حب الدنيا وسيب الدنيا تحب

والآن عزيزى القارئ وبعد عشرة السنين بينى وبينك وأنا قايدالك صوابع قدمى شمع، لابد أنك أصبحت متأكدا من أن الناس كلها عندى كوم بينما وائل الإبراشى كوم لوحده.. ليس لأن صداقتنا الوطيدة عبرت حاجز الست سنوات، وهو بالنسبة لجهاز الفلتر بتاعى يعتبر رقما ليس من السهل تحقيقه، ولكن لأن وائل بالنسبة لى هو صندوقى الأسود الذى يعلم عنى ما لا يعلمه إنس أو جان.. ما علينا، دائما أرى أن وائل عندما يتبنى قضية ما فهو يتناولها بذمة ابتغاء وجه الله والوطن دون محاولة المتاجرة لادعاء البطولة مثلما يفعل الكثيرون من الصحفيين والمذيعين.. ودائما كنت أؤيده فى مواقفه.. والآن وبعد الثورة، أراه يمضى على نفس الدرب وشغال شىء من الخوف وفى بيتنا رجل وحاجات كده!!..
هذا الأسبوع، وجدت أنه فى حلقات برنامجه «الحقيقة» الذى يذاع يومياً على قناة دريم، بدأ فى كشف حوادث التعدى السافر على المواطنين باسم الجماعات التى تطلق على نفسها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وهو ما جعلنى بدأت أقلق عليه.. استوقفتنى حلقة يوم الثلاثاء الماضى عندما بدأ حديثه عن التهديدات والشتائم التى بدأ يتلقاها، وإذا به يقول إن الشتيمة بتلف وترجع لصاحبها.. يا عم وائل إحنا لسه هنستنى لما الشتيمة تلف فى هذه الزحمة على ما ترجع لصاحبها؟.. وافرض إنها أخذت الدائرى، يبقى عمرها ما هترجع.. والبلد مليانة إشاعات.. ناس تقول إن هؤلاء المعتدين مدفوعون من جهات أمنية بائدة بغرض إثارة الناس على التيار الإسلامى.. وناس تؤكد أنها مبادرات فردية لا تتبع أى جماعات.. وناس آخرون يؤكدون أن تلك الحوادث تصدر بالفعل من التيارات الإسلامية وأنهم يكذبون عندما يحاولون إلصاقها بأجهزة الأمن.. طب أنا أعمل إيه بقى فى النص لحد ما تتفقوا؟..
أعتقد أن المشكلة الآن أننا نواجه «ناس» لا تعرف كيف تحب الحياة أيا كانت انتماءاتهم.. عندما تحب الحياة فإنك ستجد نفسك متسامحا مع أعدائك، متقبلا لنقاط الخلاف مع الآخر، ودائما سيكون لديك هامش للخطأ يتقبل هفوات الآخرين.. عندما ترى فى الشارع كيف تعاتب امرأة امرأة أخرى لأنها غير محجبة سيلفت انتباهك نبرة الغل التى تتحدث بها المرأة المتعدية.. والغل والإيمان لا يجتمعان فى قلب واحد أبداً.. إذا شعر قلبك بالحب الصادق لشخص ما فإنه دائما ما ينعكس ذلك على نظرتك للكون من حولك، فتجد نفسك تحب كل الناس، والحاجات والمحتاجات، فما بالك بقى إذا كان هذا الحب الصادق لله؟.. تماما مثلما قال أحمد مظهر لوالى عكا بعد خيانته: «لقد نزعت الحب من قلبك يا برعى وأبدلته بالحقد فكرهت أهلك» ومن قبلهم كرهت نفسك، وكان برعى قاعد مقرفص كده وبيفرفر.. طب فى ضوء هذه المستجدات هنتصرف كيف يا عبدالرحيم؟.. أنا شخصياً هاضرب حجاب وأربى دقن.. أما عن صداقتى بوائل فصحيح أننا- هو وأنا- كنا دائما نتباهى بأنه لا يستطيع أحد الدخول بيننا للتوقيع والتفرقة، لكننى بصراحة لم أحسب حساب إن ممكن حد يحدفه بقنبلة!..
أنا ممكن أقبل الهزار بأى حاجة إلا القنابل.. أصلها بتعور وبتعمل دم ولغوصة.. صحيح أننى نصحته بعد هذه الحلقة أن يطلب حراسة من الداخلية، لكن لأننى أحفظه عن ظهر قلب فأنا أعلم أنه لن يفعل.. لذلك سوف أعيد النظر فى علاقتى بجميع أصدقائى الزنادقة المتصدرين ضد التيار الظلامى دفاعا عن الحرية وعن الإبداع الذى لا يكيل بالبتنجان.. وأرى أمامى رؤوساً قد أينعت وحان وقت سلقها.. وائل الإبراشى، خالد يوسف، محمد العدل، فريدة الشوباشى.. ولهؤلاء أقول فرصة سعيدة جدا يا قوم، أشوفكم بقى بعد إعلان إسلامكم وتغيير أسمائكم إلى وائل بن أبى حنظلة، خالد بن خزاعة، ومحمد بن عم عكرمة، مثلما أسلمت أنا أيضا بالأمس وغيرت اسمى إلى غادة بنت بن أبى مسخرة.. وسمعونا بقى سلام حانت الأقدار!