فى الثامن والعشرين من شهر مايو الجارى، يخوض الدكتور السيد البدوى، عضو الهيئة العليا للوفد، انتخابات رئاسة الحزب، منافساً لرئيسه الحالى محمود أباظة على قيادة معقل الليبرالية العريق الذى ارتبط بالحياة السياسية فى مصر طوال مدة اقتربت من قرن من الزمان. وفى هذا الحوار، يتحدث البدوى ل«المصرى اليوم» عن دوافع ترشحه، ورؤيته لواقع الحزب، وخطته فى حال فوزه بالانتخابات، كما يكشف عن أسباب ابتعاده عن الوفد فى إحدى الفترات، رغم توليه العديد من المناصب القيادية منذ دخوله الهيئة العليا للوفد عام 1989، ويشرح البدوى موقفه تجاه أهم القضايا المطروحة على الحزب حالياً، ومن بينها ترشيح الدكتور محمد البرادعى لرئاسة الجمهورية، والتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين. ■ لماذا قررت خوض السباق الانتخابى على رئاسة الوفد؟ - السبب الرئيسى هو ما وصل إليه حال الحزب وموقعه فى المشهد السياسى العام والوضع التنظيمى داخله والحالة العامة له، كل هذا يدفعنى إلى التدخل لإصلاح حال الحزب، لأن إصلاح مصر يبدأ بإصلاح الوفد، وفى بادئ الأمر كان فؤاد بدراوى يلح عليّ كى أترشح لرئاسة الحزب، ولكننى كنت أفضل أن أقوم بدورى فى الإصلاح من خلال موقع آخر بخلاف الرئاسة، ولذلك طلبت من بدراوى الترشح. ■ وماذا حدث بعد ذلك؟ - فى اجتماع الجمعية العمومية للحزب يوم 16 أبريل الماضى فوجئت بالعديد من الوفديين يطلبون منى أن أترشح لرئاسة الحزب، والبعض قال لى تعبيراً كان له أثر كبير فى نفسى وهو أننى لو تخليت عن الترشح أكون «خائناً للأمانة»، وفوجئت باتصالات من جميع المحافظات تطالبنى بالترشح وعدم التفريط فى الأمانة، وفؤاد بدراوى أيضاً ألحَّ على فى أن أترشح لرئاسة الحزب، فى هذه اللحظة بدأت أفكر هل أنحاز لمصالحى الخاصة على حساب مصالح الحزب العامة؟ ولأن الحزب له أفضال عليّ قررت الانحياز للصالح العام وهو صالح الوفد، فالحزب بالنسبة لنا هو وسيلة لخدمة الوطن. ■ البعض يرى أن إعلان بدراوى عن ترشحه لرئاسة الحزب ثم تنازله لك نوع من المناورات السياسية.. ما رأيك؟ - غير صحيح.. ولو كان هذا حقيقياً لذكرناه، فلا يصح أن تكون هناك مناورات بين أعضاء الحزب الواحد، وفؤاد بدراوى ليس قيادة صغيرة لكى أستخدمه فى هذا الأمر، فله تاريخ طويل بالحزب ولا أنا أقبل ولا هو يقبل ممارسة هذا الدور، ويوم 16 أبريل شهد التحول فى الموقف بسبب الضغوط التى تعرضت لها لكى أترشح، وإن كان هناك من يرى أن ما حدث مناورة فأرى أن ذلك سذاجة سياسية أربأ بنفسى عن فعلها أو الزج بفؤاد بدراوى فيها. ■ ذكرت أن الوفد يحتاج إلى إصلاحات عديدة.. ما هى؟ - أى مراقب للمشهد السياسى العام، يرى أن حزب الوفد جزء من الواقع السياسى المتردى، إلا أنه يتم تعليق التردى داخل الحزب على شماعات أن هذا إنتاج المناخ السياسى العام والحصار المفروض على الأحزاب، لكننى أرى أنه قبل العلاج لابد من تشخيص الداء، فالوفد يعانى من تقصير وقصور داخلى، إذ مر الحزب فى أبريل 2006 بأزمة كبيرة جداً، وكانت أول مرة تحدث فى تاريخ الأحزاب أن يتم إطلاق الرصاص بين أعضاء الحزب ويُحرق مقره، وتسبب هذا فى تصدير صورة سلبية للحزب لدى الرأى العام، وبدلاً من الاتفاق مع بعضنا البعض لتحسين هذه الصورة وإعادة الوفد إلى ما كان عليه، بدأت تظهر قرارات لإقصاء بعض الأعضاء الوفديين، والاستعانة بأهل الثقة على حساب أهل الخبرة. ■ لمصلحة من صدرت هذه القرارات؟ - قد تكون رؤية الإدارة داخل الحزب أن هذه المجموعة من أهل الثقة لها القدرة على إدارة الحزب أكثر من أهل الخبرة، والنتائج هى ما وصل إليه حزب الوفد وأى نتائج لها مقدمات وبدايات، بداية العمل داخل الحزب تنبئ بما وصل إليه من تراجع ملحوظ فى الشارع السياسى. ■ محمود أباظة قال إنك لم تحضر إلى الوفد إلا 6 مرات على مدار السنوات الأربع الماضية؟ - غير صحيح فأنا حضرت كثيراً، وكنت أواظب على الحضور فى اجتماعات الهيئة العليا، ولكننى فوجئت بنوع من الحصار والتحريض ضدى من بعض وسائل الإعلام، بعد حضورى أحد الاجتماعات وطرح بعض الآراء الخاصة بى، والهدف كان إقصائى عن حزب الوفد. ■ ماذا تقصد بالتحريض عليك من بعض وسائل الإعلام؟ - أنا عضو فى أول هيئة عليا منتخبة للوفد منذ عام 1989 وكنت أصغر أعضاء الهيئة سناً، وفؤاد باشا سراج الدين هو الذى قدم أوراق ترشيحى، وعملت 12 عاما عضوا بالمكتب التنفيذى، وسكرتيراً عاماً مساعداً، وسكرتيراً عاماً لمدة 6 سنوات، فهل يعقل بعد كل هذا التاريخ، أن أتعرض للهجوم فى باب «العصفورة» بصحيفة الوفد أكثر من 5 مرات، بالإضافة للإساءة المتعمدة لبعض مشروعاتى وكانت تنشر هذه الإساءات فى الصفحة الأولى بجريدة الوفد، إذ كان ينشر فيها أى خبر يسىء لقناة الحياة التى أمتلكها لمجرد الإساءة لى. ■ من الذى كان يقف وراء ذلك فى رأيك؟ - لا أقول إن محمود أباظة هو الذى كان يفعل هذا ولكنه كان يعلم به ولا أبرّئه، ومن فعل هذا معى ويريد إقصائى هم الذين يريدون أن يرثوا كرسى محمود أباظة من المجموعة التى تقف وراءه، التى كانت تتصور أن أباظة سيترشح لمدة واحدة، وبالتالى كان إقصائى مهماً جداً حتى يتمكنوا من الفوز بمقعد الرئاسة فى الدورة التى تعقب أباظة، وهذا المخطط كان يسعى لتنفيذه 4 قيادات داخل حزب الوفد. ■ ولماذا لم تواجه الهجوم وتلك المخططات بالحضور الدائم؟ - آثرت الابتعاد حفاظاً على حزب الوفد ولعدم شق الصف الداخلى، فإذا ثار الصحفيون للمطالبة بحقوقهم كانوا يتهموننى بتحريضهم، ولو حدث أى شىء فى أى لجنة، أو تم استقبال أباظة فى إحدى لجان الحزب بطريقة «ليست ظريفة»، كانوا يتهموننى أيضا بالتحريض على هذا، فقررت الابتعاد عن الحزب حتى لا أكون «الشماعة» التى يعلقون عليها فشل الإدارة، ولكننى لم أنقطع عن الوفد، ولا عن الوفديين، وعندما طلب أباظة منى التقدم بورقة عن التأمين الصحى فى المؤتمر العام للحزب قدمت مشروعاً وورقة فى هذا الصدد، ما يعنى أننى حريص على المشاركة وعلى تنفيذ أى عمل يطلب منى، ولكن عندما لا يكون هناك مبرر لذهابى إلى الحزب فلا أذهب، ويكفى أن أقول إننى عندما كنت أتحدث مع عضو بالحزب كان يتعرض للعقاب بسببى، وبعض الصحفيين بجريدة الوفد دفعوا ثمن علاقتهم الطيبة بى. ■ ما رأيك فى تعديل اللائحة الأخير؟ - فى اجتماع الهيئة العليا الذى شهد التعديل، كنت أتحدث عن تعديل اللائحة وأوضحت رؤيتى لتعديلها، وفوجئت ببعض الأعضاء يصيح: «تصويت..تصويت»، فقلت يا جماعة أنا جئت لأقول رأيى، والتعديل الأخير من حيث المبدأ أنا موافق عليه، ولكن أرفضه من حيث التوقيت، وقلت إن هذا ليس التعديل الوحيد المطلوب فى اللائحة، فاللائحة وضعت فى ظل ظروف استثنائية عام 2006 وكنا خارجين من أزمة، ولكن طالما سنعدل فليس هذا التعديل الوحيد أو الأهم. ■ ما الذى ترى أنه يحتاج لتعديل فى اللائحة؟ - نحتاج لتعديل فى المكتب التنفيذى فهو الذى يدير أعمال الحزب، والفشل الذى حدث على مدار 4 سنوات لا ذنب فيه للهيئة العليا أو للجان المحافظات وجريدة الوفد، وإنما هو فشل إدارى والمسؤول عنه المكتب التنفيذى، فهو المحرك للحزب كله، وتحديداً السكرتارية العامة والرئاسة، وقلت يجب أن تنتخب الجمعية العمومية أعضاء المكتب التنفيذى، ونواب رئيس الحزب، والسكرتير العام، حتى يكون ولاؤهم للجمعية العمومية وليس لمن اختارهم، وكذلك هناك نص فى اللائحة يتعلق بالهيئة العليا يجب تعديله على الرغم من أنه قد يبدو ديمقراطياً وهو أن الهيئة العليا يحق لها سحب الثقة من رئيس الحزب بأغلبية الأعضاء، وهذا النص تم وضعه لإعطاء شرعية للهيئة العليا لتقوم بفصل نعمان جمعة، إلا أن هذا النص جعل أى رئيس للحزب يسعى لأن يكون أغلبية أعضاء الهيئة العليا تابعين له ومن أهل الثقة وليس الخبرة، وممن يقول لهم «يمين يمين، شمال شمال»، وأنا لا أتهم الهيئة العليا بهذا لكن النص يؤدى إلى ذلك، لذا طلبت تغييره وكذلك المادة 20 من اللائحة التى تعطى الحق لرئيس الحزب أن يحل لجان المحافظات عقب كل انتخابات برلمانية، وهذا أمر يتنافى وأبسط القواعد الديمقراطية وهو نص يجب أن يحذف من اللائحة ويكون من يختار ويجدد ويعدل فى اللجان الإقليمية أعضاء الوفد فى تلك اللجان. ■ ما السبب الجوهرى الذى دفعك لرفض تعديل اللائحة؟ -لا يمكن إجراء انتخابات رئاسة الحزب والهيئة العليا فى وقت واحد لأن هذا يؤدى إلى فراغ ونوع من الفوضى، فمن الوارد أن يترشح عدد من أعضاء الوفد للرئاسة وإذا لم ينجحوا يتم حرمانهم من عضوية الهيئة العليا، وفى الوقت نفسه تخسر الهيئة العليا كفاءة من الممكن أن تفيد الحزب، ولهذا طلبت من اللجنة التى تضع اللائحة عام 2006 أن تجرى هذا التعديل لكن أعضاءها رفضوا، ورفضت التعديل الأخير بسبب التوقيت، فنحن نعلم منذ فترة طويلة موعد انتخابات مجلس الشعب ورئاسة الحزب، بالإضافة إلى خوفى من تعديل اللائحة مرة أخرى ليصبح انتخاب رئيس الحزب لمدد مفتوحة بدلا من مدة واحدة. ■ البعض قال إن أباظة عدّل اللائحة حتى يستطيع إدارة الحزب إذا لم يفز برئاسته.. ما تعليقك؟ - أغلبية أعضاء الهيئة العليا قيادات وفدية محترمة وسيكونون حريصين على مستقبل «الوفد». ■ ولكن بعض قيادات «الوفد» أكدوا أن غالبية الهيئة العليا تؤيد محمود أباظة؟ - قبل تعديل اللائحة الأخير ملأوا جريدة «الوفد» بأخبار التأييد من جميع المحافظات، لكن النتيجة أظهرت تقارباً كبيراً بين الموافقين والرافضين لتعديل اللائحة، وإذا كان غالبية أعضاء الهيئة العليا يؤيدون أباظة فهذا بشرة خير قياساً على نتيجة التصويت. ■ ما أهم ما يحتاجه «الوفد» الآن؟ - العودة للشارع، وتعديل اللائحة، وإطارا تنظيميا، ف«الوفد» لابد أن يستفيد من موروثه السياسى ولا ينفصل عن تاريخه.. عندما انفصلنا عن تاريخنا فترة تراجع الحزب، ولن يكون هناك زعيم حقيقى للحزب بعد سراج الدين، فعهد الزعامة راح، والزعيم الملهم انتهى، ولذلك رئيس «الوفد» لابد أن يرأس مؤسسة ونحن فى عهد الإدارة السياسية، ولابد أن تكون لديك رؤية ووسيلة لتحقيق هذه الرؤية وهو ما يفتقده «الوفد» حالياً. ■ ولكن هناك العديد من الندوات والمؤتمرات..أليس هذا كافيا لتنشيط الحزب؟ - الندوات ليست لتنشيط الحزب، ف«الوفد» يعقد ندوات ومؤتمرات عديدة ولكنها لم تؤد لشىء إطلاقاً، والدليل نواب «الوفد» فى البرلمان، فهل يصح أن يكون تمثيله بهذا العدد الضئيل. ■ وما سبب ذلك فى رأيك؟ - السبب أننا فقدنا الآلية التى تمكننا من التواصل مع الناخب، فلم تعد الندوة والمؤتمر وصحيفة «الوفد» وسائل ملائمة للتواصل، والناخب المصرى هذه الأيام يتواصل مع من يقدم له خدمات إنسانية واجتماعية مثلما يفعل الإخوان المسلمون، «الوفد» تحول لمؤسسة اقتصادية وكل رئيس يأتى للحزب يفكر فى كيفية الحفاظ على الملايين الموروثة عن فؤاد باشا سراج الدين، وأنا لا أدعو إلى تبديد هذه الأموال ولكن على «الوفد» أن يجد الموارد اللازمة لإحداث التواصل بين الحزب والشارع والمواطن فى كل ربوع مصر، نحتاج خطابا سياسياً، وخدمات اجتماعية وإنسانية بالتوازى مع هذا الخطاب. ■ هل تتوقع أن ينقسم الحزب بين مؤيديك ومؤيدى أباظة؟ - هذا ما لا أرجوه إطلاقاً حتى لا يخسر «الوفد»، والفوز الحقيقى داخل الحزب ليس لشخص الفائز ولكن أن يخرج «الوفد» فائزاً بوحدة صف أبنائه، وأنا على يقين بأن أعضاء الحزب سيكون لديهم من الوعى ما يحول دون أى انشقاق أو صدام، وعلى يقين بأن أباظة سيكون حريصا على وحدة صف الحزب، وأنا سأكون حريصا على ذلك بدورى، وفى حال فوز أباظة سأكون عضوا فاعلاً ب«الوفد» إلا إذا حدث إصرار من جانب البعض على إقصائى، وفى حالة فوزى فسيكون صدرى متسعاً لجميع الوفديين. ■ هل تتوقع تكرار الأحداث التى وقعت فى نهاية رئاسة نعمان جمعة؟ - حدوث مثل هذا الأمر بعيد عن السياسة وبعيد عن قيم وتراث حزب الوفد الليبرالى، وإذا كانت القوة هى التى تفرض الاختيار فلا يكون هذا تنافسا على رئاسة حزب سياسى. ■ ما رأيك فى موقف الحزب من الدكتور محمد البرادعى؟ - الدكتور البرادعى عالم كبير ومن عائلة وفدية، ووالده الدكتور مصطفى البرادعى من عائلة وفدية كبيرة، ولكننى أرفض أن يدعم حزب «الوفد» بتاريخه الكبير مرشحاً للرئاسة من خارجه، إلى جانب أن مطالب البرادعى هى قليل من كثير جداً وارد فى برنامج الوفد منذ عودته للحياة السياسية عام 1984، وقليل من كثير جداً من الذى طرحته الجبهة الوطنية للتغيير برئاسة عزيز صدقى وعضوية الأحزاب والقوى السياسية، فما ينادى به البرادعى ليس ابتكاراً غائباً عن الأحزاب، ولكن آليات التنفيذ أو تحقيق المطالب هى الغائبة بسبب ضعف الأحزاب السياسية، والذى جعل ما يطرحه البرادعى يبدو جديداً هو قصور الأحزاب وعلى رأسها «الوفد». ■ هل تتفق مع موقف الحزب الرافض للتنسيق مع الإخوان؟ - نعم أوافق على هذا الموقف، فنحن لدينا تراث وتاريخ، والحزب عليه أن يعتمد على نفسه فى أى انتخابات يخوضها، فقد خضنا انتخابات 2005 فى إطار الجبهة الوطنية للتغيير بهدف أن نتخفى وسط مجموعة الأحزاب حتى نكون جزءًا من الفشل ولا نكون نحن وحدنا أصحاب الفشل، وأحزاب المعارضة عليها أن تراجع نفسها، فقد آن الأوان لكى نواجه أخطاءنا ونخوض كل الانتخابات منفردين ونرى أسباب ضعفنا ونعالجها، وأن نعمل بأسلوب علمى مؤسسى خاصة أننا نحمل اسم حزب عريق. ■ موقف حزب الوفد من البرادعى والإخوان هو نفس ما ذكرته «المصرى اليوم» من شروط «الوطنى» لمنح الحزب 23 مقعداً فى البرلمان.. فما رأيك فى هذا؟ - أنا لست ضد الحوار مع الإخوان، فالحزب السياسى من أساسياته الحوار مع الآخر، ولكننى ضد التنسيق معهم فى الانتخابات، أما عن الصفقة فقد نفاها الطرفان، الحزب الوطنى، وحزب الوفد، والوفد لا يعقد صفقات إلا مع الشعب، وأنا شخصياً إذا توليت رئاسة الوفد فلن أعقد أى صفقات. ■ أين «الوفد» من الشارع ونشاط الحركات السياسية؟ - هذا دليل على تراجع الوفد، فالحركات السياسية صغيرة وبسيطة ولكن لها تأثير، والحزب لديه بنية أساسية، فنحن نمتلك أكثر من 120 مقراً فى جميع أنحاء الجمهورية، ولدينا لجان متماسكة وقادرة على العمل. ■ وما سبب هذا التراجع؟ - السبب هو وفاة اللجان النوعية للحزب منذ عام 2006، فغياب دور هذه اللجان يكشف الخلل فى الإدارة السياسية، لأنها مثّلت العقل الكبير للحزب فى كل التخصصات، وكانت تعمل كوزارات الظل، فهل يعقل أن يظل «الوفد» جسداً بلا عقل لمدة 4 سنوات. ■ ما أهم الإصلاحات التى يحتاجها «الوفد» فى رأيك، وما المدى الزمنى لتحقيقها؟ - النهضة يمكن أن تتحقق فى زمن قياسى، شريطة وجود الإرادة والرؤية والوسيلة، وعمر بن عبدالعزيز طوّر الخلافة الإسلامية التى كانت تعانى من الفساد والانحلال فى عامين فقط، وحزب الوفد لا يحتاج إلا لأشهر لكى تبدأ انطلاقته، وأعد الوفديين بأننى إذا توليت رئاسة الحزب فسيكون للوفد وضع على الساحة السياسية مختلف تماماً عما هو عليه الآن خلال 12 شهراً، وإذا لم أفعل هذا سأكون غير قادر على الإصلاح، ولا أقول إن الحزب سيصل للذروة، ولكن علامات النجاح ستكون واضحة للجميع والنتائج ستكون معروفة.. لقد أنعم الله علىّ بموهبة الإدارة ولن أنجح بمفردى، ومن يقول هذا «نصاب»، وإنما سننجح بفريق العمل. كل عضو فى الوفد يجب أن يشعر بأنه شريك فى اتخاذ القرار، وبهذه الطريقة سيدافع عن حزبه ويشعر بقيمته، وهذا ما سيخرج الوفديين من حالة الإحباط ويساعدهم على المشاركة بقوة طالما وجدوا الأمل، لذلك أنا أراهن على قدرة الوفديين وعظمتهم فى أن يلتفوا حول حزبهم ويعودوا به زعيماً للأمة ومعبراً عنها.