يشعر المهندس أحمد عطا الله، من سكان بلدة «كابول» شمالى إسرائيل، بسعادة بالغة، فبعد سنوات طويلة من اضطراره لإملاء عنوان منزله باللغة العبرية التى تذكره يومياً باحتلال فلسطين عام 1948، قرر مجلس محلى بلدة كابول، رسمياً، تسمية 18 شارعاً بأسماء إسلامية وعربية وفلسطينية، فى خطوة هى الأولى من نوعها فى تاريخ القرى العربية بالأراضى الفلسطينيةالمحتلة بعد 1948. يقول عطا الله: «أتحرك يومياً فى تمام السادسة صباحاً من كابول إلى عكا، التى تبعد 14كم، لأصل إلى عملى ثم العودة لكن هذه الرحلة سيكون لها مذاق مختلف اعتباراً من يونيو المقبل، وسأقول لأصدقائى: (أنا أسكن فى شارع جمال عبدالناصر، المتفرع من شارع أبوبكر الصديق ببلدة كابول) للأسف فى (إسرائيل)». قرار المجلس المحلى رد لسكان كابول واحداً من حقوقهم المسلوبة، فبلدتهم من آخر القرى التى وقعت فى قبضة الاحتلال الإسرائيلى عام 1948، وتعرض عدد كبير من سكانها للتشريد، وصودرت أجزاء كبيرة من أراضيهم وتت «عبرنة» أسماء شوارعها، وزعم رجال دين يهود، أن اسم «كابول» ورد فى العهد القديم، رغم أنه اسم فلسطينى قديم، وكانت المدينة تعرف باسم «كابور» فى فترة الغزاوات الصليبية. ويؤكد عطا الله أن: «المسجد الذى يتوسط البلدة لعب دوراً كبيراً فى الحفاظ على الهوية العربية لحوالى 10 آلاف نسمة يقيمون فيها، ورغم أن الزراعة تمثل مصدر دخلهم، فإن عدد الصبية المتعلمين فى البلدة ينافس نظراءهم فى أكثر المدن الإسرائيلية تطوراً». وطبقاً لإحصائيات المكتب المركزى للإحصاء فى إسرائيل، وصلت نسبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة عام 2007 إلى 61٪ من إجمالى المتقدمين للاختبار، ويتمتع سكان البلدة بمستوى دخل معقول، فيصل متوسط دخل الفرد إلى 6 آلاف شيكل شهرياً. ويشن الإعلام الإسرائيلى هجمة شديدة ضد قرار المجلس المحلى، بينما ينظر سكان البلدة إلى تسمية شوارعهم بأسماء عربية على أنها خطوة للحفاظ على تراثهم العربى الفلسطينى، وتخليداً لشخصيات عربية ضحت وأعطت وناضلت ضد الاستعمار والاحتلال، ونادت بالحرية والاستقلال، وكان عضو المجلس المحلى عن حزب الجبهة الديمقراطية، عفو خطيب، قد تبنى المشروع وتجاوب معه حسن بقاعى، رئيس المجلس، مقتنعاً بأن هذه المبادرة تجعل من مجلسه رائداً بين مجالس القرى العربية الأخرى التى يجب أن تواجه مخطط تهويد وعبرنة فلسطين». ومن المنتظر أن يحمل 18 شارعاً رئيسياً فى كابول، الأسماء التالية: أبوبكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، على بن أبى طالب، جمال عبدالناصر، عمر المختار، توفيق زياد، ناجى العلى، المطران حجار، سلطان باشا الأطرش، فدوى طوقان، محمود درويش، المتنبى، الطالب حسين حمادى ابن كابول، الذى توفى فى الزلزال الأخير بإيطاليا، الدامون، ميعار، الرويس، البروة، والأسماء الأخيرة لأربع قرى على أطراف كابول تم تهجير سكانها بعد احتلال فلسطين عام 1948. من جانبه، قال عفو خطيب، إن «مجلس كابول اتخذ القرار بالإجماع، وكلف العضو جودت حمود، بإعداد نبذة قصيرة عن التسميات العربية للشوارع، ونشرها على الموقع الإلكترونى للمجلس، وسيقوم المجلس خلال شهر بوضع اللافتات على الشوارع ضمن احتفال ثقافى خاص بهذه المناسبة».