اعتراضات واسعة على اتجاه الحكومة لتوقيع اتفاق التجارة الحرة مع «الميركسور».. ومصادر: المفاوضات انتهت والتوقيع الشهر المقبل

اعترض مصدرون ومستوردون على اتجاه الحكومة لتوقيع اتفاق للتجارة الحرة مع دول تجمع الميركسور «البرازيل والأرجنتين وبارجواى وأورجواى»، مؤكدين أن الاتفاقية تصب فى مصلحة دول التجمع على حساب الشركات المصرية، فيما أكدت وزارة التجارة تمسكها بتوقيع الاتفاقية التى انتهت المفاوضات الخاصة بها وسيتم التوقيع عليها الشهر المقبل.
قال طارق توفيق، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، إن مصنعى الأغذية أبدوا تخوفهم من توقيع هذا الاتفاق باعتبار أن دول التجمع من أكبر منتجى الأغذية فى العالم، وأضاف أن الغرفة طلبت وضع العديد من السلع ضمن القوائم الحساسة خوفا من انهيارها بعد تطبيق الاتفاقية مثل الدواجن ومنتجاتها والزيوت.
وقال أحمد صقر، عضو غرفة تجارة الإسكندرية، مستورد دواجن، إن الاتفاقية تصب فى مصلحة دول التجمع بنسبة كبيرة تتجاوز 70% ويظهر ذلك بشكل ملموس فى الميزان التجارى الذى يميل لصالح هذه الدول بشكل كبير، ومنها البرازيل مثلا والتى لا تجاوز صادراتنا إليها ال80 مليون دولار بينما تصل وراداتنا منها إلى مليار و450 مليون دولار.
وأضاف صقر أن الشركات المستوردة لن تستفيد من إلغاء الجمارك على الواردات من هذه الدول كالدواجن، إذ تقوم الشركات المصدرة بزيادة أسعارها مما يحرم الدولة من تحقيق استفادة حقيقية من إعفاء هذه المنتجات من الجمارك بجانب حرمان خزينة الدولة من تحقيق إيرادات تصل إلى 230 مليون جنيه فى شكل جمارك على واردات الدواجن.
ورجح أن تكون هناك دوافع سياسية وراء تمسك الحكومة بتوقيع هذه الاتفاقية مع دول الميركسور باعتبارها من القوى الصاعدة وتأتى فى المرتبة الثانية بعد الصين والهند بجانب أن هناك توقعات بأن تصبح البرازيل فى المرتبة الثانية عالميا فى مجال الزراعة خلال 10 سنوات.
من جانبه، أكد مسؤول بوزارة التجارة أن الحكومة متمسكة بتوقيع الاتفاقية مع دول التجمع، وتم بالفعل الانتهاء من جميع التفاصيل الخاصة بها وسيتم التوقيع عليها خلال الشهر المقبل.
وأضاف المصدر الذى طلب عدم نشر اسمه، أن الاتفاقية تم طرحها عام 2003 وبعد عدة جولات من التفاوض تم الاتفاق على توقيع اتفاق تجارة تفضيلى بدلا من التجارة الحرة إلا أنه خلال عام 2009 تم إحياء مفاوضات التجارة الحرة مجددا ووصلت المفاوضات مع دول التجمع إلى مراحلها النهائية، وينتظر أن يوقع وزيرا التجارة فى البلدين الاتفاقية الشهر المقبل.