هل الشائعات أصبحت وسيلة فعالة للدعاية حتى لو كان مضمونها تشويه سمعة الفنان أو الإضرار بصحته لدرجة الموت؟.. وهل المنافسة بين النجوم أوجدت هذا النوع من الشائعات؟.. وهل الفنانون هم الذين يطلقون الشائعات على أنفسهم أم تنشرها الشركات الإنتاجية من باب الدعاية لأى عمل فنى جديد؟ .. وهل الشائعات أصبحت تصنع بتخطيط مسبق ومتفق عليه بين الفنانين والشركات الإنتاجية لحشد اهتمام الجماهير مع الفنان أو العمل الفنى؟.. ولماذا لا يخرج الفنان إلا بعد أن تحقق الشائعات هدفها لكى ينفيها بعد فوات الأوان؟.. وغيرها من الأسئلة المحيرة التى نحاول الإجابة عنها فى هذا التحقيق. شائعات كثيرة خرجت علينا فى الفترة الأخيرة، منها شائعة خلاف الفنانة اللبنانية دوللى شاهين مع مخرج مسرحية ''قطط الشارع'' مما دفعها للانسحاب من المسرحية، وطاردت فنانات لبنانيات أخريات شائعات أخرى منهن الفنانة سيرين عبد النور التى انتشرت أخبار تفيد بأنها حامل، وهو ما ضرب بسهمه كثيراً من الحفلات التى كانت قد تعاقدت عليها. وهناك شائعة وجود خلافات بين الفنان عمرو عبدالجليل والمخرج خالد يوسف مما جعل الأول يقرر عدم التعاون مرة أخرى مع الثانى ليتعاون مع المخرج سامح عبد العزيز فى فيلمه «صرخة نملة»، وشائعة خلاف الفنان أحمد السقا مع الفنان خالد صالح على أفيش فيلم «ابن القنصل»، وشائعة علاقة المطرب سامو زين بالفتاة التى جمعه بها الفيديو كليب الأخير الخاص به ''تعالى بس قرب''. وهناك شائعة أخرى حول انفصال المطرب اللبنانى رامى عياش عن خطيبته سيرين أبو زين ثم عودتهما مرة أخرى، كذلك شائعة وجود خلافات بين ابنتى الفنانة دلال عبد العزيز «دنيا وإيمى سمير غانم» بسبب الغيرة الفنية. واجهنا بعض الفنانين وصناع السينما وشركات الإنتاج الفنية حول مسألة الشائعات ومن يقف وراءها، وهل هى بالفعل مفيدة لمن يطلقها. الغيرة الفنية فى البداية قال المؤلف والسيناريست محمد رفعت معلقا على مسألة الشائعات التى تنتشر فى الوسط الفنى: هناك نوع من الشائعات يطلقها أصحابها على أنفسهم أو المتعاملون معهم من باب التمجيد أو التفخيم، لذلك لا غرابة فى أن تجد بعض الفنانين يطلقون شائعات حول أجورهم أو حول تعرضهم لمخاطر أثناء التصوير أو حول العلاقات العاطفية بين بعضهم البعض، وأعتقد أن استخدام الشائعات بهذا الشكل يعد نوعا من المراهقة الفكرية لشعور هؤلاء الفنانين ''القلة'' بالدونية مما يدفعهم إلى اللجوء إلى هذه الطرق الملتوية لإيجاد حالة من الصخب حولهم لإيهام الآخرين بأنهم جزء من حالة حراك فنى وذلك باستخدام بعض الأخبار المفبركة. ونبه رفعت إلى نقطة مهمة: استخدام هذه الطريقة فى إطلاق الشائعات يعد منتهى عدم الثقة بالنفس من هؤلاء الفنانين، لأن الفنان الحقيقى الذى يمتلك إنجازات حقيقية هى التى تتحدث عنه ويتناولها الإعلام بالحديث، أما الفنان الذى تتناول الصحف والإعلام كل ما يتعلق بغير إبداعه الفنى فهو شخص فارغ أى أنه لو كان يمتلك إبداعا حقيقيا فلن يترك الإعلام ذلك ليبحث عن أشياء أخرى هامشية. ومضى يقول: هناك نوع ثان من الشائعات وهى الشائعات المغرضة التى يطلقها البعض بقصد الضرر أو الإساءة لفنان بعينه فيما يتعلق بحياته الشخصية وهى موجودة بمنطق الغيرة الفنية، وهناك نوع ثالث من الشائعات التى تقوم على أخبار مفبركة تصنعها صحف صفراء تعتمد على النميمة الموجودة بالفعل فى الوسط الفنى أو تعتمد على تجميع أخبار من هنا وهناك لصنع قصة وهمية لا أساس لها من الصحة. وعن السر وراء عدم خروج أغلب الفنانين لنفى الشائعات إلا بعد أن تحقق هدفها أوضح المؤلف والسيناريست المصرى: هناك نوعان من الفنانين الذين يتعرضون لبعض الشائعات، الأول يفضل تجاهل الشائعة بمنطق أن تجاهل الشىء هو أفضل طريقة للتعامل معه لكن إذا علق عليه فهو يؤكده من وجهة نظر كثيرين، أما النوع الثانى فهو يدع الشائعة تأخذ مسارها الطبيعى فى الانتشار بما يفيده فى إثارة الحديث حوله من أجل التواجد المستمر فى الوسط الفنى شرط ألا يكون لهذه الشائعة تأثير سيئ عليه. من جانبه علق المخرج باخوس علوان زوج الفنانة دوللى شاهين على الشائعات التى طاردت زوجته فى الفترة الأخيرة قائلا: فيما يتعلق بشائعة وجود خلافات بينها وبين أسرة مسرحية ''قطط الشارع'' مما استتبع انفصالها والاستعانة بفنانة أخرى فهذه شائعة سخيفة لا أساس لها من الصحة لأن العقد الذى أبرمناه مع الجهة المنتجة للمسرحية انتهى رغم تجديده لمدة شهر إضافى وعندما طلبوا تجديد العقد مرة أخرى رفضنا.. لأن دوللى لم تضع فى اعتبارها مسالة استكمال المشاركة فى هذه المسرحية التى تجبرها على التفرغ لمدة خمسة أيام أسبوعيا فى الوقت الذى ارتبطت فيه بالفعل بأعمال فنية أخرى فى نفس التوقيت منها ألبومها الغنائى وغيرها. ونبه باخوس: أقول لكل المغرضين ومطلقى الشائعات إن مسرحية ''قطط الشارع'' التى شاركت دوللى شاهين فى بطولتها كانت ناجحة وأكثر رواجا خلال الأربعة أشهر الماضية، ولا أعتقد أن فنانا عاقلا يترك عملا ناجحا إلا إذا اقتضت الضرورة ذلك، وعلى العموم لكى أغلق باب الشائعات فى هذا الموضوع أؤكد أن مسألة رفع أجر دوللى فى المسرحية لم يكن سببا فى عدم استكمالها المشاركة فى المسرحية لأن مسرح الدولة أجره معروف وبالتالى من يتحدثون فى هذا الأمر لا يفهمون بالمرة وليست لهم دراية بذلك ولا يجيدون سوى الكلام المغرض والاستفزازى وليس أكثر. أعداء النجاح من جانبه أعرب المطرب السورى ساموزين عن انزعاجه من تلفيق شائعة علاقته بالفتاة التى جمعهما الفيديو الكليب الأخير الخاص به ''تعالى بس قرب'' قائلا: لا أعرف مصدر هذه الشائعة السخيفة أو سببها لكننى برىء تماما منها ومندهش من اتهامى بافتعال أخبار عن علاقات عاطفية مع الموديلز التى تظهر فى الفيديو كليبات الخاص بى. وقال ساموزين بنبرة أسى واستياء: للأسف الشديد فى الوقت الذى يجتهد فيه الفنان لتقديم الأفضل لجمهوره تسرى تجاهه شائعات قاتلة لدرجة أننى أشعر أن ضريبة الشهرة التى حققتها سأظل أدفع ثمنها غضبا وضيقا طوال الوقت. وشدد المطرب السورى: المؤكد أن هذه الشائعات تؤثر على أى فنان إذا أولى اهتماما بها، ويعلم الله أننى لا أسعى لافتعال إطلاق شائعات حولى لأننى أكره هذا النوع من الدعاية المبتذلة خاصة المتعلقة بالمسائل العاطفية والتى يميل البعض إلى تصديقها من باب «لا يوجد دخان من غير نار». المنتج يحيى شنب منتج فيلم «ابن القنصل» علق على شائعة خلاف الفنان خالد صالح مع الفنان أحمد السقا بسبب إصرار الأول على وضع اسمه فى بداية تتر الفيلم قبل اسم الثانى موضحا: لا أساس لتلك الأقاويل جملة وتفصيلا لأن السقا هو بطل الفيلم وصاحب الحق فى تصدر التتر مع كل التقدير لاسم الفنان خالد صالح الذى لم يشترط ذلك إضافة إلى أن هذا الفيلم هو اللقاء الرابع بين السقا وصالح بعد أفلام ''تيتو'' و''حرب أطاليا'' و''عن العشق والهوى''، وجميع هذه الأفلام مرت دون حدوث أى مشاكل بينهما. أما الفنانة دلال عبد العزيز فأعربت عن استيائها الشديد من انتشار بعض الشائعات حول وقوع خلافات بين ابنتيها دنيا وإيمى سمير غانم بما يسىء لسمعة العائلة الفنية ككل موضحة: أعتقد أن هذه الشائعات زادت عن حدها فى الفترة الأخيرة لكننا لا نعيرها أى اهتمام ولا نرد عليها لأن الغيرة ليس لها مكان بين بناتى. وخلصت إلى القول: إننا كأسرة فنية لا نعرف معنى الغيرة ولا الحسد ولا الحقد، فأنا عمرى ما شعرت بغيرة من ممثل ولا ممثلة ونفس الشىء بالنسبة لزوجى سمير غانم.