أيضا، ففيه أصبح ابنى طولى، ذقنا معا طعما جديدا لعلاقتى الأمومة والبنوة، رأيته بعين جديدة، عين الصديقة لا الأم، ولم أعرف تلك الأنانية التى تلحق زورا بنساء الأربعين.
ويقول محمد فؤاد، مذيع بالبرنامج العام: عبرت الأربعين منذ أربعة عشر عاما، كانت سنا مربكة، ربما لأن أعبائى فيها كانت كبيرة، فالرجل المصرى هو أقرب للسوبر مان فى نظر أسرته ومجتمعه، والآن أنظر للمرآة وأتمنى أن تعود بى الأيام للأربعين، ولكننى أصبر نفسى بأن لكل سن جمالياتها وعلىَّ أن أنتبه إليها وأستثمرها.