اقترح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن يتولي الاتحاد الاوروبي تفتيش سفن البضائع المتوجهة إلي قطاع غزة بحرا والإشراف علي معبر رفح الحدودي مع مصر. جاء ذلك في محاولة أوروبية لكسر حدة الحصار الإسرائيلي علي قطاع غزة بعد أسبوع من العدوان الإسرائيلي علي أسطول الحرية، مشددا في الوقت ذاته علي ضرورة إجراء تحقيق دولي حول الهجوم. وقال كوشنير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيج إثر محادثات في باريس إن الدول الأوروبية يمكنها مراقبة معبر رفح بشكل صارم جدا.وتابع في مقدورنا تماما تفتيش حمولات السفن المتوجهة الي غزة. يمكننا القيام بذلك, ونود القيام به, وسوف نقوم به بسرور كبير. وقال ينبغي أن يشارك الاتحاد الاوروبي أكثر مما يفعل حاليا, عمليا وسياسيا وماديا, وأن ينخرط أكثر علي طريق السلام.وأكد وزير الخارجية الفرنسي إن الوضع في غزة لا يحتمل لسكانه المحاصرين منذ فترة طويلة. ومن يستفيد من هذا الوضع؟ أولئك الذين يمررون بضائع في الأنفاق, والذين يفرضون ضرائب علي المنتجات التي تدخل إلي غزة, موضحا أنه لا يمكن الاستمرار علي هذا النحو. وأضاف في المقابل أنني افهم ضرورة ضبط الأسلحة. ومن جهته, قال هيج إنه في وسع الاتحاد الأوروبي أن يساعد مثلما سبق وفعل في الماضي مشددا علي وجوب السماح بعبور المزيد من المساعدات إلي غزة مع الحرص علي منع الأسلحة من الوصول إلي القطاع. وشدد وزيرا الخارجية الفرنسي والبريطاني علي ضرورة إجراء تحقيق دولي حول الهجوم الإسرائيلي بالمصداقية والشفافية مضيفا نعتقد أنه ان يكون هناك حل أدني من الوجود الدولي في هذا التحقيق.وقال إنه بحث المسألة هاتفيا مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك. وقال كوشنير من جهته إن هذا التحقيق يعتبر حكما دوليا لأن عدة دول ضالعة فيه.وتابع أن فرنسا رأت في الأساس أن التحقيق يعود للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي سيحدد شكل هذا التحقيق. وأضاف أنه من مصلحة أصدقائنا الاسرائيليين تماما ان يجري تحقيق دولي واسع دوليا.وأكد أن الأمريكيين والفرنسيين والأممالمتحدة قدموا اقتراحا مفصلا لإسرائيل بدون أن يكشف المزيد من التوضيحات. وعلي الرغم من تزايد الضغوط الدولية علي تل أبيب للسماح بإجراء تحقيق دولي وموضوعي, كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن أن كبار الوزراء الإسرائيليين لم يتوصلوا بعد إلي قرار نهائي بشأن ما إذا كانوا سيوافقون علي اقتراح الأممالمتحدة بإجراء تحقيق دولي في الاعتداء علي سفن اسطول الحرية. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو اجتمع مع المجلس الوزاري المصغر الذي يضم سبعة وزراء لبحث هذه المسألة إلا أن الإجتماع انتهي دون التوصل إلي قرار, خاصة أن نيتانياهو ومعظم الوزراء يفضلون علي مايبدو إجراء تحقيق اسرائيلي يكون للأمريكيين وغيرهم من الأجانب فيه وضع المراقب. وأشارت الصحيفة إلي أن نيتانياهو تحدث هاتفيا أمس الأول مع عدد من حلفائه المقربين من بينهم جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي, والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, ورئيس وزراء كندا ستيفن هاربر, ورئيس وزراء جورجيا نيكا جيلاوري, ومبعوث الرباعية الدولية توني بلير. وأضافت أن نيتانياهو أكد خلال اتصالاته الهاتفية- كما فعل منذ طرح الاقتراح في باديء الامر- أن اسرائيل تصرفت دفاعا عن نفسها تماما مثل أي بلد أخر إذا تعرض لتهديد الآلاف من القذائف والصواريخ. وقالت الصحيفة إن نيتانياهو بحث الحصار الإسرائيلي علي قطاع غزة مشيرا الي أن المناقشات التي تحيط بتخفيف الحصار كانت قد بدأت قبل إبحار اسطول الحرية. ومن جانبه, قال السفير الإسرائيلي لدي واشنطن مايكل اورين إن الحكومة الإسرائيلية مستعدة لتلقي اقتراحات حول سبل تخفيف الحصار علي قطاع غزة. وأكد أورين أن تل أبيب منفتحة علي أي أفكار حول كيفية التعاون بشكل ما في قطاع غزة, لكن علينا أن نتذكر أن قوة دولية فشلت في لبنان في منع حزب الله من زيادة ترسانته الصاروخية ثلاثة أضعاف, حسب قوله. وزعم أنه إذا فتح المجال البحري لحركة حماس في قطاع غزة, فسوف تحصل حماس علي آلاف الصواريخ وستهدد كل مواطن في إسرائيل وتقتل عملية السلام. علي صعيد متصل, تواصلت المظاهرات في عدد من دول العالم احتجاجا علي ا لاعتداءات الإسرائيلية علي الفلسطينيين وأسطول الحرية. وتظاهر الآلاف في أندونيسا والتشيك والنمسا واليونان. ففي مدينة بوجور بوسط اندونيسيا تظاهر أكثر من5 آلاف شخص ينتمون إلي التيارات الإسلامية لابداء تضامنهم مع نضال الشعب الفلسطيني. وفي فيينا من مراسل الأهرام: شهدت النمسا مظاهرة حاشدة شارك فيها ما لا يقل عن5 آلاف شخص تعبيرا عن الغضب جراء الهجوم الاسرائيلي.
