كنت أتمنى مشاركة المنتخب الوطنى فى كأس العالم بجنوب أفريقيا حتى أحظى بشرف التواجد فى هذا الحدث الكبير كلاعب، خصوصاً أنه ما زال حلمى الأول، ولكنى سعدت كثيراً بعرض قناة «سوبر سبورت» الجنوب أفريقية لتحليل المباريات، رغم أنه لم يكن العرض الوحيد الذى تلقيته، وقد فضلته باعتبارى الأفريقى الوحيد بين فريق من المحللين الكبار يضم جيرارد أوليه وإدجار ديفيدز وزيندن وجون بانز، وزادت سعادتى بعرض جريدة «المصرى اليوم» التى أحترمها وأقدرها وأراها أفضل الصحف اليومية المصرية حالياً لأكتب مقالاً فيها أقدم من خلاله وجبة دسمة للقارئ العزيز سواء عن النواحى الفنية وأجواء المباريات أو الحالة العامة فى جنوب أفريقيا خلال فترة المونديال. وأشعر بسعادة كبيرة للتواجد فى قلب هذا الحدث الكبير، خصوصاً أنه يقام للمرة الأولى على أرض قارتنا السمراء، متمنياً التوفيق لدولة جنوب أفريقيا بأن تقدم بطولة جيدة من الناحية التنظيمية خصوصاً أن هناك تخوفات كبيرة قبل البطولة من وقوع أحداث شغب أو سرقات، لكنى شخصياً مطمئن لقدرة حكومة جنوب أفريقيا على التنظيم بعدما وفرت كل سبل الراحة للوفود، وكانت لها تجربة ناجحة فى كأس العالم للقارات رغم وقوع أحداث عارضة. ■ سألنى عدد من أصدقائى فى المنتخبات الأوروبية عن الأجواء فى جنوب أفريقيا ومدى تأثير الارتفاع عن سطح البحر على التنفس خلال المباريات ومنهم أبيسون وروبرت جرين من منتخب إنجلترا، كما سألنى صديقى ديفو تليفونياً عن نفس الحالة، وكذلك برهامى نجم منتخب سويسرا، وكنت سعيداً لأن اللاعبين لا يشغلون أنفسهم بالحالة الأمنية ويركزون على كل ما يتعلق بالملعب، ويؤثر على أدائهم الفنى فقط، وأكدت للاعبين أن الارتفاع لن يؤثر على مستواهم لأن الجسم سيعتاد بعد أقل من أسبوع على الأجواء. والمونديال الحالى فرصة كبيرة لتقدم القارة الأفريقية، لأن كرة القدم، وحدث كبير مثل كأس العالم سيظهران الوجه الحقيقى للقارة وقد يدفع الدول الأوروبية لمزيد من الاعتماد على النجوم الأفارقة خصوصاً فى ظل النجاحات التى حققها عدد كبير من اللاعبين فى السنوات الأخيرة. رغم صداقتى القوية بعدد من نجوم المنتخبات الأوروبية مثل فان دير فارت وشنايدر ويونج من هولندا، وأبيدال ومالودا وتيرى هنرى من فرنسا، وجيرمن ديفو وأبيسون وكاريك وروبروت جرين من إنجلترا، ودى روسى من إيطاليا، لكنى متعصب لكل المنتخبات الأفريقية وحريص على تشجيعها، وأتمنى أن يصل أحدها إلى دور الثمانية على الأقل مثلما فعلت السنغال فى كأس العالم عام 2002 بكوريا واليابان، ولكنى فى الوقت نفسه صريح مع نفسى وأشعر أن الأمل فى منتخبى كوت ديفوار والكاميرون لأن غانا تفتقد عنصر الخبرة المهم فى مثل هذا الحدث. وأتمنى أن أرى دروجبا فى مباريات كوت ديفوار لأنه لاعب مهم، ووجوده يزيد من القدرات الهجومية لفريقه الذى يلعب فى مجموعة صعبة، أما إيتو فأطالبه بالتركيز والابتعاد عن خلافاته مع ميلا، أما منتخب جنوب أفريقيا فحظوظه تبدو ضعيفة فى الصعود لأدوار متقدمة لافتقاده عنصر الخبرة، خصوصاً مع استبعاد صديقى مكارثى الذى زاملنى فى سلتافيجو الإسبانى. حظوظ المنتخب الإنجليزى فى الفوز بكأس العالم من وجهة نظرى هذه المرة كبيرة لسببين أولهما أن الفريق معه مدير فنى هو الأفضل فى العالم وهو فابيو كابيللو ويجيد التعامل مع اللاعبين وتحجيمهم لدرجة أنه منع اللاعبين من اصطحاب زوجاتهم وصديقاتهم ومنع أى وسائل للاتصال بين اللاعبين وزوجاتهم وهو بداية قوية لمنتخب إنجلترا، أما السبب الثانى لقدرة الإنجليز على الفوز بكأس العالم فهو أن الفريق سافر إلى جنوب أفريقيا دون هالة إعلامية أو دعاية مبالغ فيها مثلما كان يحدث فى كل مرة ويأتى بعد كل ما قلته أن الفريق يضم لاعبين على مستوى رائع مثل جيرارد ولامبارد ورونى وهم عناصر تستطيع أن تصل على أقل تقدير إلى دور الأربعة، ورغم إصابة ريو فيردناند وخروجه من قائمة الفريق فإن بديله وصديقه راوسون قادر على سد الفراغ وتعويض غيابه، والأهم أن المنتخب الإنجليزى دائماً ما يسانده جمهور متحفز ومتحمس. منتخب الجزائر فريق قوى وجدير بالاحترام لأنه يمتلك مدرباً قديراً ولديه خبرات كبيرة ويضم بين صفوفه عدداً من اللاعبين المحترفين الذين يعرفون جيداً ماذا يريدون من كل مباراة، ولذا أتوقع لهم ظهوراً جيداً فى المونديال.