كان يا ما كان في سالف العصر و الأوان مملكة كبيرة يحكمها ملك ليس بأنس وليس بجان إنما هو أقرب للشيطان يأكل من أكباد شعبه كل يوم وجبتان وأتباعه يختارون له من الغلمان الشداد الحسان ليأكل كبدهم ويحلي بالدماء يحكم باسم الطغيان وكهنة المعبد من حوله صفان يسبحون بحمده ويقبلون الأيدي والأقدام ثم حدث ما لم يكن في الحسبان تجرأ أحد الصبيان من أولاد الغربان كما كان يطلق الملك على شعبه الجبان جن الفتى ورفض ظلم السجان وقال لن تأكلوا كبدي وأعلن العصيان فنادى منادي الملك أن أحشروا اليه كل الغلمان وطفق يضرب بالنواصي و الأقدام حتى أفناهم جميعا وأهلهم كانوا هناك شاهدي عيان لا يهمسوا ببنت شفه ولا يحركوا بنان شعبه كما قال غربان جبناء لا يستحقوه ملك عليهم بل هو هبة الرحمان ولكن وفي نشوة جنونه نسي أنه أفنى كل الأكباد فمن أين يأكل بعد اليوم فوقع الملك في بئر الهذيان وأغمد السكين في قلبه ليموت غير مأسوف عليه من أي كائن في الأرض ولا في السماء تلك حكايتي التي حدثت في غابر الزمان فاعتبر يا ابن أدم من موت السلطان