طالبت لجنة «ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان»، بالمجلس الأعلى للثقافة، بتشكيل لجنة وطنية لتعديل المناهج الدينية، وعدم الاكتفاء بالأزهر والكنيسة لأداء هذا الدور، وهو ما رفضه الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، مؤكداً أن اللجنة الوطنية ممكن أن يكون دورها مراجعة ما يضعه المتخصصون سواء من الأزهر والكنيسة، وليس المشاركة فى تعديل المناهج. وشهد اجتماع اللجنة، أمس، بمقر المجلس الأعلى للثقافة، هجوماً من جانب أعضائها على المناهج الدينية ومناهج اللغة العربية، التى تكرس التمييز والطائفية بين أبناء الوطن، واعترضت الدكتورة ليلى تكلا، رئيس اللجنة، على «الآيات القرآنية الموجودة بمنهج اللغة العربية، وطالبت بتغييرها ووضع آيات تشجع على المحبة والتعاون وقبول الآخر إذا كان وجودها ضرورياً فى تدريس اللغة». واقترح أعضاء اللغة على وزير التربية والتعليم، عمل مادة تسمى التربية الدينية تجمع المشتركات بين جميع الأديان السماوية والأرضية، مشيرين إلى أن الطالب «ليس من المفترض أن يتعلم أصول الدين فى المدرسة، ويكفى أن يتعلم المبادئ الدينية المشتركة». واقترح صلاح دياب، إنشاء مدارس نموذجية فى جميع المحافظات ينشئها رجال الأعمال تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، وتقدم التعليم النموذجى، الذى تقدمه المدارس الأجنبية. وأكد الكاتب صلاح منتصر أن المسؤولية لا تقع على عاتق وزارة التربية والتعليم وحدها، مشيراً إلى فتاوى شيوخ الفضائيات. وقال حمدى رزق، رئيس تحرير مجلة «المصور»، إن المشكلة لم تعد مشكلة الأقباط وحدهم، لأن المسلم المعتدل يعانى نفس التمييز، ويجد مدارس إسلامية ترفض ابنه لأن زوجته غير محجبة مثلاً، مضيفاً: «فى التعليم كلنا قبط». وأشار إلى أن التمييز ضد الأقباط فى المدارس مثل الطفح الجلدى، لكن السرطان منتشر فى المدارس كلها، وقالت تهانى الجبالى، مخاطبة وزير التربية والتعليم: «أنت ورثت تفرقة دينية وعرقية وأجيالاً جاهلة ونحن فى واقع خطير جداً»، مشددة على أن المدرسة ليس دورها تدريس أصول العقيدة، بل تكوين الضمير الدينى، وبالتالى فيجب أن يضع المفكرون مناهج التربية الدينية. وقال الدكتور أحمد زكى بدر، إنه «يتفق مع كل الآراء السابقة»، مطالباً أعضاء اللجنة بتقديم مقترحات أكثر تفصيلاً، ومضيفاً: «إن المواطنة أكبر بكثير من حكاية مسلم ومسيحى، كل شىء فى مصر أصبح منقسماً إلى نصفين». وأعرب عن ترحيبه بفكرة اللجنة الوطنية، على أن تقوم بمراجعة ما يضعه المتخصصون، مشدداً على أن الطالب: «يجب أن يتعلم دينه فى المدرسة وليس فى المنزل». وحول ميزانية الوزارة وما إذا كانت كافية لإصلاح التعليم، قال بدر: «ميزانية التعليم كبيرة بالنسبة لإمكانيات البلاد، لكنها مهدرة، لذلك لابد من ترشيد الإنفاق حتى لا تضيع الميزانية».=