بعد قرار المحكمة الإدارية العليا برئاسة المستشار محمد الحسينى، بحجز الطعن المقدم من وزارتى الداخلية والخارجية على الحكم الصادر عن محكمة القضاء الإدارى، بإسقاط الجنسية عن المصريين المتزوجين من إسرائيليات، وأولادهم للحكم فى جلسة 5 يونيو المقبل، استطلعت «المصرى اليوم» آراء مصريين متزوجين من إسرائيليات ومقيمين فى إسرائيل. من بعض المقابلات، اتضح أن الدولة العبرية لم تتمكن من محو انتماء هؤلاء المصريين لوطنهم مصر، رغم استقرارهم فيها عشرات السنين، فالعلم المصرى مازال يرفرف «فوق بيوت بعضهم ومازالوا يحتفلون ب«شم النسيم» فى موعد يجتمع فيه المصريون فى إسرائيل، وفقاً لأقوال غالبيتهم. قرر راجى فرج الله، القاهرى، المتزوج من فلسطينية، وهو أب لابن وبنت، أن يعيش فى مدينة الناصرة منذ 16 عاماً، بعد أن قضى عدة سنوات فى مصر مع أسرته، عند الاتصال به لتحديد موعد المقابلة، كان يضع أغنية «حلوة يا بلدى» للمطربة داليدا، وبادر بقوله: «مصر هى أمى حتى لو سكنت خارجها، فهى لن تخرج من روحى وقلبى، كذلك أبنائى فهم يعتبرون أنفسهم مصريين، وقد يقررون العيش فيها مستقبلاً، وهذا الأمر يشرفنى». وعن سبب مجيئه إلى الناصرة، قال: «قررت الرحيل بعد تعرض أبنائى لمشاكل فى المدرسة، بعد أن درج الطلاب على نعتهم بأولاد اليهودية، إلا أنه رغم انتقالى من مصر إلى الناصرة، فهذا لا يعنى أن وطنى تغير، فأنا مصرى، ولا يمكن المقارنة بين عائلتك وعائلة أخرى، فمصر هى عائلتى، مصر ليست وطنا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا». ويثق فرج الله أن العدالة المصرية لن تسمح بإسقاط «الجنسية عن أبنائها الذين يعيشون فى إسرائيل، خاصة بعد رفع شكوى من محام «يريد كسب الشهرة»، على حد قوله، ويضيف: «انتمائى لبلدى غير مرتبط بجواز سفر، فأنا مصرى حتى لو أسقطت جنسيتى، لست خائفاً من سحبها، لأنى أثق بالعدالة المصرية»، وتابع: «لم نخطئ، كل ما قمنا به هو أننا تزوجنا من امرأة ليست مصرية، نحن لم نهرب من مصر، بل توجهنا إلى السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، كأى مصرى تزوج من امرأة ليست مصرية». ويراهن فرج الله بعمره بأن العدالة المصرية لن تسقط جنسية المصريين الذين يعيشون فى إسرائيل، مدللاً بقوله: «لا توجد أم ترفض أبناءها، لمجرد أنهم تزوجوا من امرأة غير مصرية»، على حد تعبيره، وقال فرج الله، الذى يدفع الضرائب إنه لا يعانى من أى تمييز، مستطرداً «لو عاد الزمان إلى الوراء لما ترددت ولتزوجت من سيدة عربية تعيش فى إسرائيل، فأنا أفتخر بهم، والعرب لا يعلمون أن عرب إسرائيل هم أكثر وطنية من أى عربى آخر، أما عاطف المصرى، فقد اكتسب اسمه الثانى بعد انتقاله إلى مدينة طمرة فى الجليل الغربى 1997. ويستبعد عاطف سحب الجنسية منهم لأن «سحبها يعنى إلغاء اتفاق السلام، الذى وقعه الرئيس الراحل محمد أنور السادات» وفق قوله ويتدخل ابنه فؤاد 12 عاماً مطالباً بوقف محاولات انتزاع حقوق المصريين الذين يعيشون فى إسرائيل من الاحتفاظ بهويتهم وجنسيتهم المصرية.