عرضت بريطانيا وفرنسا أن يتولى الاتحاد الأوروبى مهمة مراقبة غزة وتفتيش سفن البضائع المتوجهة إلى قطاع غزة والإشراف على معبر رفح الحدودى مع مصر. وأكدت الدولتان ضرورة إجراء تحقيق دولى حول الهجوم الإسرائيلى على أسطول الحرية. وقال وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره البريطانى وليام هيج، إثر محادثات فى باريس أمس الأول: «كنا فى فترة ما مكلفين بمراقبة معبر رفح، ويمكننا أن نقترح مجددا أن يتولى الاتحاد الأوروبى، والدول الأوروبية مراقبة هذا المعبر بشكل صارم جدا». وأضاف: «فى مقدورنا تماما تفتيش حمولات السفن المتوجهة إلى غزة، يمكننا القيام بذلك، ونود القيام به، وسوف نقوم به بسرور كبير»، مؤكدا أنه «ينبغى أن يشارك الاتحاد الأوروبى أكثر مما يفعل حاليا، عمليا وسياسيا وماديا، وأن ينخرط أكثر على طريق السلام». فيما قال هيج إن «فى وسع الاتحاد الأوروبى أن يساعد مثلما سبق أن فعل فى الماضى»، مشددا على وجوب السماح بعبور المزيد من البضائع إلى غزة مع الحرص على منع الأسلحة من الوصول إلى القطاع. وأكد هيج أنه «من المهم جدا أن يجرى تحقيق ذو مصداقية وشفاف» فى الهجوم الإسرائيلى، مضيفا: «نعتقد أنه ينبغى أن يكون هناك حد أدنى من الوجود الدولى فى هذا التحقيق». وقال كوشنير من جهته إن «هذا التحقيق يجب أن يكون دوليا لأن عدة دول ضالعة فيه». وذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الاقتراح سيسمح بنشر قوات دولية فى المياه الإقليمية لغزة، تبعد ما بين 4 و6 أميال إلى الشاطئ وتسمح لحركة الصيد بالعمل فى قطاع غزة. وأوضحت المصادر أنه سيتم تحديد منطقتين عازلتين لا يمكن للسفن ومراكب الصيد الفلسطينية الاقتراب منها، الأولى شمال القطاع من الحدود الجنوبية لإسرائيل بمسافة تضمن لإسرائيل عدم قدرة أى صواريخ تطلقها المقاومة الفلسطينية من البحر على الوصول لأراضيها. وأضافت المصادر أن المنطقة العازلة الثانية قرب السواحل المصرية تتولى قوات دولية بالتعاون مع عناصر مصرية العمل بها. قال مصدر دبوماسى إن تل أبيب توافق على إحداث نوع من التغيير فى معاهدة السلام أو إضافة ملحق يسمح بنشر مزيد من رجال الأمن وقطع البحرية والمراقبة الجوية للمنطقة بشكل أكثر كثافة، وكذلك نشر مزيد من رجال الأمن فى محور فيلادلفى الحدودى. ويتضمن الاقتراح نقاطاً أخرى، منها عودة رجال الشرطة الفلسطينية وحرس الرئيس محمود عباس لمعبر رفح مرة أخرى مع السماح بوجود بعض عناصر حماس للعمل بشكل مدنى، دون التدخل فى النواحى الأمنية.