كلما كنت ناجحاً متفوقاً فى عملك زاد عدد حسادك وأعدائك، فالنجاح يغرى ضعاف النفوس بالحقد والغيرة القاتلة التى تصل إلى حد إطلاق الشائعات المغرضة الهدامة على الشخص الناجح، والإنسان الماهر هو الذى لا يلتفت إلى الشائعات مهما كان حجمها، هذا قدره، وإذا تلفت وراءه فسيكون هو الخاسر الوحيد، فالحصان الذى يتلفت كثيراً يخسر السباق! ويجب علينا أن نذكر دائماً أن الشجرة المثمرة هى التى تقذف بالحجارة حتى تساقط على «الحادفين» ثمراً يانعا لذيذا. وتحضرنى قصة تدل على أنه كلما عظم قدرك بين ناسك اشتدت الحرب المعلنة ضدك، ففى سنة 1937 اجتمع القوم فى مدينة شيكاغو الأمريكية لتنصيب روبرت هتشينز رئيساً لجامعة شيكاغو، وهذا الرجل شق طريقه فى الحياة نحو المجد بعرق جبينه وحفر فى الصخر حتى يصل إلى ما يصبو إليه، فقد عمل جرسونا وحطّاباً متجولاً ولكن الناس لم تغفر له أنه لم يتجاوز سن الثلاثين واستكثروا عليه أن يصبح رئيساً للجامعة فى هذه السن، وثاروا ضد نبوغه وتفوقه، ووصفوه بأنه عديم الخبرة والتجربة وناقص المعرفة، ولكنه لم يأبه لكل هذا، ووصل رغم أنف الحاقدين إلى منصب رئيس الجامعة وهو فى سن الثلاثين من عمره، وفى يوم الاحتفال الذى أقيم بمناسبة تنصيبه رئيساً للجامعة جاءت جلسة والده إلى جوار أحد أصدقاء روبرت المخلصين، وقال الصديق لوالده: لقد فزعت هذا الصباح عندما قرأت فى الصحف النقد المرير الموجه لولدك.. فقال الأب كلمة خالدة: إنه نقد مرير ولكن تذكر دائماً أنه بقدر قيمتك يكون النقد الموجه إليك! فامض إلى طريقك وحافظ على نجاحك ولا تلتفت لأحد ولا يحزنك قولهم وتوكل على الله يا كل إنسان مخلص وجاد وأمين وناجح فى عمله! ناجى العتريس [email protected]